في ذكرى وفاته.. من هو إحسان عبد القدوس؟

الفجر الفني

وليد التلباني
وليد التلباني

 

يحل اليوم الجمعة 12 يناير ذكرى وفاة الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس، الذي تميز بالجرأة في التعبير، وصراحة اللسان، والذي اشتهرت كتابته وتحولت إلى أعمال سينمائية ودرامية، فمن رغم تعرضه للسجن والاعتقال ألا أنها كان له موقف سياسي حين ذلك الوقت فلم يستسلم إحسان واستمر في كتابته ضد النظام الحاكم.

ويبرز الفجر الفني في هذا التقرير عن أهم اعمال الكاتب الراحل إحسان عبد القدوس

من هو إحسان عبد القدوس؟

ولد إحسان عام 1919 في القاهرة، والده هو محمد عبد القدوس الذي كان ممثلًا ومؤلفًا مصريا ومهندسا للطرق والجسور،

أما والدته فهي السيدة روز اليوسف وهي لبنانية الأصل ولدت في إحدى قرى لبنان، نشأت يتيمة إذ فقدت والديها منذ بداية حياتها، وهي مؤَسِسَة مجلة روز اليوسف ومجلة صباح الخير.

 

نشأ إحسان عبد القدوس في بيت جده لوالده أحمد رضوان، كان جده من خريجي الجامع الأزهر ويعمل رئيس كتاب بالمحاكم الشرعية، وهو بحكم ثقافته وتعليمه متدين جدًا، يفرض على جميع العائلة الالتزام والتمسك بأوامر الدين وأداء فروضه والمحافظة على التقاليد ويمنع جميع النساء في عائلته الخروج إلى الشرفة دون حجاب. وفي الوقت نفسه كانت والدته الفنانة والصحفية السيدة روز، سيدة متحررة تفتح بيتها لعقد ندوات ثقافية وسياسية يشترك فيها كبار الشعراء والأدباء والسياسيين ورجال الفن.

قصة انفصال والد إحسان عبد القدوس عن والدته

بعد عامين من الزواج، انفصل والده محمد عبد القدوس عن زوجته روز اليوسف التي كانت حاملا بإحسان في شهرها السابع، وبعد شهرين وضعت مولودها في مستشفى الدكتور سامي بشارع عبد العزيز في شهر يناير 1919.

في نفس اليوم قرر جده الشيخ أحمد رضوان أن يتولاه بالتربية والعناية بدلًا من والدته التي قررت المضي في طريق الفن والشهرة. نشأ إحسان في بيت جده حيث وجد صدرًا حنونًا يعطف عليه وهي عمته التي أحبته حبا شديدًا بلا حدود.

كان إحسان ينتقل وهو طفل من ندوة جده حيث يلتقي بزملائه من علماء الأزهر ويأخذ الدروس الدينية التي ارتضاها له جده، ثم ما يلبث أن يجد نفسه في أحضان ندوة أخرى على النقيض تمامًا لما كان عليه وهي ندوة روز اليوسف. تحدث إحسان عن تأثير هذين الجانبين المتناقضين عليه فقال:«كان الانتقال بين هذين المكانين المتناقضين يصيبني في البداية بما يشبه الدوار الذهني، حتى اعتدت عليه بالتدريج واستطعت أن أعد نفسي لتقبله كأمر واقع في حياتي لا مفر منه. 
 

حياته المهنية
تلقى إحسان تعليمه في مدرسة خليل آغا بالقاهرة (1927-1931)، ثم في مدرسة فؤاد الأول بالقاهرة (1932-1937)، ثم التحق بكلية الحقوق بجامعة القاهرة، وتخرج عام 1942، لكنه فشل في أن يكون محاميًا، يتحدث عن فشله هذا فيقول: كنت محاميًا فاشلًا لا أجيد المناقشة والحوار وكنت أداري فشلي في المحكمة إما بالصراخ والمشاجرة مع القضاة، وإما بالمزاح والنكت وهو أمر أفقدني تعاطف القضاة، بحيث ودعت أحلامي في أن أكون محاميًا لامعًا.