"الهدنة الإنسانية" و"وقف إطلاق النار".. خبراء يوضحون الفرق بين المصطلحين

الفجر السياسي

 قطاع غزة
قطاع غزة

مع استمرار تصاعد وتيرة الأحداث في قطاع غزة وتجاوز عدد القتلي والجرحى أكثر من 37 ألف مواطن من المدنيين الأبرياء ما بين نساء وأطفال وكبار السن، وذلك بعد مرور 34 يومًا من بدء الحرب في السابع من أكتوبر والذي عُرف بـ "طوفان الأقصى"، فقد تزايدت الأصوات من جانب الولايات المتحدة الأمريكية، ومجموعة الدول السبع الكبرى، وهم (اليابان وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي)، بالدعوة إلى "هدنة إنسانية" في الحرب بين كيان الاحتلال الإسرائيلي وحماس في قطاع غزة، دون الدعوة إلى وقف إطلاق النار.

فيما طالبت مصر وروسيا و8 دول عربية ومسؤولو 18 وكالة تابعة للأمم المتحدة، بالوقوف الفوري لإطلاق النار في غزة والسماح بدخول المساعدات الإنسانية دون شروط، وهو الأمر الذي رفضه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلا بعد تنفيذ شرط إسرائيل بعودة جميع الرهائن المُحتجزين من جانب حركة حماس خلال هجوم 7 أكتوبر، والذين تجاوز عددهم أكثر من 240 أسير.

الفرق بين الهدنة ووقف إطلاق النار

وبالنظر إلى هذه الدعوات نجد هناك فرقا كبيرًا بين مصطلحي "الهدنة" و"وقف إطلاق النار" فما الفرق بين الإثنين؟.

الهدنة الإنسانية

تُعرف "الهدنة الإنسانية" بأنها معاهدة تهدف إلى وقف الأعمال العدائية خلال الحرب بين الأطراف المتنازعة، ولكنها لا تعني نهاية الحرب إنما هي فقط وقف القتل لفترة زمنية محددة.

واستعمل في ما مضى اتفاقيات وقف إطلاق النار قصيرة الأمد لنقل القتلى والجرحى من ميدان المعركة، وفي العقود الأخيرة اكتسبت الهدنة أهمية أكبر لأنه لم يعقبها في معظم الحالات اتفاقية سلام كما كانت تقريبًا العادة سابقًا، وظلت الاتفاقية الوحيدة التي استعملتها الدول المتخاصمة لإنهاء الأعمال العدائية.

ويُعرف "قانون الحرب البرية" للجيش الأمريكي، الصادر سنة 1956، الهدنة بأنها توقف القتال الفعلي لفترة تتفق الدول المتحاربة عليها، إذ إنها ليست سلامًا جزئيًا أو مؤقتًا، إنها فقط توقف العمليات العسكرية إلى المدة التي تتفق الأطراف عليها.

وقف إطلاق النار

فيما يُعرف مصطلح "وقف إطلاق النار"، بأنه حالة مؤقتة من وقف الحرب أو الصراع المسلح، حيث يتفق الطرفان المسلحان على وقف الأفعال العدوانية من الطرفين، ومن الممكن إعلان وقف إطلاق النار عن طريق معاهدة رسمية، ولكن أيضًا القرار يعتبر فهم غير رسمي بين القوات المتحاربة.

ويشير مصطلح "وقف إطلاق النار" إلى اتفاق يُنظِّم وقف جميع النشاطات العسكرية لمدة معيَّنة في منطقة معيَّنة، ويجوز الإعلان عنه من جانب واحد أو ربّما يتمّ التفاوض عليه بين أطراف النزاع.

خبراء يوضحون الفرق بين الهدنة الإنسانية ووقف إطلاق النار

وفي هذا الصدد قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، الخبير في شئون الشرق الأوسط، إن مصطلح "الهدنة الإنسانية" هدفها إنساني تعني دخول مساعدات وأعمال الإغاثة والمساعدات الإنسانية الخفيفة مثل إدخال الماء والخدمات، بنا يعني الإعاشة الوقتية للدولة في الحروب.

وقف إطلاق النار عمل أمني ولا بد من وجود ضامن

وأضاف في تصريح خاص لـ "الفجر"، أن مصطلح "وقف إطلاق النار" يختلف تمامًا عن الهدنة، فهو عمل أمني بالأساس، ويليه مرحلة تالية وهي "تمديد وقف إطلاق النار"، مشيرًا إلى أن وقف إطلاق النار لا بد فيه من اتخاذ قرار، وأن يكون هناك ضامن يلتزم أمام الطرفين بعدم حدوث خروقات.

وتابع قائلًا: من الممكن أن يحدث خروقات من جانب أي من طرفي الصراع، فمن الممكن بعد اتفاق وقف إطلاق النار بساعة، نجد حماس تقوم بالضرب وتقوم إسرائيل بالرد عليها لإقناع الأطراف بأنهم ليسوا ضعاف، لذلك لا بد من وجود ضامن قوي، لافتًا إلى أن وقف إطلاق النار يتم تثبيته لمدة 3 ساعات ثم 6 ساعات ثم 12 ساعة ثم 18 ساعة حتى نصل إلى 24 ساعة كاملة وبعدها أيام متواصلة من الوقف.

"الهدنة" اتفاق بين أطراف الصراع على وقف العمليات الهجومية

وقال اللواء رضا فرحات، أستاذ العلوم السياسية، إن مصطلح الهدنة الإنسانية، يُعني حدوث وقف لإطلاق النار لمدة معينة والسماح بإدخال مساعدات لمناطق معينة تخضع للقصف المستمر والعنيف، مشيرًا إلى أنه يُعد اتفاق بين أطراف الصراع على وقف العمليات الهجومية وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية للمدنيين، ويكون ذلك الاتفاق لفترة زمنية قصيرة لخدمة أهداف معينة.

مدة وقف إطلاق النار أطول من الهدنة

وأوضح في تصريح خاص لـ "الفجر"، أن "وقف إطلاق النار" هو مصطلح يُطلق على عملية يتم فيها وقف إطلاق النار من الجانبين وفقط ضوابط، ثم تبدأ مباحثات للتفاوض على ذلك بشكل معين، وتكون مدته أطول من الهدنة الإنسانية أو المؤقتة.

وأشار أستاذ العلوم السياسية، إلى أن مصر والأردن تطالب بوقف إطلاق النار في قطاع غزة من جانب كيان الاحتلال الإسرائيلي دون قيد أو شرط، فيما تدعوا أمريكا اسرائيل إلى محاولة أن تجد بدائل أو وسائل لإيصال المساعدات للمدنيين في غزة، وبدائل بعدم قصف أماكن تواجد المدنيين.

الفشل الأمني للأجهزة الإسرائيلية

وتابع قائلًا: وزير الخارجية الأمريكي يردد العبارات التي تقولها إسرائيل بأن حماس تستخدم المستشفيات والمدارس الخاصة بمنظمات الإغاثة واستخدام المدنيين كدروع بشرية، وهذا مخالف للواقع، مؤكدًا أن كل ما يحدث في قطاع غزة هو تغطية للفشل الذريع والفشل العسكري والأمني والاستخباراتي للأجهزة الإسرائيلية في 7 أكتوبر.