بعد التهديد المُعلن.. هل تستخدم إسرائيل القنبلة النووية في غزة؟

الفجر السياسي

الأسلحة النووية -
الأسلحة النووية - أرشيفية

 


في إطار مواصلة الولايات المتحدة الأمريكية دعمها لكيان الاحتلال الإسرائيلي في الحرب على قطاع غزة وتقديم كافة أوجه الدعم من إرسال القنابل والصواريخ المدمرة لتنفيذ الهجمات الوحشية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل في غزة، فقد اعلنت القيادة المركزية العسكرية الأميركية، وصول غواصة من طراز "أوهايو" إلى منطقة المسؤولية في الشرق الأوسط، ويأتي ذلك تزامنًا مع تصريحات وزير التراث الإسرائيلي والتي دعا فيها إلى إلقاء قنبلة نووية على غزة.

 

وفي هذا الصدد أكد خبراء في الشأن الإسرائيلي وأساتذة العلوم السياسية، إن هذه التصريحات ما هي إلا أسلوب من أساليب الحرب النفسية التي تؤكد التطرف الإسرائيلي، لمنع أي تدخلات من جانب المنطقة العربية.

 

الدكتورة هبة جمال الدين
الدكتورة هبة جمال الدين

 

تأكيد للفشل الإسرائيلي في التغلب على حماس

 

وفي هذا السياق، أوضحت الدكتورة هبة جمال الدين، الباحثة في الشئون الإسرائيلية، إن مجرد التلويح باستخدام السلاح النووي في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة أمر في غاية الخطورة يعكس العقلية الإسرائيلية المتطرفة، ويؤكد امتلاك إسرائيل للسلاح النووي، كما يؤكد الفشل الإسرائيلي في التغلب على حماس والمقاومة الفلسطينية الغير مسلحة أو مجرد التسليح البدائي.


وأضافت في تصريح خاص لـ "الفجر"، إن ارتباط تصريحات الوزير الإسرائيلي المتطرف والتي تدعوا إلى ضرب غزة بقنبلة نووية، بوصول غواصة نووية أمريكية إلى الشرق الأوسط، ما هو إلا جزء من الحرب النفسية.

 

وتابعت قائلة: الولايات المتحدة الأمريكية ليست بهذا الغباء لأن تستخدم سلاح نووي يعيد مخطط هيروشيما مرة أخرى، لافتة إلى أن الضرر الواقع جراء استخدام القنبلة النووية والتي تُعد سلاحًا مدمرا يأخذ الاخضر واليابس لا يشمل أشقائنا في فلسطين فحسب وإنما سيشمل إسرائيل أيضًا لقرب الحدود من بعضها البعض.

 

التطرف الإسرائيلي


ولفتت الباحثة في الشئون الإسرائيلية، إلى أن استخدم السلاح النووي ليس أمر جاد، ومجرد التهديد باستخدامه أمر يدل على التطرف الإسرائيلي، مؤكدة أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تستطيع فعل ذلك في الوقت الحالي خاصةً مع قرب الانتخابات الأمريكية، ومن المستحيل أن يقوم الرئيس الأمريكي "بايدن" بالتضحية بالحزب السياسي مع وجود مشاكل بالفعل داخل الحزب بسبب سياساته والعبء الاقتصادي الذي يعاني منه المواطن الأمريكي خاصة بعد تمويل الحرب الأوكرانية وحرب إسرائيل.


جزء من الحرب النفسية


وأكدت الدكتورة هبة جمال الدين، أن الهدف من ذلك محاولة تصعيد جزء من الحرب النفسية على المنطقة العربية بأكملها، لأن ما تحمله إسرائيل وأمريكا للمنطقة لا يتعلق فقط بحماس أو القضية الفلسطينة، وإنما هو ترتيب لأبعاد تتعدى دور حماس فهو ترتيب لاحتلال دول المنطقة.


وقالت الباحثة في الشئون الإسرائيلية، إن إسرائيل تسعى إلى تهجير مستوطني غلاف غزة إلى الدول العربية التي سحبت اتفاقات إبراهام، لافتة إلى أن جود هذه الغواصة لمزيد من التهديد والردع لدول "الطوق" وهي صاحبة الحدود المشتركة مع دول اتفاقات إبراهام، حيث أنها لن تقبل بالتأكيد بوجود مستوطنات إسرائيلية على أرضها.

 

الدكتور عماد الأزرق
الدكتور عماد الأزرق

 

لمنع أي تدخلات من حزب الله أو الجماعات العراقية

 

فيما قال الدكتور عماد الأزرق، المتخصص في الشأن الآسيوي، إن تصريح وزير التراث الاسرائيلي بشأن إلقاء قنبلة نووية على غزة، أو قدوم الغواصة النووية الأمريكية إلى الشرق الأوسط ما هو إلا حرب نفسية سواء على حركة حماس أو دول المنطقة لمنع أي تدخلات في الحرب سواء من حزب الله أو الجماعات العراقية، أو دول المنطقة.

 


لا تستطيع إسرائيل ضرب النووي


وأوضح في تصريح خاص "الفجر"، أن إسرائيل لم تستطع الإقدام على ضرب قنبلة نووية في ظل محدودية المساحة وتداخل الأراضي الفلسطينية مع بعضها البعض سواء التي تسيطر عليها حماس أو الأراضي المحتلة من إسرائيل أو تداخل دول المنطقة، وكذلك لم تقدر الولايات المتحدة الأمريكية على توجيه ضربات إلى قطاع حماس.

 

وأكد أن هذه الأفعال ما هي إلا حرب نفسية وضغوط على حماس لمحاولة الحصول على أكبر مكاسب لإسرائيل، سعيًا منها لتفادي الخسائر المادية في أرواح الجنود والمواطنين جراء ما فعلته المقاومة الفلسطينية.