غزة خلال 100 يوم حرب.. أبرز الأرقام والإحصائيات

تقارير وحوارات

شهداء غزة
شهداء غزة

في هذا اليوم المؤلم، تظهر اللحظات القاتمة التي يمر بها شعب فلسطين، حيث تنطلق صور الألم والفقدان من كل زاوية في قطاع غزة، لا يمكن أن نتجاهل الأرواح التي فقدت في هذا الصراع، حيث بلغت حصيلة الضحايا أكثر من 23 ألف شهيد فلسطيني، وكأن كل رقم يروي قصة حياة فرد تم خسارته، يعيش الناجون في ظروف قاسية، مع نزوحهم وتجمعهم في أقاصي الجنوب، بينما تعلو جبال الأنقاض في الشمال، تحكي قصة وحشية للتدمير الذي لم تسلم منه أي جزء من هذا القطاع المعذب.

غزة خلال 100 يوم حرب

تعرضت أحياء كاملة في غزة للتدمير جراء القصف الإسرائيلي، مما يثير قلق العديد من السكان الذين هربوا ويخشون أنهم قد لا يسمح لهم بالعودة أبدًا، وإذا تم السماح لهم بالعودة، فإن أحياءهم لن تكون صالحة للسكن، مما يزيد من تدهور الوضع المعيشي في غزة ويحد من سبل الحياة في بعض أجزاء جنوب غزة.

يعمل رجال الإنقاذ حاليًا على الحفر بين أنقاض الأبنية والحجارة والغبار المشتعلة في محاولة للعثور على ناجين من الغارات الجوية والقصف.

و تتجمع الحشود حاليًا في مواقع توزيع الطعام، حيث يعاني واحد من كل أربعة أشخاص في غزة من الجوع بسبب الحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع، ووصف منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية قطاع غزة بأنه ببساطة "غير صالح للسكن... مكان للموت واليأس".

يحاول السكان البقاء قدر الإمكان، ولكن قلة قليلة فقط منهم نجحت في الخروج من القطاع منذ فرض الحصار في عام 2007 بعد سيطرة حركة حماس على القطاع.

وعقب الهجوم غير المسبوق الذي شنته حماس على جنوب إسرائيل في أكتوبر الماضي، تعهدت إسرائيل بـ "القضاء" على حماس. وخلال هذا الهجوم، قتل نحو 1140 شخصًا، والغالبية العظمى منهم كانوا مدنيين، وأُسروا نحو 250 شخصًا كرهائن، وما زال 132 منهم محتجزين في القطاع وفقًا للجيش الإسرائيلي. ردت إسرائيل بقصف جوي ومدفعي عنيف، وبدأت عمليات برية في القطاع، مما أسفر عن استشهاد 23469 شخصًا، وإصابة نحو 60 ألفًا بجروح. لا يزال الآلاف محاصرين تحت الأنقاض.

القصف أحدث دمارًا هائلًا


القصف أحدث دمارًا هائلًا في مخيمات اللاجئين والطرق، وألحق أضرارًا بالمدارس والجامعات والمساجد والمرافق العامة، تتهم إسرائيل حماس باستخدام المدنيين كدروع بشرية من خلال شن هجماتها من المساجد والمدارس والمستشفيات، في حين تنفي حماس هذاشتهاد الادعاء وتقول إنها تستهدف أهدافًا عسكرية وتقدم تحذيرات قبل القصف للسكان المدنيين.

مع استمرار التوتر والعنف في المنطقة، فإن الجهود الدولية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وبدء عملية سلام شاملة تواجه صعوبات كبيرة، تقوم الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية بدور مهم في تقديم المساعدة الإنسانية للسكان في غزة، ولكن الحاجة إلى مزيد من الدعم والموارد ملحة.

من المهم أن يتم التركيز على إيجاد حل سياسي للصراع في المنطقة، يعالج القضايا الجذرية ويضمن الأمن والاستقرار لكلا الجانبين. يجب أن تلتزم جميع الأطراف بوقف العنف والعمل على إعادة بناء البنية التحتية المدمرة وتوفير الخدمات الأساسية للسكان المتضررين.


المقابر لا تتسع للموتى

تكمن الكارثة في قطاع غزة بتأثيرها المدمر على المواقع الأثرية والمعالم الرمزية، وبخاصة في قلب مدينة غزة التاريخية، حيث شهد تدميرًا هائلًا للمسجد العمري، الذي يعتبر أحد أقدم المساجد في القطاع.

تتضاءل مساحة المقابر أمام عدد القتلى، الذين وُضعوا في مقابر جماعية تم حفرها في البساتين وساحات المستشفيات، حتى في ملعب لكرة القدم، مما أكدته تقارير صحافيين من وكالة الصحافة الفرنسية. تمر الأيام والمأساة تتكرر، ورجال ونساء يفجعون بمشهد جثث ملفوفة بأغطية بلاستيكية بيضاء، تحمل أسماءهم بأحرف سوداء.

عندما يصل الجرحى إلى المستشفيات، التي ما زالت الخدمة جزئيًا من بين 36 مستشفى، يدركون حقيقة "ساحة المعركة" الفارغة من الرحمة، كما وصفها ممثل منظمة الصحة العالمية، ريك بيبركورن. في مشاهدتهم للمستشفيات، يصفون "الفوضى" و"بقع الدماء على الأرض"، مع صراخ الجرحى الذين ينتظرون لفترات طويلة قبل تلقي العلاج. يُضيف بيبركورن،  "هناك انقطاع في كل المعدات الطبية تقريبًا"، مع تصاعد حدة الألم حيث تجري العمليات الجراحية أحيانًا دون تخدير.