أستاذ اقتصاد سياسي بجامعة عدن لـ "الفجر": اختطاف الحوثي للسفن أربك المنطقة.. وهجماته زادت من تكاليف الشحن (حوار)

تقارير وحوارات

 الدكتور محمد جمال
الدكتور محمد جمال الشعيبي أستاذ الاقتصاد السياسي بجامعة عدن

◄اختطاف مليشيات الحوثي للسفن التجارية خلق حالة من الارتباك على مستوى المنطقة 

◄خطوات الحوثي التصعيدية دون شك هي تهرب من الحل السلمي والسياسي للأزمة اليمنية

◄إقدام الحوثيين على سك عملة معدنية جديدة إجراء غير قانوني ويزيد من حدة الانقسام المصرفي

◄خطوة هجمات البحر الأحمر من قبل الحوثيين تعتبر من حركات الهروب من الحل

◄هجمات الحوثيين بالبحر الاحمر زادت من تكاليف الشحن والتأمين إلى الموانئ اليمنية

 

قال الدكتور محمد جمال الشعيبي أستاذ الاقتصاد السياسي بجامعة عدن، إن اختطاف مليشيات الحوثي للسفن التجارية  خلق حالة من الارتباك على مستوى المنطقة وترك تداعيات اقتصادية غير مرغوب فيها.

وأضاف الشعيبي في حوار خاص لـ "الفجر"، بأنه في كل مرة تقدم مليشيات الحوثي على إجراءات أو خطوات تصعيدية فهي دون شك تهرب من الحل السلمي والسياسي للأزمة اليمنية.

 

وإليكم نص الحوار:-

 

◄بعدما أعلن الحوثي سك عملة معدنية من فئة الـ100 ريال يمني..  كيف تعمل المليشيات على تعميق أزمة الانقسام اليمني الاقتصادي؟
 

إن إقدام ميليشيات الحوثي على سك عملة معدنية فئة ١٠٠ ريال يعتبر إجراء غير قانوني ودون شك يزيد من حدة الانقسام المصرفي لأن طباعة النقود وسك العملات من صلاحيات البنك المركزي الشرعي والمعترف به دوليا وهو المخول قانونيا ودوليا بهذا الإجراء، كما أن حصر مليشيات الحوثي استخدام الطبعة القديمة من الريال اليمني يعتبر نوعًا ما جائز تحت مبرر أن البنك المركزي في عدن لم يصدر قرارا يلغي التعامل به أو سحبها من السوق وهذا مبرر لبقاء تداولها في مناطق سيطرة الحوثيين، ولكن خطوة صك عملة معدنية سوف تعزز الانقسام المصرفي، ولها تداعيات اقتصادية وسياسية ودون شك سوف تعرقل جهود السلام والتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية.

 

◄في ظل هجمات البحر الأحمر.. كيف أضر الحوثيين بالاقتصاد اليمني؟
 

في كل مرة تقدم مليشيات الحوثي على إجراءات أو خطوات تصعيدية فهي دون شك تهرب من الحل السلمي والسياسي للازمة اليمنية، وخطوة هجمات البحر الأحمر تعتبر من حركات الجماعة للهروب فظاهرها مناصرة القضية الفلسطينية بينما حقيقتها هروب من الحل، وقد أثرت هذه الهجمات على الاقتصاد اليمني بالدرجة الأساسية حيث زادت تكاليف الشحن والتأمين إلى الموانئ اليمنية وأصبحت شركات الملاحة ترفض نقل البضائع إلى اليمن أو تفرض رسوم تأمين باهضة في ظل تصعيد ميليشيات الحوثي وهذا الأمر انعكس على أسعار السلع والخدمات في اليمن حيث تضاعفت الأسعار بشكل جنوني في ظل وضع اقتصادي وانساني أساسا سيئ في اليمن.

 

◄ برأيك ما هي التداعيات الاقتصادية لاحتجاز الحوثيين للسفن التجارية؟
 

لقد خلق اختطاف مليشيات الحوثي للسفن التجارية حالة من الارباك على مستوى المنطقة وترك تداعيات اقتصادية غير مرغوب فيها تمثل ذلك في تغيير شركات الملاحة الدولية وخطوط النقل مسارها من البحر الأحمر إلى رأس الرجاء الصالح وطبعا هذا التحويل له تكاليفه الباهضة المتمثلة في ارتفاع أسعار نقل الحاويات إلى جانب طول فترة الوصول وكل ذلك ينعكس على الاقتصاد المحلي سوا لليمن أو لدول المنطقة.

 

◄ ما هي معالجات الاقتصاد اليمني؟
 

إن المعالجات التي يجب أن تتم للحد من الانهيار الاقتصادي في اليمن تتمثل في مجموعة من الإجراءات التي لا بد منها يأتي في مقدمتها استئناف تصدير النفط الخام وتوريد قيمة ذلك إلى خزانة البنك المركزي في العاصمة عدن، لأجل تعزيز الموازنة العامة استعادة الحكومة قدرتها على دفع المرتبات وتمويل البرامج الحكومية، إضافة إلى اجبار مليشيات الحوثي على ايقاف استفزازاتهم المتمثلة في استهداف حركة الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن لما لذلك من تأثير واضح ومباشرة على الوضع الاقتصادي والانساني في اليمن بالدرجة الاولى، ومن الإجراءات أيضا  الزام جميع المؤسسات العامة الإيرادية والمحافظات المنتجة على التوريد إلى البنك المركزي في العاصمة عدن وعدم التصرف بأي إيرادات سيادية خارج اطار البنك المركزي، ومن الخطوات والاجراءات التي لا بد منها للمساعدة على الحد من تدهور الاقتصاد الوطني والمساعدة على نهوضه إعادة تشغيل مصافي عدن والتي كانت تساعد في تغطية السوق المحلي بالمشتقات النفطية لان توقفها فاقم من انهيار أسعار العملة المحلية بسبب قرار خاطى من قيادة البنك المركزي تمثل في تعويم أسعار الصرف وفتح استيراد المشتقات النفطية بالعملة الصعبة من الخارج ولتغطية اثمان هذه المشتريات عمد المستوردين إلى شراء العملة الأجنبية من الأسواق مما تسبب في انهيار سعر الريال اليمني.

 

◄شهدت العملة اليمنية جولات من التدهور المستمر.. برأيك ما هي أبرز الخطوات التي تساعد بالنهوض بالاقتصاد؟


إن تقديم دعم حقيقي خارجي لليمن سواء على شكل قروض ميسرة أو ودائع أو مؤتمر مانحين بحيث تحصل الحكومة الشرعية على دعم خارجي حقيقي وملموس حيث سوف يساعدها ذلك على القيام بمهامها ووظائفها الأساسية بشكل كامل وأفضل،  وفي حال تم ذلك فإن النتائج الايجابية سوف تنعكس على الواقع الاقتصادي من خلال تحسن المستوى الاقتصادي وتراجع معدلات التضخم وانخفاض المستوى العام للأسعار إلى جانب تحسب القيمة الشرائية للعملة المحلية التي شهدت تدهور مستمر منذ اندلاع الحرب في اليمن في العام ٢٠١٥م.