هل سيكون هناك تعاون بين مصر وإسرائيل بشأن "محور فيلادلفيا"؟.. سياسيون يوضحون

الفجر السياسي

محور فيلادلفيا
محور فيلادلفيا

 

 

"محور فيلادلفيا" أو "محور صلاح الدين" يُطلق هذا الاسم على الشريط الممتد على الحدود بين مصر وقطاع غزة، من البحر المتوسط شمالًا إلى معبر كرم أبو سالم جنوبًا، بطول نحو 14 كيلومترًا، وهي الحدود الدولية التي تفصل قطاع غزة عن مصر.

 

محور فيلادلفيا

 

وترجع أهمية "محور فيلادلفيا" بالنسبة لإسرائيل في أنه المساحة الوحيدة التي لا توجد لإسرائيل تحكم عليها في الحدود ما بين مصر وقطاع غزة، ومازال حتى الآن لم يُسمح لعناصر الجيش الإسرائيلي أن تصل لهذه الأماكن وتتولى الحماية الخاصة بها، مما جعل إسرائيل تطلب من مصر تركيب أجهزة استشعار على طول محور فيلادلفيا، والسماح لها بإرسال طائرات استطلاع مسيَّرة إلى المنطقة لمراقبة المحور، فهل سيكون هناك تعاون بين مصر وإسرائيل بشأن "محور فيلادلفيا"؟، ولماذا تسعى إسرائيل للسيطرة عليه؟، هو ما أوضحه خبراء وسياسيون في التقرير التالي:

 

الدكتور أحمد قنديل
الدكتور أحمد قنديل

 

من جانبه، أوضح الدكتور أحمد قنديل، رئيس وحدة العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن العلاقات بين مصر وإسرائيل في المجال الأمني وضبط الحدود علاقات قوية، وهناك اتفاق ما بين الجانبين لضمان ضبط الحدود وعدم تسرب أي عناصر تُخل بالأمن والاستقرار بالنسبة للجانبين المصري والإسرائيلي.

 


التعاون بين مصر وإسرائيل بشأن "محور فيلادلفيا"


وقال "قنديل" في تصريح خاص لـ "الفجر"، إن أهمية "محور فيلادلفيا" تتمثل في أنه المساحة الوحيدة التي لا توجد لإسرائيل تحكم عليها في الحدود  ما بين مصر وقطاع غزة، مشيرًا إلى أن المحور عبارة عن خط يبلغ طوله ١٤ كم، وهي الحدود الدولية التي تفصل قطاع غزة عن مصر، وتوجد إدعاءات إسرائيلية بأن هناك أنفاق من خلالها يتم من خلالها تهريب الأسلحة، والتي استخدمتها كتائب القسام في هجوم ٧ أكتوبر الماضي.

 

وحول التعاون بين مصر وإسرائيل في وضع أجهزة استشعار على طول المحور مثلما طلبت إسرائيل، أضاف قائلًا: لا اعتقد أن مصر ستقبل بالتعاون مع إسرائيل بشأن "محور فيلادلفيا"، لأن هناك اتفاقيات دولية يجب احترامها، ولا يجب إحداث أي تغيير للوضع الحالي لهذا المحور الفاصل ما بين قطاع غزة والحدود المصرية، وأي تغيير لا بد وأن يكون بموافقة الطرفين، وتنسيق كامل بينهم، خاصةً أن الوضع الحالي في قطاع غزة شديد الخطورة، وهناك تجاوزات كبيرة من الجانب الإسرائيلي تجاه الأشقاء في قطاع غزة.

 

 

اللواء محمد الغباشي
اللواء محمد الغباشي

 

فيما قال اللواء محمد الغباشي، أمين مركز آفاق للدراسات الاستراتيجية، إن تاريخ محور "فيلادلفيا" يرجع إلى قرية يهودية تم عملها منذ أيام الاحتلال في هذه المنطقة، والاسم الصحيح لهذا المحور هو "محور صلاح الدين"، مشيرًا إلى أنه في اتفاقية كامب ديفيد نُص على أنه توجد منطقة عازلة ما بين يمين الخط الفاصل وشمال الخط الفاصل لا يوجد فيها أي أسلحة أو قيود، وهي المنطقة الخاصة بالحدود مع إسرائيل.

