في قصص آخر الزمان

ذاك هو المنتظر.. من النبي الذي سيحرر فلسطين؟

إسلاميات

بوابة الفجر

إن سألوه بعد سنين شيخًا كبيرًا مسنًا، لا حراك له، ولا أمل يعتريه في دنيا يصيبها، تُرى إن سألوه، متعجبين: "مازلت تفتأُ تذكر نبيًا سيفتح القدسَ الأسير؟"، تُرى إن سألوه بما يرد؟

هل يرد: رب الموت أحبُّ إليَّ، أم إنِّي سقيم؟ أم تراه يقول أبثُّ شكواي وأملي إلى ربٍِّ عليم، بزمان يتجلَّى فيه النصر الأعظم، ويقف الأرذلون لا يملكون سوى الموت تحت أقدام الأباه، أم تراه سيجيب عن ذاك المنتظر،  ويخبرنا من النبي الذي سيحرر فلسطين؟

إنَّ جريدة الفجر الإلكترونية لا تألو جهدًا في إلقاء الضوء عن كل حقيقة وسريرة تحيط بالقضية أو تحُفُّ ثناياها، وإنَّ فلسطين جزءً منها مساحةً ومقالًا وفكرًا، كما هي جزء من الوطن العربي كله جُغرافيًا، لا تنفصل عنه ولو كره الكارهون.

اقرأ أيضًا.. مهن الأنبياء والرسل بالترتيب من سيدنا آدم للنبي محمد عليه الصلاة والسلام

في آخر الزمان

تواترت الأحاديث عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- بالإخبار عن نزول عيسى ابن مريم -عليه الصلاة والسلام-، وأنه ينزل في آخر الزمان في دمشق، وأنه يتوجه إلى فلسطين بعد نزول المسيح الدجال، وأنه يقتله هناك في باب لد، والمسلمون معه، وثبت عنه أنه يأتي المسلمين وهم قائمون للصلاة، فيريد أميرهم أن يتأخر حتى يؤم الناس نبي الله عيسى -عليه الصلاة والسلام-، فيأبى عليه عيسى، ويقول: إنها أقيمت لك، فصل بهم.

المهدي المنتظر

بعض الروايات الجيدة قالت إن أميرهم ذاك الوقت المهدي، وهو محمد بن عبدالله، من بيت النبي -عليه الصلاة والسلام-، ومن ذرية فاطمة، فيقول له المهدي: تقدم يا روح الله، فيأبى، ويقول: صل أنت؛ لأنها أقيمت لك، ثم يتولى القيادة بعد ذلك عيسى -عليه الصلاة والسلام-.

ونزوله أمر مجمع عليه عند أهل العلم، وثابت بالنصوص الثابتة عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام-، وقد تواترت به الأحاديث، وليس فيه شك بحمد الله، وهو ينزل في آخر الزمان بعد خروج الدجال الكذاب، فيبين للناس كذبه وضلاله، ويتولى قتله -عليه الصلاة والسلام-، وقد أشار القرآن إلى هذا في قوله -جل وعلا- لما ذكر عيسى، قال: وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِهَا[الزخرف:61] يعني: نزوله ومجيئه، وقرأ بعض القراء (عَلَم) بفتح العين واللام؛ أي: دليل على قربها، وقال -جل وعلا- في سورة النساء: بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا[النساء:158] ثم قال بعده: وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ[النساء:159] يعني: ما من أحد من أهل الكتاب وقت نزوله إلا يؤمن به قبل موت عيسى -عليه الصلاة والسلام-، فيكون الضمير في موته يعود على عيسى، وقيل: يعود على اليهودي أو النصراني، وأنه قبل موته يؤمن بنزول عيسى -عليه الصلاة والسلام-.

من النبي الذي سيحرربيت المقدس؟

إنَّ مسألة فتح أو تحرير فلسطين في الإسلام، في آخر الزمان، من الأمور الغيبية التي حدثَّت به السنة النبوية، وقال فيها العلماء الراشدون، بحقيقتها، وأن نبيَّا في آخر الزمان ينزل على الأرض، وهي من علامات الساعة الكبرى. 

