"غادة درويش" تكتب في شعر المناجاة.. "حــالــــــــــة"
قصدية "حالة"، للشاعرة القديرة غادة درويش من ديوان "سراديب النوى".
وقفَ الفقيرُ ببابِ عـــزكَ يــــقرعُ
وبذُلِّهِ لعظيــــم ِجاهِـــكَ يضـــــرعُ
.
هــــذا فقيرٌ قد أتى مُتـــوسَــــــــلًا
يرجو القبولَ وقلبه كمْ يخـشـــــعُ
.
نادى بصــوتِ فؤادهِ مُسْــترحِــــمًًا
غفرانــكَ اللهمَّ عني أطــــــــمـــــعُ
.
يــا مَنْ خزائنه بـ كـــنْ لا تنــفــــدُ
أبــدًا ورحمتهُ أجَلُّ وأوســــــــــــعُ
.
يــا واحدًا مُتنزهـًًا فــــي مُلــكــــــِهِ
لبيـكَ ما لكَ مِن شريكٍ يٌتـــبـــــــــــعُ
.
يـا قابلَ التوبَ النصوحَ إذا بـــــــــدا
مِن قلبِ عبدِكَ إذ يتوبُ ويرجـــــــــعُ
.
لـوْ أغلقتْ أبوابُ خلقكَ دونـَـــــــــهُ
أنَّى يخيـبُ وبابُ جودِكَ مَرتــــــــــعُ
.
لـوْ لـمْ يخضْ بحرَ الخلائق زاهـــدًا
في أبْحِــرِ التوحيدِ قامَ ويركـــــــــــعُ
.
وبدتْ تباشيرُ الهدايـــةِ والتــقــــــى
في وجدِهِ حُبـًّـا وعشقًا يُولَــــــــــــعُ
.
وتنسَّم العطرَ الذي يحيــــا بــــــــــــهِ
وعليه مِن حُلل ِالمحبةِ يُخــلـــــــعُ
.
فيعبُّ مِن راح ِالوصال هيامـَـــــهُ
وفنــــاءَهُ عمَّا سواكَ ويَجـــــــــرَعُ
.
والغيرُ يبدو في التجلي خاشـعـــــــًُا
مُتصدِّعـــــــًا لكنه لا يصــــــــدَعُ
.
فلقدْ مَلأتَ من التعشــُّــقِ مابــــــه
يَرضى بفعلكَ إذ تمُنُّ وتمْنـــــــــعُ
.
وأفَضتَ عِلمًا مِن لدنكَ أتى بـــــــهِ
ســـرٌّ لمنْ أحببتَ قلبًا يـــــــــودَعُ
.
ناديتَ في الملأِ العليِّ أحبُّـــــــــــــهُ
فأحبَّــــهُ مَن بامتثالِ يَخضــــــــعُ
.
وشرحتَ للأنوار منًَّا صــدرنــــــــا
ثمَّ القبولُ بقلبِ خلقِكِ يُوضـــــــــعُ
.
ووهبته قلبًا نظيفًا ناصِعــــــــــــــًا
وكذا صحائفَ مِن رضائِكَ أنصَـــعُ
.
فدعاكَ في الليل البهيمِ وخوفـــــــهُ
ورجاؤهُ ساقان بهمــا يُسْـــــــــرعُ
.
فعلا علوًّا لا يُحاكى رفعَــــــــــــــة
أخذتْ بهِ شمسُ الحقيقةِ تسطـــــــــــعُ
.
لا كانَ قلبًًا نامَ في جوفِ الدُّجـــــــى
لا كانَ مَن في حبِّه لا يفـــــــــــزعُ
.
لا كانَ مَن لا يَختلي بحبيبــــــــــــه
لا كانَ مَن في هجرهِ لا يُفجَـــــــــعُ