"دكتور بليلة".. قصة كفاح طالب بكلية الصيدلة للإنفاق على دراسته بدمنهور (فيديو وصور)

محافظات

الشاب المكافح هيثم
الشاب المكافح هيثم حجاج

"دكتور بليلة بيبع رز بلبن".. شعار وضعه طالب بالفرقة الرابعة بكلية الصيدلة على إحدى اللافتات الخشبية لتلفت المارة بمنطقة تشاومول بمدينة دمنهور في محافظة البحيرة، رغبةً في توفير المصروفات الدراسية لاستكمال مشاوره التعليمي بالصيدلة الإكلينيكية. 

الاحتياج لمصروفات دراسية

يقول هيثم حجاج، إن قسم الصيدلة الإكلينيكية يحتاج إلى مصروفات دراسية عاليةـ بالإضافة إلى بعض "الكورسات"، وكل هذه التحديات سواء المادية أو المعنوية دفعتني لمواجهتها وقررت أن أقف في الشارع وأبيع "أرز بلبن" لأستطيع الإنفاق علي دراستي ذات التكلفة العالية. 

وأوضح "حجاج" أن من الأهداف المعنوية التي يرتكز عليها في مشروعه هو توصيل فكرة بسيطة لأي شخص يشتري منه طبق أرز بلبن، عن طريق رسالة مدونة داخل أحد الأوراق التي يختارها بنفسه، تحتوي علي معلومة صغيرة سواء طبية أو صيدلانية أو نصيحة أو حكمة أو كتاب قرأه، وبعد ذلك يكون هناك تواصلا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي لمناقشة محتوي الرسالة. 

ويشرح "حجاج" فكرة مشروعه، قائلا: "أنا اخترت اسم "دكتور بليلة" وهو اسم تسويقي ليكون ملفت للمارة فقط، ولكن في الحقيقة أنا أبيع أرز بلبن، فأقف بـ"أيس بوكس" من الساعة الثامنة مساءًا في منطقة تشاومول بدمنهور، بعد أن أنهي مذاكرتي وتوزيع المنتج علي بعض المحال والأماكن التي بدأت تطلبه، حيث أقدم منتج بسعر مناسب خمسة جنيهات سواء للسادة أو بالمكسرات، وبمستوى لا يقل عن الموجود في المحلات". 

ويضيف "حجاج": "أحضر جميع مكونات تجهيز الأرز باللبن من أماكنها الأصلية، فعلي سبيل المثال، اللبن سواء جاموسي أو بقري، فأحضره من قري في الريف ليكون أصلي وغير مغشوش أو به شوائب، كما أحرص علي نظافة تجهيز المنتج، فيوجد لديا أشبه بوحدة كواليتي كنترول في المنزل لإنتاج منتج عالي الجودة وبأقل سعر للجمهور، وأبدأ تجهيز المنتج في الواحدة ظهرا وحتى الثالثة عصرا، واتركه في الثلاجة لمدة ثلاث ساعات وأستغل هذا الوقت في إنهاء دروسي ومذاكرتي اليومية، ومن الساعة السادسة وحتى الثامنة أبدأ في توزيع الطلبيات علي المحال التي بدأت تطلب المنتج، وبعد ذلك أقف في مكاني بمنطقة تشاومول بدمنهور لأبيع للجمهور". 

مقتنع تماما بما يفعله
وأشار "حجاج" أنه مقتنع تماما بما يفعله، قائلا: شايف إني معملتش حاجة تعيبني، بل بالعكس تحررت من قيود المجتمع، وده طبعي من صغري، وهناك ناس كتير دعمتني في المشروع ده وشجعتني وما شفتش لغاية دلوقتي أي حد أحبطني أو وجهلي نظرة مش كويسة، وبالنسبة لأهلي معرفوش الموضوع ده غير بعد ما نفذته بالفعل، لأني مستقل بحياتي بقالي ٧ سنوات، وشجعوني ودعموني كثيرا بعد ذلك. 

ولفت "حجاج" أنه كان يدرس في كلية آداب قسم جغرافيا وأكمل دراسته بعمل دبلومة وتمهيدي ماجيستير من معهد البحوث والدراسات الإفريقية وكان موضوع البحث في السودان، وقرر بعد هذا المشوار أن يعيد الثانوية العامة من جديد وأنهي الثلاث سنوات وحصل علي مجموع ألحقه بكلية الصيدلة واختار قسم إكلينيكال كونه مطلوب عالميا الآن علي مستوي العلوم الصيدلانية.