خفض القوات وضرب إيران.. سياسيون يكشفون أسباب قرارات ترامب المتخبطة بعد خسارته

عربي ودولي

ترامب
ترامب


حالة من التخبط تشهدها إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في الوقت الحالي، منذ أن تم إعلان خسارته أمام المرشح الديمقراطي جو بايدن، في الانتخابات الماضية، وظهرت في القرارات الأخيرة التي كشف عنها المسئولون أو سربتها وسائل الإعلام الأمريكية.
وأمام ترامب شهرين، ويخرج من الرئاسة، لتشهد الولايات المتحدة سياسة جديدة يقودها بايدن والحزب الديمقراطي تختلف عن الأجندة المثيرة للجدل التي انتهجها بايدن طوال فترة رئاسته.
وأزاح ترامب عقب خسارته العديد من المسئولين واستبدلهم بموالين له، فأقال وزير دفاعه مارك إسبر، وهو ما زاد من قلق المسؤولين المدنيين والعسكريين، نتيجة ترقبهم لما قد يحدث في الخطوة التالية.

وعقب 24 ساعة من إقالة اسبر، أصدر ترامب قرارا جديد شمل فصل 4 من كبار المسؤولين المدنيين، أو تقديمهم استقالتهم، بما فيهم إسبر نفسه، ورئيس أركانه وكبار المسؤولين الذين يشرفون على السياسة والاستخبارات، وتم تعيين موالين لترامب في مناصبهم، بما فيهم شخصية مثيرة للجدل، كانت قد روجت لنظرية مؤامرة بوصفها الرئيس السابق باراك أوباما بأنه إرهابي.

ومن المتوقع أن تزيد هذه التحركات من الشعور بالفوضى داخل البنتاجون خاصة بعد إقالة إسبر، وكان مسؤول كبير في البنتاجون قال لشبكة "سي إن إن" الأمريكية:"في الوقت الراهن من الواضح أننا انتهينا من عملية قطع الرؤوس"، في الإشارة إلى المسؤولين المقصيين بما فيهم وزير الدفاع.

قرارات ترامب المتخبطة لم تتوقف عند إقالة المسئولين، ولكنها امتدت للسياسة الخارجية، وتوقع القادة العسكريون الأمريكيون أن يصدر الرئيس دونالد ترامب أمرا رسميا هذا الأسبوع لبدء انسحاب إضافي للقوات الأمريكية من أفغانستان والعراق، قبل مغادرته منصبه في 20 يناير المقبل، وفقا لما ذكرته شبكة "سي إن إن" الأمريكية نقلا عن مسؤولين مُطلعين. 

وأصدر البنتاجون إشعارًا للقادة، يعرف باسم "أمر تحذير"، لبدء التخطيط لخفض عدد القوات الأمريكية إلى 2500 جندي في أفغانستان و2500 في العراق بحلول 15 يناير المقبل، حسبما قال المسؤولون. 

ويوجد حاليا ما يقرب من 4500 جندي أمريكي في أفغانستان و3 آلاف جندي في العراق وتتعارض هذه الخطوة مع توصيات القادة العسكريين الذين جادلوا منذ فترة طويلة بأن أي انسحابات إضافية يجب أن تكون قائمة على شروط، وأن الوضع لا يستحق حاليًا سحبًا إضافيًا.


ويرى البعض أن السبب الرئيس لإقالة إسبر وعدد من المسئولين هو معارضتهم لقرار ترامب بخفض عدد القوات في أفغانستان، حيث يرون أن العناصر الإرهابية لا تزال نشطة فيها ولابد من مواجهتها.

ومن جهة أخرى، قال مسئول أمريكي، إن الرئيس دونالد ترامب طلب خيارات لمهاجمة الموقع النووي الإيراني الرئيسي الأسبوع الماضي، لكنه قرر في نهاية المطاف عدم اتخاذ الخطوة المثيرة.

وأضاف أن ترامب قدم الطلب خلال اجتماع الخميس الماضي مع كبار مساعديه للأمن القومي، بمن فيهم نائب الرئيس مايك بنس، والقائم بأعمال وزير الدفاع كريستوفر ميلر، والجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة، ولكنه تخلى عن القرار بعد أن أقنعه كبار مساعديه بخطورة تلك الخطوة وتداعياتها.

وفي ذلك السياق، يرى السياسيون، أن قرارات ترامب المتخبطة ما هي وسيلة لتوريط إدارة بايدن المقبلة في صراعات جديدة قد تشغله عن الأجندة التي أعلنتها وسائل الأمريكية، والمهتمة بأوضاع أمريكا الداخلية أولا نتيجة انتشار جائحة كورونا وتأثر الاقتصاد بها.

في حين يرى آخرون، أن ترامب يحاول صناعة بطولات زائفة بأي طريقه قبل خروجه من منصبه، ليقال أنه فعل شيئا مميز، بعد فشله في تحقيق أي إنجاز خلال وجوده بالرئاسة.

وقال الصحفي الاستقصائي المقيم بواشنطن، رياض محمد أن ترامب مهووس بفكرة اعادة القوات الامريكية المنتشرة حول العالم الى الوطن. 

وأضاف: "خلال السنوات الأربع الماضية حاول ترامب مرارا وتكرارا سحب القوات الأمريكية من كوريا الجنوبية وألمانيا وسوريا والعراق وافغانستان، وفي كل مرة كان وزير الدفاع الاسبق ماتيس ومستشار الأمن القومي الاسبق ماكماستر يشرحان له أن سحب هذه القوات له عواقب وخيمة وأحيانا كان ترامب يتراجع وأحيانا لا، وفي النهاية اضطر الرجلان للاستقالة. 

وتابع: "الآن وفي ظل خلو البنتاجون من وزير دفاع وبعد ان خسر ترامب الانتخابات ولم يعد يخش أي شيء فقد تكون هذه فرصته ليقول أ الرئيس الأمريكيين السابقين جورج بوش وباراك أوباما أرسلا القوات الى العراق وأفغانستان وهو الذي اعادها الى الوطن. 

وذكر أن الأمر ليس له أي علاقة ببطولات إيران ووكلائها في العراق، مشيرا إلى أن هذه البطولات ارسلت مئات من القذائف الطائشة والفاشلة وعندما جربوا الاقتراب من السفارة الامريكية صاد الامريكيون أهم قائدين لايران ووكلائها في العراق.