اللغز في الخلافات المادية..

"تعذيب ليومين وسكب مياة مغلية عليها".. كواليس وخفايا مقتل سيدة على يد زوجها أمام طفلهما بالنزهة (فيديو وصور)

حوادث

محررة الفجر مع أسرة
محررة الفجر مع أسرة الضحية

"عذبها لمدة يومين وحين اعتراضها يسكب عليها المياة الساخنة".. تحملت دعاء جمال صاحبة الـ 38 عاما، بطش وقسوة زوجها عليها لمدة 16 عاما، والتي ازدادت بكثافة منذ نحو عامين، آملة أن تحافظ على عشها الزوجية مثلها مثل كل فتيات العالم منتظرة صلاح حال زوجها وأن تعيش حياة بسيطة تملؤها الفرحة والمودة والاستقرار.

وفي سبيل ذلك ضحت بكل حياتها وفنت زهرة شبابها؛ لتوفير بيئة صالحة لينشئ بها نجلها الوحيد، لكنها تلقت من زوجها معاملة سيئة مختلطة بالتعدي بالضرب عليها، لكنها لم تتخيل يوما أنه سيقتلها بدم بارد بعد وصلة تعذيب مبرح لاعتقادها أنه يحبها، وأعد المتهم لذلك خطة مُحكمة للانتقام من زوجته، تراوحت بين سكب المياة الساخنة عليها والتعدي بالضرب عليها باستخدام "سير غسالة" فضلا عن لطمها على وجهها وكتم أنفاسها بمنطقة النزهة.

الضحية وزوجها

حاورت محررة بوابة "الفجر" أسرة المجني عليها لكشف ملابسات الواقعة والوقوف على خفاياها، وأوضح أيمن عثمان، نجل عم الضحية، أن بداية اكتشاف الجريمة، حينما ذهب زوج الضحية ويدعى محمد إلى مركز الشرطة لاستخراج تصريح دفن لزوجته المتوفية، فارتاب الضابط من هدوءه، فكيف لزوج أن يتمالك أعصابه بهذا الكم وزوجته متوفية، فانتقل برفقة الزوج لمحل الواقعة، وبمعاينة جثة المتوفية، وجدها مصابة بآثار حروق بمناطق متفرقة بالجسد، ورجح وجود شبهة جنائية بالواقعة.

المتهم

رواية مضللة لرجال المباحث

وبسؤال نجل المتوفية، ويدعى أحمد ويبلغ من العمر 15 عاما، أخبره بأن والدته حين سيرها بالشقة، كانت تحمل وعاء بداخله مياة ساخنة، لكن اختل توازنها وسقطت أرضا ووقع فوقها الوعاء المحمل بالماء الساخن.

نجل الضحية: بابا اللي عمل كدة في ماما

بذلك الحين، ارتاب الضابط حقيقة الأمر، وشعر بأن الطفل ملقن بتلك العبارات، وبتتضيق النقاش عليه، أقر بالحقيقة وقال: "بابا اللي عمل كدة في ماما..".

المتهم ونجله

أبشع أنواع التعذيب لمدة يومين

وأشار أحد أقارب الضحية "للفجر" إلى أنهم علموا من نجل المجني عليها، بأن والده كان محتجزهم في الشقة لمدة يومين، واستل على هواتفهما المحمولة ليعوقهما من التواصل بأحد، وأغلق منافذ الشقة بالكامل، ووضع مفتاح الشقة داخل وعاء زجاج، يتمكن من خلاله الانتباه لصدور صوت حينما يحاول أحدهما أن يحصل عليه ليفروا هاربين.

الضحية

سكب مياة مغلية على جسد الزوجة

وخلال اليومين، تلقت الضحية ونجلها أبشع أنواع التعذيب على يد الأب؛ بسبب خلافات مادية، فأحضر المتهم "كاتيل" بداخله مياة بدرجة الغليان، وسكبها فوق جسد زوجته، وكرر تلك الفعل مرارًا وتكرارًا، وبكل مرة تحاول بها الزوجة، أن تصرخ أو تستغيث بالجيران، كان تلقى مصير مفجع، فتارة يحاول المتهم كتم أنفاسها، وتارة يتعدى عليها بالضرب المبرح باستخدام "سير غسالة"، وتارة يصفعها على وجهها حتى يغشى عليها من شدة التعذيب، وفي نهاية الأمرلفظت أنفاسها الأخيرة على يديه.

الأب يلقي سكين بوجه نجله

ونوه نجل الضحية عن أنه فور محاولته التدخل للدفاع عن والدته، استل والده سلاحًا أبيض "سكين" وألقاها بوجه نجله، لكن أنقذته العناية الإلهية، ولم يصيب الطفل بالسكين، ذلك الأمر جعله يرتاب أكثر ويحذر التدخل، فكان يرى والدته تُقتل بالبطئ على يد والده.

المتهم

ويذكر أن الزوج كان متقاسعًا عن العمل لمدة عامين متواصلين، وكان يجبر زوجته أن تذهب إلى أسرتها وتحصل منهم على أموالًا؛ لتنفق عليه وعلى المنزل، وبالفعل نفذت الزوجة أمر زوجها، حتى لا ينهدم منزلها وتحافظ على استمرارية زواجها ممن تحبه، دون أن تتوقع يومًا أنه سيأذيها.

روايات مختلفة من قاتل زوجته حرقًا

وأقر الزوج أمام جهات التحقيق بروايات مختلفة عن سبب الجريمة، فتارة يقول أنه شك في سلوك زوجته وأنها تربطها علاقة غير شرعية مع شاب أخر، وتارة أخرى يقول أن زوجته ارتفع صوتها عليه مما أثار حفيظته وارتكب الواقعة.
أب يقتل أم أمام أعين طفلهما الوحيد

واختتمت أسرة الضحية حديثها "الفجر" مطالبين بسرعة القصاص العادل والعاجل ولو يوجد إمكانية لإعدام المتهم أكثر من مرة، لما ارتكبه من فعل مؤسف أمام أعين طفلهما الوحيد الذي رأى والده يقتل والدته بطريقة مفجعة ولم يتمكن من نجدتها.

تلقت غرفة عمليات النجدة بالقاهرة بلاغا يفيد بمقتل سيدة بدائرة قسم شرطة النزهة.

وعلى الفور انتقل رجال المباحث إلى مكان البلاغ، وبالفحص تبين وجود جثة لسيدة مصابة بآثار حروق بمناطق متفرقة بالجسد، وتم التحفظ على الجثة تحت تصرف النيابة العامة.

ومن خلال التحريات الأولية، تبين أن وراء ارتكاب الواقعة هو زوج الضحية، وعقب تقنين الإجراءات اللازمة، نجح رجال المباحث في القبض على المتهم واقتياده لديوان القسم.

وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
https://fb.watch/nbLdjbjuXP/