اليوم العالمي للطفل.. كواليس الاحتفالات في قطاع غزة

تقارير وحوارات

أطفال غزة
أطفال غزة

يحتفل العالم باليوم العالمي للطفل في 20 نوفمبر من كل عام، نجد على الجانب الآخر من هذا العالم أطفال بلا حقوق فى بقعة صغيرة من العالم يتجاوز عدد سكانها الـ 2مليون قليلا، وجميعهم وخاصة الأطفال بلا حماية أورعاية من البطش الأسرائيلى حيث تقتلهم من خلال هدم بيوتهم ودفتهم تحت أنقاضها ومن يتم أنقاذه تقوم بملاحقتهم وقتلهم فى المستشفيات من خلال قطع الخدمات أوأقتحام وهدم المستشفيات

 

يأتي يوم الطفل العالمي لتسليط الضوء على حقوق الطفل وضرورة حمايتهم ورعايتهم. 

 

كواليس احتفال اطفال غزة باليوم العالمي للطفل

في الوقت الذي خرج فيه أدهم جاسر من تحت أنقاض منزله في حي الشيخ رضوان، وهو يحتضن قطته ويمسح الغبار عنها، وهو يرتجف بقوة وملامح طفولته تختفي وراء غبار القصف الإسرائيلي.

 

 

لم يكن يهتم بجرحه بقدر اهتمامه بقطته، وكان ينظر إليها بنظرات مفعمة بالحب ويبتسم لها في موقف صعب لا يمكن لأحد أن يتحمله. وكان يقول: "الحمد لله، سيمبا، أنت حيّ، الله يعلم حالي".

 

على الرغم من القصف المستمر من قبل الاحتلال الإسرائيلي على منزل أدهم، استمر لمدة ثلاث ساعات كاملة، إلا أنه لم يتخلى عن حيوانه الأليف. وقال لصحيفة "المصري اليوم": "كنت نائمًا عندما تعرضنا للقصف، وعادة أنام بجوار قطتي سيمبا. لم أتخلَّ عنها يومًا واحدًا. استيقظت ورأيت العديد من الحجارة فوق جسدي. كان همي الأول النجاة بقطتي، فهي مسكينة ولا تدرك ما يحدث. كنت خائفًا أن أفقدها، فهي صديقتي الوحيدة في الحياة بعد أن فقدت شقيقي الصغير".

 

خلال مسافة نزوح تبلغ 15 كيلومترًا، من شمال قطاع غزة إلى الجنوب، حمل الطفل إبراهيم موسى قطته ولم يتركها لحظة واحدة. إنها الوحيدة التي نجت معه من القصف الإسرائيلي، وأصبحت أهم ما يملك بعد أن فقد عائلته كلها في الغارة الجوية. واهتم خلال رحلته الطويلة بجمع فتات الخبز الجاف لإطعامها.

 

وعبّر إبراهيم عن ارتباطه العميق بقطته قائلًا: "تحميني من الكوابيس في أحلامي". وأضاف: "لا يفارقني صوت أمي وضحكتها التي كانت تملأ المنزل. كانت دائمًا توصيني بإطعام قطتي والاهتمام بها، لأنها حيوان لا يستطيع التعبير، ولكنها تشعر بالأمان. لذلك لم أتخلى عنها أثناء النزوح من الشمال إلى الجنوب، وسأظل أعتني بها حتى الموت أو النجاة".

في رغم صغر سنه، لم يمنع يوسف ممدوح، البالغ من العمر تسع سنوات، من مساعدة جيرانه داخل مخيم جنوب قطاع غزة. كان يحمل قطته في يده اليسرى ويقوم بنقل جراكن المياه أو الانضمام إلى طابور الخبز. 

وترك منزله في حي الشيخ رضوان ونزح إلى الجنوب. وكان يقف على بُعد خطوات من ثكنة عسكرية لقوات الاحتلال الإسرائيلي، ويتلذذ باللعب مع قطته ويجرها بواسطة حبل قصير، وسط ضحكاته التي تعلو صوت قذائف الاحتلال التي لا تتوقف لحظة واحدة.