تضامن الأنبا إرميا مع الدكتور أسامة الأزهري بشأن مركز "تكوين"

أخبار مصر

بوابة الفجر

تعبيرًا عن التضامن والدعم لمبادرات تعزز الفكر والحوار الثقافي في العالم العربي، أعلن الأنبا إرميا، رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، استجابته لبيان الدكتور أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية، حول إنشاء مركز "تكوين" للفكر العربي.

رسالة تضامن الأنبا إرميا

في منشوره، بدأ الأنبا إرميا بالتأكيد على التواصل المباشر الذي حدث بينه وبين فضيلة الدكتور أسامة الأزهري، معبرًا عن إيمانهما المشترك بأهمية الحفاظ على الثوابت الدينية دون تغيير، ورفضهما القاطع لأي محاولة لإنكار السنة المشرفة والتقاليد الدينية.

الالتزام بالسلم المجتمعي ومكافحة الأفكار الهدامة

بالإضافة إلى ذلك، أكد الأنبا إرميا رفضه القاطع لأي تيارات غريبة أو أفكار هدامة تهدد السلم المجتمعي وتعرض الشعب المسلم والمسيحي للخطر. 

كما تعهد بالتصدي بكل قوة لمثل هذه التحديات والمواقف التي تهدد الوحدة والاستقرار الاجتماعي.

التعاون مع الدكتور أسامة الأزهري

أعلن الأنبا إرميا تعاونه الكامل مع فضيلة الدكتور أسامة الأزهري في نشر الوعي وتعزيز الحوار الثقافي، وذلك بهدف إعداد جيل واعٍ قادر على فهم ومواجهة التحديات الحديثة.

 كما أعرب عن دعمه الكامل للبيان الذي أصدره فضيلته، معبرًا عن استعداده للمشاركة في كل الجهود التي تعود بالنفع على المجتمع وتعزز السلم والتعايش السلمي بين مختلف الطوائف والأديان في البلاد.

 

تجمع تصريحات الأنبا إرميا وبيان الدكتور أسامة الأزهري على أهمية إرساء قواعد الفهم المشترك والتعايش السلمي في المجتمع، وتعزيز روح التعاون البناء بين مختلف الفئات الدينية والثقافية في مصر.

 

بيان الدكتور أسامة الأزهري حول مركز التكوين

من جانبه، قال الدكتور أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية: يؤذيني ويؤذي معي كل متابع غيور دعوى الاكتفاء بالقرآن الكريم وإنكار السنة المشرفة وهي أحد الثوابت، كما يؤذي أشقائي المسيحيين دعوى الاقتصار على الإنجيل فقط وإنكار التقليد الكنسي الذي نقلت به كل شعائر المسيحية.

وأوضح «الأزهري» في بيان له، ردًا على إنشاء مركز تكوين: أن الأزهر الشريف دائمًا وأبدًا حامٍ لعلوم الإسلام، قادرًا على خوض المناظرة بكل جرأة وجسارة، مع كل صور التطرف، سواء التطرف الديني الذي يتبنى خطاب الإرهاب، أو التطرف المضاد الذي يتشكك في الثوابت، ويتهجم على السنة المشرفة، ويهين الصحابة الكرام، ويصدر عشرات الأطروحات الحائرة التي لا بد من مناقشتها مناقشة علمية حكيمة وموزونة تعيد الطمأنينة إلى كل أبناء مصر وإلى كل من يتابع هذا المشهد حول العالم، وسيظل الأزهر في مكانته الرفيعة، وأنا أعفي المؤسسة الأزهرية الجليلة من خوض هذا الجدل، حتى تظل في مسارها الكريم دينيًا ووطنيًا وعلميًا وإنسانيًا على يد إمامها الأكبر شيخ الأزهر، لكنني سأتصدى وحدي بصفتي أحد أبناء الأزهر لكل هذا الجدل.


وتابع الأزهري: «جاءتني اقتراحات كثيرة بعد إشهار (مركز تكوين) بخوض مناظرة أخرى مع الأستاذ إسلام البحيري أو الأستاذ إبراهيم عيسى، فوجدت أن هذا غير مناسب، لأنه يعني كأننا ما زلنا لم نبرح مكاننا وأننا نعيد أنفسنا ولم نتقدم خطوة منذ سنة 2015م، وتوصلت إلى المناظرة الكبرى، وأنا وحدي سوف أناظر كل أعضاء مركز تكوين مجتمعين».

