خبير عسكري يمني يُجيب لـ "الفجر".. هل تواصل إيران تخليها عن الحوثي في ظل القصف الأمريكي؟

تقارير وحوارات

اللواء الركن علي
اللواء الركن "علي ناجي عبيد"

قال الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء الركن "علي ناجي عبيد"، إننا نعلم والعالم كله يعلم بأن ميليشيات الحوثي الإرهابية صنعت أكبر أزمة إنسانية في العصر الراهن في اليمن الذي يعيش 30 مليون إنسان مآسي تلك الحرب المدمرة في مناطق سيطرتها والمحررة من الناحية المعيشية القاسية والقتل المستمر. 

وأضاف عبيد في تصريحات خاصة لـ "الفجر" بأن تلك الميليشيات الحوثية كونها لا تعيش إلا على أزمات كما هي بنفسها أكبر أزمة والتي كادت تختنق، وجاءها الفرج بالعدوان الاسرائيلي على غزة،  لتتنفس الهواء عبر الخارج بأوامر وليس إيعازا كون الوسائل والخبرات والخبراء والآمر والمنفذ من إيران ودورها يقتصر على الناطق الرسمي. 


وتابع: من المعلوم أن النظام الإيراني يستخدم أذرعه التي صنعها بيده لخدمة مصالحه، لما يخدمه في السيطرة على الاأوضاع الداخلية المهزوزة التي كادت تخنقه لولا هروبه إلى الادعاء بإصلاح علاقاته مع جيرانه وكل ذلك مؤقتا. 
كما يوظف أءرعه تلك لخدمة مشاريعه الكبرى  ذات العلاقة  بالوضعين الاقليمي  والدولي.. 

 

وأكد الخبير العسكري اليمني بأنه ستظل إيران تستخدم ذراعها الحوثي إلى أن تستنزفه تماما أويضيق عليها الخناق إقليميا ودوليا حينها  سترى فيهم لا مصلحة لها بهم أو يصبحون عليها ضررا بتحولهم من عامل خادم  ومساعد إلى عبئ عليها كنظام وعلى مشاريعها الاقليمية والدولية هنا ستتخلَّى عنهم بإنتهازية كبيرة، ولقد بدأ التحضر لذلك التخلي من أيام سابقة بقول ألسنة النظام الايراني بأن الحركة الحوثية حركة يمنية مستقلة لا تخضع لأوامر طهران، على فكرة والطريف أن المليشيات الحوثية تتلقف ذلك تردده بجذل، بترديدهم  مثل ذلك الكلام بغباء كالببغاوات لكن إن أرادوا إثبات إستقلاليتهم تلك فليجنحوا إلى السلام، بوقف الحرب والقتل اليومي بوسائل القتل الإيرانية وأن يفكوا الحصار الشديد على مدينة تعز الصابرة  وغيرها من المدن والمناطق المحاصرة خلال سنوات طوال.


واختتم حديثه لـ "الفجر": أعتقد لن يفعلوا الا في حالتين  الأولى أن يستلموا التوجيهات من إيران ولن تفعل إلا إذا رأت أن لها مصلحة  في ذلك مثل مقايضة بمصلحة هي أغلى من المليشيات الحوثية وأعلى مما تقدمه من خدمات والثانية أن تتخلى عنهم لما يخدم مصالحها وهذا هو الأقرب إلى الواقع الملموس والمنتظرة تفاعلاته، على إعتبار أن تهديد أمن الملاحة البحرية في مضيق باب المندب عبارة عن آخر التركمات المهددة للأمن الدولي ذات الصناعة الايرانية.

 

يذكر أنه في وقت سابق من اليوم الثلاثاء قال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، إن الأدلة الأولية من الضربات، التي نفذتها القوات الأمريكية والبريطانية، يوم الاثنين، ضد قدرات الحوثيين في اليمن، تظهر أن جميع الأهداف المقصودة دمرت.

 

وأضاف سوناك، أمام البرلمان، أن بلاده تعتزم الإعلان خلال الأيام القادمة عن عقوبات جديدة تستهدف التمويل المقدم للحوثيين لشن هجمات على السفن في البحر الأحمر.

 

وتابع: "سنستخدم أقوى الوسائل المتاحة لدينا لقطع الموارد المالية التي يعتمد عليها الحوثيون في تمويل هذه الهجمات".

 

وأكد أنهم يعملون "عن كثب مع الولايات المتحدة ونعتزم الإعلان خلال الأيام القادمة عن عقوبات جديدة"، مشيرًا إلى أن وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون سيزور الشرق الأوسط هذا الأسبوع.

 

وكانت قوات أمريكية وبريطانية قد شنت هجمات جديدة في اليمن، يوم الاثنين، واستهدفت موقع تخزين تحت الأرض تابعا للحوثيين، بالإضافة إلى قدرات صاروخية ومراقبة تستخدمها الجماعة المتحالفة مع إيران.