ناشط سياسي: التحديات أمام الرئيس القادم كثيرة والأولويات معروفة وحلولها جاهزة

مقالات الرأي

مايكل البدراوي
مايكل البدراوي

 

 

أيام قليلة تفصِلنا عن رئيس مصر القادم، والذى تبدء فترته في 2024م وتنتهى 2030م، وتُمثل هذه الفترة تحدى كبير للرئيس والدولة المصرية سواء في ملفات السياسة الخارجية بسبب حدود مصر المُلتهبة من جميع الاتجاهات وموقعها الجغرافي والصراعات الدولية.

الأمر يَقتضي معه تحركات واعية ومدروسة لثقل مصر الإقليمي، وذلك بسبب تنوع وتعقد المصالح المصرية في العالم الخارجي، من أسواق الاستيراد والطاقة والتكنولوجيا والتسليح وتقديم الخبرة المصرية في مجالات البنية التحتية والحرب على الإرهاب.

 

 وفى هذا السياق قال المُهندس مايكل البدراوي، الناشط السياسي، أن أهم ملفات أجندة الرئيس المصري القادم، دور مصر المحوري والذي سيستمر لفترة في حرب غزة وتهديد التهجير حيث تسعى مصر دائما لدعم إستقرار المنطقة وفى ثوابتها في حل القضية الفلسطينية، وهو حل الدولتين على حدود 67 م وعاصمتها القدس الشرقية، مع التأكيد ان القضية الفلسطينية جزءًا أصيلًا من الأمن القومي المصري، وأي تطورات أمنية في قطاع غزة تنعكس بدورها على الأمن القومي المصري. 

 

وأضاف، تحمل الدولة المصرية على عاتقها الحفاظ  بضبط الحدود مع القطاع، وذلك بعد تلميح الكيان الصهيوني إلى تهجير الفلسطينيين إلى حدود مصر وبالتالي يظل هذا الصراع هو الظاهر على السطح في الوقت الحالي ويولى لها الرئيس القادم أهمية قصوى.

 

وأشار البدراوي، إلى أن  ملف سد النهضة الأثيوبي  والذى يهدد الأمن المائي لمصر وذلك في ظل التعنت الإثيوبي وبدء الملء الرابع للسد، والإضرار بحِصة مصر المائية، وعدم التوصل إلى اتفاق قانوني مُلزم بشأن قواعد الملء والتشغيل، فمن المرجح إستكمال مسار التفاوض بعد الجولات التفاوضية السابقة الثنائية مع إثيوبيا أو الثلاثية بين مصر وإثيوبيا والسودان، للتوصل إلى اتفاق ملزم بما يراعي حقوق ومصالح مصر والسودان وإثيوبيا.

 

مؤكدًا أن، الدول العربية ضمن الملفات الهامه على أولويات الرئيس المصري، وهو الربط الاقتصادي بين مصر والسعودية والأردن وزيادة قاعدة المشروعات الانشائية والتجارية والاقتصادية المشتركة، وأيضا إتاحة التعاون الاستثماري الداخلي في مصر لدول شقيقة مثل الكويت والامارات وقطر والبحريين. 

وأكمل، إفريقيا السمراء الحبيبة والتي أصبحت أولوية لا بد منها وعلى سبيل المثال الدول الافريقية الذي يتواجد بها مزارع طبيعية مفتوحة تستورد منها مصر لتوفير الإحتياجات الداخلية من الثروة الحيوانية، وأيضا إمكانية عمل المستثمريين المصريين في السوق الأفريقي وقد شهدنا سابقًا بدء التعاون مع دول الكونغو وحوض النيل ونتمنى غزو إفريقيا وإرسال رجال الاعمال والمهندسين والشركات للإستثمار هناك بشكل منظم. 

