بيزنس الوهم.. علاج الإيدز بسم النحل والأعشاب السرية بـ5 آلاف دولار فى تركيا

العدد الأسبوعي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


ظاهرة تجتاح فيسبوك.. وأحد المحتالين من محافظة الشرقية

نصاب سكندرى اقترح بيع الخلطة بأكاديمية مشهورة بالإسكندرية


تحولت الإصابة بلعنة الإيدز إلى تجارة لمعدومى الضمير ممن تلاعبوا بآمال مرضى الفيروس اللعين، باستخدام شعارات الطب البديل وغيره من أدوات النصب، دون مراعاة لخطورة ما يفعلون على صحة ضحايا كل أملهم فى الحياة العثور على علاج يقوم بتقوية جهازهم المناعى حتى يقضى الله أمراً كان مفعولا.

«علاج HIV مجرب ومضمون، شفاء تام.. يقضى على الفيروس خلال 6 أشهر»، روج لتلك العبارة الكاذبة إحدى صفحات العلاج بالطب البديل عبر موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك، وكانت حبل الأمل الذى تعلق به «حسن»، الذى ظن أنه سيتخلص من لعنته التى لازمته منذ 10 أعوام، بسبب تعاطيه للمخدرات، وحينما تواصل مع مدير الصفحة أكد له الأخير أن العلاج يشفى من الفيروس بنسبة 100%.

«حسن» ليس الحالة الوحيدة التى كادت أن تسقط ضحية تلك التجارة غير الآدمية، وهو ما دفع للتحقيق فى حيل هذا البيزنس المرعب.. مع نفس الصفحة استفسرنا عبر الرسائل عن تفاصيل العلاج، فدوَّن لنا المسئول عنها رقمًا دوليًا للاتصال، ثم استفسرنا عن العلاج عبر «الواتساب».

وبالفعل رد من قال إنه الدكتور محمد سمير، مضيفاً أنه باحث ومعالج بالغذاء والأعشاب وبرمجة العقل الباطن، وعندما طلبنا منه الحصول على علاج مرض نقص المناعة «الإيدز»، أخبرنا أن تكلفته 5000 دولار، وتتراوح مدة الكورس العلاجى بين 3 إلى 6 أشهر، بشرط سفر المريض إلى اسطنبول.

وقال «هذا المرض تم تصنيعه، وحقن الحيوانات به ثم البشر.. إنها حرب عالمية».

ويُروج إخصائى العلاج الطبيعى محمد على، لقدرته على شفاء المرضى بالتركيبات العشبية بمركزه بالشرقية، وعندما تواصلنا معه بداعى الرغبة فى العلاج، أكد أنه قام بعلاج أكثر من 65 حالة داخل مصر وخارجها، على مدى 3 سنوات.

وبعد الثقة التى أبديناها على كلامه قال إنه ناقش بحثه العلمى حول علاج الإيدز فى أكبر جامعة طبية بموسكو، وأضاف أن الكورس العلاجى يستغرق فترة زمنية قصيرة لا تتعدى 6 أشهر بحد أقصى لأصعب الحالات، وعندما تظاهرنا بمشقة السفر إلى مركزه بالشرقية عرض الحضور بنفسه للقاهرة، للاطلاع على التحاليل وبدء الكورس العلاجى الذى يعتمد على العسل، وبعض الأعشاب الطبيعية، لكنه رفض تماما التطرق للتكلفة، قبل الاطلاع على نتائج التحاليل.

لجأ أيضاً هذا الطبيب المزيف إلى نشر صور لمجموعة من التحاليل التى قال إنها تمت قبل العلاج وبعده، عبر صفحته على فيسبوك، ليثبت من خلالها قدرته على شفاء العديد من الحالات التى استنجدت به، ولكن بالتدقيق يتضح أنه تلاعب فى تواريخ إصدارها حيث تشير بعضها إلى نفس اليوم 11 سبتمبر 2018، وهو ما يعد معجزة لا يمكن حدوثها.

محمد شمندى، الذى أوهم الضحايا بأنه نقيب نقابة الطب الفرعونى تحت التأسيس، وإخصائى الطب الصينى.

بالتواصل معه بادر بسؤال عن آخر علاقة جنسية تمت مع الرجل الذى تسبب فى نقل المرض، وذلك رغم عدم ذكر سبب الإصابة بالفيروس، ليتبين أنه يستقطب الحالات التى أصيبت بالمرض جراء العلاقات المُحرمة، والتى غالبًا ما تمنعها الفضيحة من الإفصاح واللجوء للأطباء المختصين.

بعد ذلك طلب التوجه إلى أكاديمية معروفة بالإسكندرية للقائه وبدء الكورس العلاجى الذى يستغرق نحو عام ونصف العام، وأضاف: أستخدم سم النحل، والحناء البيضاء، بالإضافة إلى تركيبات عشبية سرية أخرى.

وقال: يمكن الحضور مرة واحدة أسبوعيًا، وخلال الجلسة يمكن شراء مادة سم النحل السائلة التى تستهلك كمحلول بالمنزل، ثم عرض خصماً: جلسة العلاج بقيمة 100 جنيه فقط، رغم أن سعر العلاج يتجاوز ذلك كثيراً.

الدكتور عبدالهادى مصباح، استشارى المناعة والتحاليل الطبية، أوضح أن الآثار الجانبية لتلك الأوهام خطيرة جداً، مشيراً إلى أن الإيدز عبارة عن فيروس يصيب الجهاز المناعى، ولذا يجب اللجوء إلى الأدوية اللازمة فور التشخيص لتقويته وحمايته، لأن أى إصابة بأى مرض خفيف يصبح فى هذه الحالة فتاكاً، وقد يؤدى للموت.

وقال الدكتور مروان سالم، الخبير الدوائى، إن وهم علاج الإيدز بالأعشاب خزعبلات لا علاقة لها بالطب، لكنها مجرد لعب على وتر الأمل لدى ضحايا مرض لا شفاء مؤكد منه.

مضيفًا أن استعراض التحاليل الطبية ليس دليلًا كافيًا على العلاج: «يمكن ببساطة «فبركة» التحاليل».

وقال الدكتور محمد عز العرب، رئيس ومؤسس وحدة الأمراض بالمعهد القومى للكبد، إن تلك الظاهرة دائما ما تنشأ بسبب صعوبة علاج أمراض بعينها والكثير من المحتالين يروجون للعلاج عن طريق بول الإبل والأعشاب.

وبشأن علاج الإيدز، أكد أنه لم يثبت فى جميع الدوريات والأوساط والمؤتمرات الطبية على مستوى العالم، وجود علاج له بالأعشاب.