هل تسبب استهداف الاحتلال لقيادات القسام في حالة من ارتباك الوحدات المقاتلة

عربي ودولي

بوابة الفجر

قال المحلل السياسي الفلسطيني حسن سوالمة، إن تركيز القيادات العسكرية لحماس وعلى رأسها محمد الضيف على عدم الظهور لتجنب شبح التصفية من إسرائيل مفهوم باعتبار أن الحركة في حاجة للحفاظ على قياداتها إلا أن ذلك لا ينفي أن قرار كهذا يثير حالة من الارتباك المتزايد بين العناصر الميدانية التي تشتبك مع جيش منظم مدجج بترسانة من الأسلحة المتطورة.

وحذر “سوالمة” من إمكانية أن يساهم غياب التواصل المباشر بين مقاتلي حماس والقائد الأعلى لكتائب القسام في تراجع الروح المعنوية للمقاتلين على الأرض لا سيما في ظل احتدام المعارك بشكل تصاعدي داخل القطاع المحاصر.

ونوه إلى أن توغل القوات الإسرائيلية في فصل شمال القطاع عن جنوبه بشكل سريع يعود أساسا لغياب استراتيجية دفاعية واضحة لدى وحدات القسام المقاتلة نظرا لغياب التنسيق مع قيادات الصف الأول التي تواجه شبح التصفية من في أي لحظة.

وتحدث خبراء عسكريون عن تبعات سياسة استهداف القيادات العسكرية لحماس في غزة من قبل الطيران الاحتلال الاسرائيلي على الحرب الجارية بين القوات الاحتلال المتوغلة بريا وعناصر كتائب القسام الموجودة شمال القطاع.

وذكر الخبراء أن تراجع نطاق إطلاق حماس للصواريخ في الأيام الأخيرة إلى جانب تراجع ضراوة الاشتباكات قد يعود لغياب التنسيق المباشر بين القيادات الميدانية والقائد الأعلى للقسام محمد الضيف الذي تطالب تل أبيب برأسه إلى جانب يحي السنوار.

وتعمل مخابرات الاحتلال الاسرائيلي على رصد أي تواصل مباشر بين محمد الضيف وقيادات حماس لتحديد موقعه واستهدافه ما يفسر توجه البعض للقول أن الضيف لم يعد يقود المعركة بنفسه في الوقت الحالي.

وتشير التقارير إلى أن قيادات الصف الأول وعلى رأسها محمد الضيف لم تعد قادرة على إدارة التحركات العسكرية لحماس بشكل مباشر نظرا للتهديدات الإسرائيلية باغتيال القائد العام لكتائب القسام ما قد يمثل ضربة قاسمة لمعنويات الحركة.

وبحسب الخبراء فإن التوغل البري الأخير للجيش الاسرائيلي داخل غزة إلى جانب تصفية عدد كبير من القيادات العسكرية الميدانية من النخبة قد تسبب في حالة من الفوضى وغياب استراتيجية قتالية واضحة لدى عناصر الحركة.

ومع توغل الاحتلال داخل القطاع مدعوما بسلاح الجو وفصل شمال القطاع عن جنوبه بدت تحركات مقاتلي حماس خلال الأيام الماضية أقل تنظيما نظرا لغياب التنسيق بين القيادات والمقاتلين الميدانيين.

وتدخل الحرب الدائرة بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس يومها ال35 من دون أن يتم تحقيق الأهداف المعلنة من الجانبين بشكل كامل حتى الآن وبحصيلة من القتلى تجاوزت 10 ألف من الجانب الفلسطيني و1400 من الجانب الإسرائيلي.

ويرى الخبراء أن الأهداف المعلنة من حكومة نتنياهو بالقضاء على حماس لم تتحقق بشكل كامل إلا أن الجيش الاسرائيلي قد بدء بالفعل حرب إلغاء وإطفاء لأي دور لحماس داخل القطاع باستهداف قياداتها بشكل مباشر والعمل على تدمير بنيتها العسكرية.

واحتدمت في الأيام الأخيرة المعارك بين قوات الاحتلال الموجودة شمال القطاع والمدعومة بسلاح الجو مع مقاتلي حماس حيث سيطرت على شارع الرشيد الساحلي وعزلت شمال القطاع عن جنوبه.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو قد صرح إن الجيش الإسرائيلي يطوق مدينة غزة ويجري عمليات داخلها مؤكدا إنه لن يكون هناك وقف لإطلاق النار أو توصيل للوقود إلى القطاع قبل أن تطلق حماس سراح الرهائن الإسرائيليين.