 

وأضاف "الغباشي" في تصريح خاص لـ "الفجر": في ٢٠٠٥ عملت إسرائيل انسحاب أحادي من قطاع غزة، فأصبحت إسرائيل غير موجودة على حدود القطاع، وسلَّمت للسُلطة الفلسطينية مسئولية إدارة قطاع غزة، وبالتالي تم عمل اتفاقية جديدة بخصوص محور صلاح الدين أو ما يسمى تجاوزًا بـ "محور فيلادلفيا".

 

وتابع: تم عمل أكثر من تعديل له طبقًا للأحداث، وخاصةً بعد أن قامت حماس في عام ٢٠٠٧ باستقالة قطاع غزة عن السلطة الفلسطينية، وبعد أحداث ٢٠١١ مصر طلبت دخول قوات لملاحقة العناصر الإرهابية التي كانت تتسلل إلى مثلث ( رفح - الشيخ زايد - العريش)، والقوات المصرية دخلت إلى هذه المناطق بأعداد أكثر من المتفق عليه.

 

أهمية محور فيلادلفيا


وأشار اللواء محمد الغباشي، إلى أن أهمية المحور بالنسبة لإسرائيل، أنه مازال حتى الآن لم يُسمح لعناصر الجيش الإسرائيلي أن تصل لهذه الأماكن وتتولى الحماية الخاصة بها، ومع أحداث غزة والقصف الإسرائيلي على القطاع مصر حذَّرت من التهجير والاقتراب من الحدود المصرية.

 

وأوضح قائلًا: إسرائيل تدَّعي من خلال بعض العسكريين السابقيين أنهم يريدون عملية تهجير لمصر، ولكن مصر رفضت هذا الأمر بشكل رسمي وتم إبلاغ الرفض لكافة الأطراف، وبالتالي يمنع الاقتراب من محور "فيلادلفيا".

 

وأردف: يبلغ طول الخط الفاصل من العقبة جنوبًا على البحر الأحمر حتى رفح ٢٤٦ كم، المهم بينهم هم الـ ١٤ كم هم الفاصل بين مصر وقطاع غزة وهم طول محور "فيلادلفيا" بينهم معبرين (معبر في الشمال الخاص بالأفراد، ومعبر الجنوب الخاص بالشاحنات والناقلات)، ويمتد المحور بطول الـ ١٤ كم، مؤكدًا أن مصر لن تسمح بوصول الدبابات الإسرائيلية أو الأسلحة الرئيسية القتالية ورفضت ذلك تمامًا، وإسرائيل تعلم ذلك وتخشى من إثارة أو إحداث خلاف مع الدولة المصرية حتى لا يتدخل الجيش المصري عسكريًا، وتكون هناك مشكلة كبيرة في المنطقة والإقليم.

 

 

وبشأن إمكانية التعاون بين مصر وإسرائيل في أجهزة الاستشعار والطيران، أوضح اللواء محمد الغباشي، قائلًا: هذا الأمر متروك لتقدير القوات المسلحة والقيادة المصرية، ومصر ستكون لها وجهة نظر تتناسب مع حماية الأمن القومي المصري في هذا الموضوع، ولا نريد أن نسبق الأحداث، ونترك الأمر للقوات المسلحة أن ترى الأفضل، وأؤكد أن القوات المسلحة المصرية تراعي كافة الأبعاد الخاصة بحماية الأمن القومي المصري.

 

أسباب طلب إسرائيل تركيب أجهزة استشعار على محور فيلادلفيا

 

ولفت اللواء محمد الغباشي، إلى أن الغرض من تركيب هذه الأجهزة بالنسبة لإسرائيل، هو تجنب أي عملية تهريب أو خروج لعناصر وقيادات حماس على وجه الخصوص من القطاع وهذه هي المشكلة الرئيسية.