مؤرخ يؤكد أن أكبر شارع بوسط البلد باسم «لص آثار» ويطالب بتغييره

أخبار مصر

مارييت باشا
مارييت باشا

طالب بسام الشماع المرشد السياحي والمحاضر الدولي والمؤرخ المعروف اسم شارع مارييت باشا، وهو أحد الشوارع الواقعة في منطقة ميدان التحرير، أمام المتحف المصري، واقترح الشماع تغيير اسم الشارع ليكون شارع سليم حسن الأثري المعروف. 

من هو مارييت؟

وقال الشماع في تصريحات خاصة لبوابة الفجر الإلكترونية، إنه من غير اللائق وضع اسم أحد المتهمين بتهريب الآثار من مصر على أحد أهم شوارع القاهرة وإهمال اسم أحد أبرز علماء المصريات المصريين وهو الأثري المعروف سليم حسن أحد أوائل أساتذة علم الآثار في مصر.

شارع مارييت 

مارييت سرق آثار مصر 

وبرر الشماع مطالبته تلك أن مارييت باشا قد نقل عدد كبير من الآثار المصرية إلى خارجها، ففي كتاب لوائح وقوانين الآثار المصرية من عصر محمد علي حتى ثورة يوليو من مطبوعات دار الكتب والوثائق القومية، حيث يقول الكتاب تحت عنوان نهب الآثار في القرن الـ 19، الذي شهد -حسب الكتاب- عمليات ضخمة لنهب وتهريب الآثار، فيقول الكتاب أن مارييت باشا في عام 1853م بإرسال 44 صندوقًا من الآثار المصرية إلى متحف اللوفر ومن بينها تمثال الكاتب المصري الشهير. 

وطالب بسام الشماع بتغيير اسم شارع مارييت باشا هذا الرجل الذي نقل آثارنا إلى فرنسا، ليكون باسم عالم المصريات الشهير سليم حسن والذي انتسب لقسم التاريخ المصري القديم بمدرسة المعلمين، وهو القسم الذي أنشأه أحمد كمال باشا الأثري الجليل.

من هو سليم حسن؟ 

وسافر حسن إلى فرنسا أربع سنوات ونصف ليحصل على ثلاث دبلومات تخصصية في التاريخ المصري القديم. ولدى عودته ألحقه الدكتور طه حسين عميد الأدب العربي، بالسلك الجامعي ليصبح أستاذًا في التاريخ القديم بجامعة فؤاد الأول، لكنه لم يقنع بالمنصب الذي لا يُرضي طموحه الكبير إلى مزاحمة الأجانب فيما احتكروه من علم المصريات بحثًا ودراسة وتنقيبًا،  فقرر التوجه إلى النمسا ليحصل على شهادة الدكتوراه، وبموجب ذلك الطموح العلمي، كافح لنيل موافقة رسمية من إدارة الجامعة،  لكي يكون "أول مكتشف مصري في بعثة جامعية رسمية لدراسة مصر القديمة". 

وبدأ سليم حسن الحفر في منطقة الأهرامات، واكتشف مقبرة لرجل من النبلاء من حاشية أحد ملوك الأسرة الخامسة، وفى باطنها استقرت عشرات التماثيل، بخلاف مصاطبها الكثيرة.

 وتوالت اكتشافات الأثري المكافح، فاكتشف 19 مصطبة أخرى في موسم عام 1930، وجدران فناء الملك جحوتي مس الرابع [تحتمس] عند سفح أبي الهول، ثم في الموسم الثالث عام 1931،  كان أهم اكتشافاته، هرم الملكة خنتكاوس،  و8 مقابر أخرى، بخلاف 32 مصطبة جديدة، ونشر حفائره باللغة الإنجليزية. واستمرت مواسم الحفر لعشرة مواسم كاملة، انتهت عام 1939م،  عندما اكتشف 159 مصطبة من الدولة القديمة في الجبانة الشرقية بالجيزة. 

ومنذ عام 1940 حتى وفاته عام 1961، عكف على  إخراج أعظم إنجازاته الفكرية، موسوعته الشهيرة «مصر القديمة» في 16 جزءًا، فضلًا عن كتابه «الأدب في مصر القديمة»، في جزءين، ومن مؤلفاته أيضًا: كتابه بالإنجليزية «أبو الهول» ترجمة جمال الدين سالم، و«أقسام مصر الجغرافية في العهد الفرعوني»، وترجمته لكتاب «فجر الضمير» لـ جيمس هنري برستد... وغيرها من أعمال كتبها باللغتين الإنجليزية والفرنسية. 

أي أن سليم حسن هذا العالم الأثري المصري الجليل حقق ما يقرب من 221 كشفًا أثريًا بخلاف انتاجه العلمي الغزير مما جعل معرض الكتاب 2024 يختاره كشخصية المعرض ونجمه الأول، ومن هنا طالب الشماع أن يتم تسمية الشارع باسم هذا العالم أولى من تسميته باسم من نقل الآثار المصرية إلى الخارج على حد قوله.