شهامة وسط الإعصار.. الفجر تحاور ابن المشارقة بالمنيا: المياة فاجأتنا وأنقذت 2 مصريين بـ درنة والثالث مات

محافظات

أحمد محمود سعد
أحمد محمود سعد

مع استمرار متابعة  الفجر، لتداعيات إعصار دانيال الذي أودى بحياة الآلاف في مدينة درنة بدولة ليبيا الشقيقة، أجرت “الفجر”حوار مع  أحمد محمود سعد، ناج من الاعصار ابن محافظة المنيا والذي أنقذ أصدقاءه من دمار الإعصار داخل قرية المشارقة القبلية التابعة إداريًا لمركز سمالوط. 

حدثنا منذ متى سافرت إلى دولة ليبيا وأين كنت تسكن هناك؟ 

في البداية فكرت في تحسين مستوى المعيشة لدى أسرتي، لذلك قررت السفر إلى دولة ليبيا الشقيقة لكي أعمل هناك، منذ نحو ثلاثة أشهر، استقبلني أبناء عمومتي في المنزل المقيمين فيه بمدينة درنة. 

قبل بداية إعصار دانيال بـ مدينة درنة ما كان دور الحكومة الليبية في ذلك الوقت؟ 

  حذرت الحكومة الليبية ساكني مدينة درنة، قائلة على الجميع مغادرة المدينة، والتوجه إلى أي مدينة أخرى بعيدًا عن درنة، مرارً وتكرارً ولكن قُوبلت تلك التحذيرات بعدم الأهمية. 

ولماذا قوبلت تحذيرات الحكومة الليبية في مدينة درنة بعدم الأهمية؟ 

قوبلت تحذيرات الحكومة الليبية في مدينة درنة بعدم الأهمية لسببين أولا: اعتادت الأجهزة التنفيذية في مدينة درنة في نشر تلك التحذيرات ولكن لم تحدث أي شي بعدما تلك التحذيرات كانت دوما تحذر من العواصف ولم يحدث أي شي بعدها. 

والسبب الثاني، أهالي درنة ذاتهم، فنحن كنا نعيش وسط عدد كبير من أهالي ليبيا، وعند سماعهم لتلك التحذيرات لم يتحرك أحد منهم من المدينة (لما أهالي ليبيا متحركوش ومش سابوا المدينة هنمشي إحنا)!.

ماذا حدث من بداية يوم إعصار دانيال بـ درنة بدولة ليبيا واين كنت في ذلك الوقت؟

انتهيت أنا وأصدقائي من العمل طوال اليوم، وانتهيت من وجبة العشاء، وكانت درنة في ذلك الوقت تمطر مطر قد يكون محدود إلى حد ما، وتوجهت إلى غرفتي لكي أنام، وفجأة وفي تمام الساعة الثانية فجرًا، شعرت بأن كمية الرعد والبرق قد زادت عن الحد، والأمطار في زيادة وفجأة اندفعت كمية كبيرة من المياة داخل السكن الذي كنت أسكن فيه أنا وأصدقائي. 

  كيف قمت بإنقاذ المصريين بعد ذلك ؟ 

كما ذكرت في بداية الحوار كنت أعيش بصحبة عددًا من أقاربي وأثناء حدوث الإعصار في تمام الساعة الثانية فجرًا لم أر  أحد منهم وهذا يرجع لظلام المكان، ولكن شده المياة دفعت 3 شباب كانوا متواجدين في الشارع داخل المنزل الكائن به حيث كنت أعيش في الطابق الأرضي وفجأة وصلت المياة لسقف السكن، أجيد السباحة جيدا كل ما فعلته هو أنني دفعت واحد تلو الآخر خارج المنزل لكي يطفوا كل منهم فوق سطح المياه، فمجرد كونه فوق سطح المياه فهو الآن أكثر أمان، ولكن حدث ما لا يحمد عقباه.

ماذا حدث في ذلك الوقت؟ 

أخرجت الأول والثاني خارج المنزل وبالفعل صعدوا إلى الأعالي، وحين قمت بمحاولة إخراج الثالث وقررت أن أخرج أنا وهو جنبا إلى جنب دفعتنا المياه مرة أخرى داخل المنزل في آخر غرفة موجودة بالداخل وكان في هذا اللحظة قد توفاه الله، ولم يكن أمامي سوي الخروج من شباك الغرفة وصعدت على السطح، كل هذا لم يستغرق وقت كبير. 

أين انتهى بك الأمر؟

بعد نهاية الأمطار وجدت نفسي على قيد الحياة  أعلى سطح المبنى “الدور الخامس” كنت على وشك الموت لولا ستر الله، ولكن لم يتبقَ من المدينة سوى الحطام كما أن الهدايا والأموال التي أمتلكها تاهت وسط المياه.