وقال الأزهري إنه اليوم لم تعد القضية هي إسلام البحيري أو إبراهيم عيسى على حدة، بل صار هناك تجمع لعدد من هؤلاء، فالمقترح الذي أطرحه اليوم هو الدعوة إلى مناظرة كبرى، بشرط أن يجتمع فيها كل أعضاء (مركز تكوين) في جهة وأنا منفردا في جهة.

واستطرد قائلًا: «أدعو الدكتور يوسف زيدان، وإبراهيم عيسى، وإسلام بحيري، وفاطمة ناعوت، وبقية أعضاء المركز، وأضم إليهم الدكتور زاهي حواس، إلى مناظرة محددة يكونون فيها جميعا في جهة وأنا في جهة مقابلة لهم، وليسمحوا لي أن أبادر بالهجوم الفكري في القضايا الآتية: خبير المخطوطات الكبير الدكتور يوسف زيدان، اسمح لي أن أخوض معك النقاش والمناظرة في دعوى أن المسجد الأقصى في سيناء ومدى خطورة هذا الفكر دينيًا ووطنيًا، وقولك إن صلاح الدين أحقر شخصية في التاريخ، وبقية أطروحاتك في: (عزازيل)، وفي روايتك الماكرة: (ظل الأفعى)، وفي كتابك: (اللاهوت العربي) وغير ذلك من أطروحاتك».


وأضاف الأزهري: الكاتب الكبير والروائي إبراهيم عيسى اسمح لي أن أخوض النقاش معك في قضية السنة وأنها أحد الثوابت، وقضية اتهام الصحابة الكرام بالداعشية والدموية، وغير ذلك من القضايا التي تطرحها، والباحث إسلام بحيري اسمح لي أن أحصر النقاش معك في أطروحتك الأخيرة بأنك لا تعترف إلا بالقرآن الكريم فقط، وأن السنة المشرفة عندك ليس لها أي اعتبار، إن السنة المشرفة أحد الثابت التي لا تقبل تشكيكا، ولا وجود للإسلام أصلا بدونها، فاسمح لي أن نخوض النقاش في هذه القضية ثم ننتقل منها إلى بقية القضايا، والخبير الأثري الكبير الدكتور زاهي حواس، اسمح لي أن أخوض معك النقاش حول إنكار وجود الأنبياء في مصر، كما تفضلت بطرحه، مع تراجعك اللطيف حينما أشرت إلى أن 70 في المائة من الآثار لم يكتشف بعد، لكن لا بد من نقاش هذا بكل وضوح.


وقال أسامة الأزهري إن المسلمين والمسيحيين يد واحدة، والأشقاء المسيحيون معي في المناظرة الكبرى واتصلت بصديقي نيافة الأنبا أرميا -الأسقف العام ورئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي وعضو بيت العائلة- فأعرب لي عن مدى حزنه، حينما يسمع من يقول نأخذ نصوص الإنجيل فقط ونهجر التقليد الذي نقلت به الديانة المسيحية، حيث إن المعمودية نفسها –الصلاة- لم تذكر بالتفصيل في الإنجيل، بل تم تلقيها حسب التقليد الكنسي التاريخي جيلا من وراء جيل، وكذلك عندنا -نحن المسلمين- غير مقبول من أحد أبدا أن يقول نأخذ القرآن فقط، ونلقي السنة المشرفة، حيث إن تفاصيل الصلوات كلها مثلا غير مذكورة في القرآن، وأنها مأخوذة من السنة المشرفة فقط، فإنكار السنة هدم لثوابت الإسلام كلها.

وتابع الأزهري في بيانه: استأذنت منه شخصيا أن أنشر خلاصة اتصالنا وكلامنا هذا، وطلبت منه أن ينضم لي في بعض فقرات المناظرة الكبرى، فرحب بأن أنشر كل هذا الكلام، وأنه معي في المناظرة ومعه تلامذة الأنبا بيشوي الذي ألف كتاب: (بحث وثائقي تاريخي وعقائدي لمواجهة «عزازيل»: الرد على بهتان يوسف زيدان).