 

وأهاب البدراوي، بالقضايا العالمية مثل تغير المناخ والأوبئة والأمن الإنساني، وتداعيات الحرب الروسية-الأوكرانية على أزمة الغذاء والطاقة في ظل ارتفاع معدلات الفقر وخطر المجاعة ونقص امداد القمح بسبب هذه الحرب وهى من قضايا الأمن غير التقليدي، ويجب على الرئيس القادم اتخاذ الهند شريكًا هامًا كونها أحد المصدرين الرئيسيين للقمح إلى مصر وأيضا البحث في افريقيا، لا ننفك ان نقول ان أجندة الرئيس القادم مزدحمة بكثير من القضايا العصيبة والتحديات الجسام نظرا لم يحدث في العالم من ظروف سياسية واقتصادية هي الأصعب حتى الان وأيضا ما تواجهه الدولة من شائعات واكاذيب على مدار الساعة من تشكيك في قدرات مصر الاقتصادية والاجتماعية.

 

وأوضح البدراوي، أن الاجندة الداخلية ستكون أكثر كثافة وعمقا من الخارجية حيث على رأس أولويات رئيس مصر القادم، ملف الاقتصاد والعدالة الاجتماعية حيث أصبحت الأسعار لا تتماشى مع الأجور وهي مشكلة تزداد مع الوقت وتضغط على المواطن واسبابها واضحة وحلولها موجودة ولكن تمثل تحدى كبير وعليه حان وقت إعادة ترتيب الأولويات وأيضا يجب استمرار دعم الريف والقرى واستمرار مبادرة حياة كريمة التي ستشهد تحولي كبير في كل الخدمات خلال المنحنى الجديد في عمر المبادرة، واعتقد بهذا ان اول طلب واولوية من الرئيس القادم هو ضبط الأسواق والتي تشهد حالة من الارتفاع الجنوني في الأسعار، نتيجة لجشع التجار، وسط غياب الرقابة ومفتشى التموين وعددهم القليل وكبر سنهم، لذا يجب على الرئيس القادم والحكومة إيجاد تشريع يجرم عدم كتابة السعر على المنتج ذاته مثل الادوية وأيضا عقوبة لتعديله يدويا مع سهولة ابلاغ المواطن وسرعة ضبط المخالف، وليس فقط كتابة السعر على الرف المتواجد به المنتج، مؤكدا أن جشع التجار جعلهم يرفعون أسعار السلع حسبما يريدون دون رقابة واضحة، وطالب بضرورة عمل ابلكيشن يمكن منه الإبلاغ عن المخالفين وأيضا متابعة متوسط الأسعار وأيضا إسناد مهمة التفتيش على السلع للقوات المسلحة وانشاء فرع للتفتيش من المتطوعين خلال مدة الخدمة العسكرية.

 

مشيرًا إلى أن، ملف التكنولوجيا وإستمرار منظومة التحول الرقمي في كل المصالح والوزارات والهيئات الحكومية لإعادة الثقة كاملة بين المواطن والدولة المصرية والقضاء على الفساد والبيروقراطية الحكومية في الخدمات والتي من أهم الامثلة التحول الرقمي البريد المصري الذي من خلاله تستطيع إصدارات شهادات ميلاد وخدمات مرورية وخدمات شهر عقارية من خلال البريد، وملف الصناعة والذي صرحت احدى الحملات بأنشاء مناطق صناعية وتجارية كاملة إضافة مرافق صناعية وإحداث مشروعات صناعية في أنحاء الجمهورية، لأن الصناعة هي قاطرة التنمية وتشد المجتمعات إلى الأمام.

 

وختم، هُناك ملفات مثل التعليم والصحة قد تم قطع شوط كبير فيهم ومازال هناك الوقت لإنهاء خططهم بعيدة المدى، ورغم ضخامة وقوة التحديات الخارجية والداخلية الا إنه يثق في قدرة الرئيس على تخطى هذه العقبات وخلفة الدعم الكامل من شعب مصر والذى نزل للانتخاب بكثافة غير مسبوقة لاعطاء دفعة للرئيس القادم في حل جميعا العقبات والارتقاء بمصر إلى مصاف الدول.