اقرأ أيضًا.. الصراعات والحروب.. هل الدماء المهدورة دليل اقتراب الساعة؟

اقرأ أيضًا.. مصطفى ثابت عن اجتياح غزة بريا: ستكون مقبرة لجيش الاحتلال

هل سيفتح المسيح ابن مريم بيت المقدس؟

نعم سيفتح بيت المقدس، وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن فتح بيت المقدس يحصل عند خراب المدينة، وأن ذلك يحصل بعده فتح رومية ويخرج الدجال في الثامنة، أي في السنة الثامنة بعد ذلك، فيفتح بيت المقدس في الحرب الأولى مع اليهود، واليهود بقي معهم حربان الحرب الأولى ستكون بينهم وبين المسلمين فالمسلمون شرقي نهر الأردن واليهود غربي نهر الأردن، وتسقط فيها دولة اليهود ويتفرقون في بلاد الشام ويحرر بيت المقدس فيعود إلى المسلمين.

ما بعد تحرير فلسطين

بعد ذلك تفتح روما ونعم الفاتحون لها فيمكثون ثماني سنوات في الفتح، وفي السنة الثامنة يخرج المسيح الدجال يخرج خلة بين الشام والعراق فعاث يمينًا وعاث شمالًا، ويمكث في الأرض أربعين يومًا، يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كأسبوع وسائر أيامه كأيامكم. 

مسيح الحق يقتل مسيح الباطل

بعد ذلك تقع الحرب الثانية: وهي الحرب مع المسيح الدجال ومن معه من اليهود، يقودها المسيح بن مريم عليه السلام، ينزل وقت أذان الفجر عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين ملكين إذا رفع رأسه تحدر منه مثل الجمان وإذا طأطأه تقاطر كأنما خرج من ديماس، أي كأنما خرج من حمام لا يتغير لونه، لا يشك فيه أحد أنه المسيح ابن مريم، لا يحل لكافر أن يجد ريح نفسه إلا ذابَ كما يذوب الملح في الماء، وإن نفسه ليبلغ ما يبلغ بصره، فيدرك المسيح الدجال برملة لد، ورملة لد هي مطار تل ابيب الآن، باب اللد هو مطار تل ابيب الآن، فيقتله هنالك. حينئذ يكسر الصليب ويقتل الخنزير ويسقط الجزية ويقاتل معه المسلمون يهاجرون إليه من مشارق الأرض ومغاربها، وحينئذ يتكلم الحجر والشجر: "يا عبد الله، يا مسلم، هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله"، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود، هذا في الحرب الثانية.

حينئذ.. يموت المسيح عيسى

وبكل حال فالآية تشير إلى ذلك، سواء قيل: إنه الضمير يعود إلى الواحد من أهل الكتاب، وأنه يؤمن به قبل خروج روحه، أو بمعنى: أن المسيح بن مريم سيدنا عيسى -عليه الصلاة والسلام- إذا نزل آمن به أهل الكتاب ذلك الوقت قبل أن يموت عيسى -عليه الصلاة والسلام-، فإنه يموت بعد ذلك، يمكث في الأرض ما شاء الله، ثم يموت، ويصلي عليه المسلمون، ويدفنونه.

روايات أخرى

وجاء في بعض الروايات ما يدل على أنه يدفن في الحجرة النبوية، ولكن في صحة ذلك نظر، وبكل حال فهو ينزل بلا شك، ويحكم بشريعة محمد رسول الله - صلوات الله عليه وسلامه - في الأرض، ويتبعه المسلمون، ويفيض المال في وقته، وتأمن البلاد، ويسلم الناس كلهم، فإنه لا يقبل من الناس إلا الإسلام، أو السيف، ويهلك الله في زمنه الأديان كلها ما عدا الإسلام، ويكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، يعني: يترك الجزية، لا يأخذها من أحد، وتكون العبادة لله وحده في زمانه بسبب ما حصل به من الأمارات العظيمة، والدلالات القاطعة على قرب الساعة، فالناس يؤمنون في زمانه، وهو يجاهدهم بالسيف، حتى يدخل الناس في دين الله، فمنهم من يدخل بسبب ظهور أدلة الحق، وصدق محمد، فيما أخبر به، ومنهم من يكون إسلامه على أثر الجهاد الذي يقوم به عيسى -عليه الصلاة والسلام- والمسلمون.