ماذا يحدث بين أذربيجان وأرمينيا؟

تقارير وحوارات

أرمينيا وأذربيجان
أرمينيا وأذربيجان

 


تصدرت أزمة أذربيجان وأرمينيا من جديد وذلك بعدما  أعلنت وزارة الدفاع في أذربيجان، الثلاثاء، أنها نفذت هجمات بأسلحة عالية الدقة في إقليم كاراباخ ردًا على استفزازات أرمينيا.
لذلك نستعرض إليكم جميع التفاصيل حول آخر تطورات الأزمة بين أرمينيا وأذربيجان.


حرب أرمينيا وأذربيجان


بدأت حرب أرمينيا وأذربيجان بعد الثورة الروسية. كانت هذه الحرب على شاكلة سلسلة «وحشية» من الهجمات يصعب فيها تصنيف الصراعات.

حصلت الحرب بين الجمهوريتين عام 1918 ثم توقفت لمدة وعادت ما بين 1920 حتى عام 1922، أي بعد فترة وجيزة من استقلال جمهورية أرمينيا (1918-1920) ونفس الأمر بالنسبة لدولة أذربيجان. في الحقيقة لم يكن لمعظم الصراعات بين الدولتين نمط معين، وبالرغم من ذلك فقد تدخلت بعض القوى الأخرى على الخط مثل الإمبراطورية العثمانية والإمبراطورية البريطانية التي ساهمتا في الحرب بشكل غير مباشر. غادرت الإمبراطورية العثمانية المنطقة بعد هدنة مودروس أما النفوذ البريطاني فقد استمر حتى انسحبت  قوة دانستر عام 1920.

اشترك المدنيون في الصراع؛ حيث شملت الحرب كل من محافظة سيونيك، جمهورية نخجوان الذاتية وحتى مرتفعات قرة باغ. هذا وتجدر الإشارة إلى أن السبب الرئيسي في ارتفاع الخسائر في صفوف المدنيين هو نهج جيش الدولتين لما يُعرف بتكتيك حرب العصابات.

أسباب الصراع

الأسباب الكامنة وراء الصراع لا تزال بعيدة عن الحل بعد قرن من الزمان تقريبا، فالقصة هذه تحمل تصورات مختلفة جدا ووجهات نظر مغايرة تماما حسب كل رواية، ووفقا للمؤرخين الأرمن فإن الجمهورية الأرمنية ترغب في أن تشمل منطقة ناخيتشيفا المناطق الأساسية من البلد (شرق أرمينيا) وبالتحديد محافظة يريفان كما ترغب في تملك الأجزاء الشرقية والجنوبية من محافظة إليزابيثبول، وفي المقابل فأذربيجان ترفض كل هذه المعطيات وتُؤكد على سيادتها ووحدة أراضيها على كل تلك المناطق.


اشتباكات بين الأرمن والأذربيجانيين

جرت أول اشتباكات بين الأرمن والأذربيجانيين  في مدينة باكو (عاصمة أذربيجان الحالية) في شباط/فبراير عام 1905.

امتد الصراع إلى أجزاء أخرى من القوقاز وفي 5 أغسطس عام 1905 حدث أول صراع فعلي بين سكان أرمينيا وأذربيجان في منطقة شوشا.

ممرات لإجلاء المدنيين من إقليم كاراباخ

 

كما قالت وزارة الدفاع في أذربيجان،  إنها فتحت ممرات لإجلاء المدنيين من إقليم كاراباخ، مشيرة إلى أنها أطلقت "عمليات لمكافحة الإرهاب" تستهدف القوات الأرمنية في المنطقة المتنازع عليها.

أكدت خارجية أذربيجان أن "السبيل الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة هو الانسحاب الكامل وغير المشروط للقوات المسلحة الأرمينية من منطقة قره باغ الأذربيجانية وحل ما يسمى بالنظام الانفصالي".

تدخل مجلس الأمن وروسيا
طالبت أرمينيا الثلاثاء مجلس الأمن الدولي وروسيا بوقف تحركات أذربيجان العسكرية في كاراباخ.

ونددت أرمينيا بـ "عدوان واسع النطاق" أطلقته أذربيجان في إقليم ناغورني قره باغ، معتبرة أن هدف باكو من ذلك هو "التطهير العرقي" في الجيب الانفصالي الذي تسكنه غالبية من الأرمن.

كما قالت وزارة الخارجية الأرمينية في بيان "شنّت أذربيجان عدوانًا جديدًا واسع النطاق على شعب كاراباخ، في سعي منها لاستكمال سياسة التطهير العرقي".

إطلاق نار كثيف.. وتوغل بري

 


 قالت السلطات الموالية لأرمينيا في إقليم كاراباخ إن العاصمة ومدنا أخرى تتعرض لإطلاق نار كثيف من باكو، مضيفة أن باكو تحاول تنفيذ توغل بري بالإقليم.

كذلك، دعا رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان الثلاثاء إلى اجتماع لمجلس الأمن الوطني بعدما أطلقت أذربيجان "عمليات لمكافحة الإرهاب" في إقليم كاراباخ.

كما حثت وزارة الخارجية الأرمينية قوات حفظ السلام الروسية على التدخل ووقف "العدوان الشامل" من باكو على السكان المحليين.

انفجار لغمين

 


أتت هذه التطورات، بعدما أعلنت باكو في وقت سابق اليوم أن أربعة شرطيين ومدنيَّين قتلوا بانفجار لغمَين في كاراباخ، واتّهمت الانفصاليين الأرمن بالمسؤولية عن هذه الأعمال "الإرهابية".

وقالت أجهزة الأمن الأذربيجانية في تقريرين منفصلين إن الشرطيين الأربعة قتلوا عندما انفجرت سيارتهم بلغم على الطريق المؤدي إلى بلدة شوشا في كاراباخ، الخاضعة لسيطرة أذربيجان، كما قُتل المدنيان بانفجار لغم في المنطقة نفسها.

كما أوضح المصدر نفسه أن عناصر الشرطة قتلوا في نفق في إقليم خوجافند عندما كانوا يتجهون إلى موقع انفجار لغم مضاد للدروع في سيارة المدنيين اللذين قتلا في المنطقة نفسها.

وأضاف أن المدنيين القتيلين موظفان في مصلحة الطرقات الأذربيجانية.

وتنتشر ألغام كثيرة في إقليم كاراباخ التي كانت مسرحا لحربين بين أرمينيا وأذربيجان في مطلع التسعينات ومن ثم في خريف العام 2020.

وأتى هذان الحادثان بعدما تراجعت التوترات في إقليم كاراباخ الاثنين مع استئناف دخول المساعدات الإنسانية إلى الجيب الانفصالي بعدما اتفق انفصاليون أرمن مع الحكومة في باكو على استخدام الطرق التي تربط الجيب بأرمينيا وأذربيجان.

اتهامات أرمينيا

 


واتّهمت أرمينيا أذربيجان بتأجيج أزمة إنسانية في الإقليم بعدما أغلقت باكو العام الماضي ممر لاتشين، وهو الطريق الوحيد الذي يربط المنطقة بأرمينيا، وحيث تتواجد قوات حفظ سلام روسية. ونفت أذربيجان الاتهامات قائلة إنه يمكن لكاراباخ تلقي كل الإمدادات اللازمة عبر أذربيجان.

وخاض البلدان حربين للسيطرة على الإقليم الانفصالي، آخرهما في عام 2020 ونتجت عنها هزيمة أرمينية وتحقيق أذربيجان مكاسب ميدانية، وانتهت بوقف هش لإطلاق النار.