هل يجمع عام 2024 البرهان وحمديتي على طاولة المفاوضات؟

أخبار مصر

السودان
السودان

دخلت السودان عامها الجديد والذي تصادف مع عيد الاستقلال الوطني الثامن والستين، ولاتزال الحرب المسلحة تمزق السودانين وتعصف بمؤسسات الدولة وبنيتها التحتية، ومع ارتفاع اعداد النازحين والهاربين من ويلات الحرب للدول المجاورة، أصبح المشهد السياسي في السودان ضبابيًا، وأكثر تعقيدًا عن أي فترات مضت، إلا إنه لاحت في الأفق مؤشرات ايجابية لجلوس طرفي النزاع علي طاولة المفاوضات. 

وكان من المقرر أن يتم عقد لقاء يجمع بين طرف النزاع "البرهان" و"وحمديتي" في ديسمبر الماضي، حسب مخرجات قمة الدول الأعضاء في الهيئة المعنية بالتنمية في افريقيا ولكن اللقاء تأجل لأسباب وصفتها الدول الأعضاء بالفنية. 

فيما تظن  كثير من الأوساط السياسية والاقليمية أن  لقاء قائدي الجيش و"الدعم السريع" المقترح من "إيغاد" خلال هذا الشهر بات في حكم المجهول بسبب الاتهامات والملاسنات التي صدرت من القائدين تجاه بعضهما، فبينما شن حميدتي هجومًا على البرهان واصفًا إياه بالمتردد والمراوغ والمتماهي مع أنصار النظام السابق من الإسلاميين، قال الأخير في خطاب له أمام ضباط وجنود  "لن نتصالح أو نتفق مع من يقتل ويغتصب وينهب ويخرب ويدمر، ولن يجد منا أي شرعية أو اعتراف".

ومع تأجيل اللقاء المرتقب بدأت تحركات في إقليم كردفان الاستراتيجي، وسط وجنوب غربي البلاد، حيث وقعت مجموعة من القبائل ميثاقًا بهدف قطع الطرق علي عبور قوات الدعم السريع القادمة من دارفور، حيث احتشدت قبائل وسط السودان، لقطع الطرق التي تعتبر مناطق مؤثرة من حيث خطوط الإمداد الذي يأتي للخرطوم.

في حين أن هناك تقدم مستمر للجيش في مدينة " أم درمان " احدي مدن عاصمة الخرطوم وتحالف الجيش مع العديد من الحركات المسلحة منهم ضباط الجيش المتقاعدين إلي الخدمة وضمهم الجيش إلي قوات الحركات المسلحة في دارفور. 

وعلي نفس المنوال احرزت قوات التدخل السريع تقدمًا ملحوظًا علي الأرض حيث تمددت في معظم أجزاء السودان خلال الأسابيع الماضية وتسيطر علي جزء كبير من العاصمة السودانية الخرطوم وإقليم دارفور وأجزاء كبيرة من كردفان غرب البلاد. 

وقام قائد قوات الدعم السريع " محمد حمدان دقلو " خلال الأسابيع القليلة الماضية بجولة خارجية في عدد من الدول الأفريقية، زار فيها أوغندا وإثيوبيا وجيبوتي وكينيا، وجنوب افريقيا وأجري معهم مباحثات، عرض فيها تطورات المشهد في السودان وأسباب اندلاع الحرب، وذلك محاولة منه لإضفاء شرعية إقليمية له لتنصيبه رئيسًا للسودان، وقام بتلك الجولات بعدما حقق انتصارات عسكرية علي أرض المعركة. 

فضلًا عن الإعلان الذي وقعه مع رئيس وزراء السودان السابق " عبد الله حمدوك " رئيس تحالف القوي المدنية في السودان والذي تم الإعلان عن كونه يهدف إلي إنهاء الحرب في السودان وفتح طريق للحل السياسي. 

واعتبرت وزارة الخارجية السودانية، أن توقيع قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي" اتفاقًا مع مجموعة سياسية مؤيدة له قد يمهد لتقسيم البلاد وشددت الخارجية السودانية على أن التزام قوات الدعم السريع بإعلان جدة وإخلاء منازل المواطنين شرط لبدء محادثات جديدة واستنكرت وزارة  ما تقوم به قوات الدعم السريع المتمردة وداعموها داخل وخارج إفريقيا منذ الأيام الماضية من حملة دعائية كاذبة لمحاولة إعادة تسويق قيادة تلك القوات المسؤولة عن أسوأ انتهاكات للقانون الإنسانى الدولى وقانون حقوق الإنسان فى القارة.

وذكر البرهان في كلمة مصورة، بثها مجلس السيادة على تليغرام، أن قوات الدعم السريع ارتكبت جرائم حرب، وأن تعامل الجيش معها  سيكون في الميدان.

في حين سعي " البرهان" خلال الأسابيع الماضية إلي التحشيد الشعبي من خلال الاعتماد علي الضباط السابقين في الجيش السوداني، والذين تجمعهم علاقات واسعة مع القبائل السودانية، وذلك لقطع طرق الإمداد والتموين والسلاح لعناصر الدعم السريع علي طول المحاور والطرق الرئيسية في البلاد وذلك لتضييق الخناق علي قوات حمديتي وتكبيدها أكبر الخسائر العسكرية في المعارك التي تخوضها ضذ القوات المسلحة السودانية في العديد من المدن  الهامة والاستراتيجية.