هل يقف الإهمال وراء كارثة الإعصار في ليبيا؟

تقارير وحوارات

اعصار دانيال في ليبيا
اعصار دانيال في ليبيا - صورة تعبيرية

بعد تعرض ليبيا إلى إعصار دانيال الذي أدى إلى سقوط آلاف الضحايا ودمر العديد من المنازل وأيضا السدود في درنة، خرج رئيس الحكومة الوطنية الليبية عن صمته، يكشف عن فتح تحقيق في صيانة سدي مدينة درنة "أبو منصور ووادي درنة".


فساد في صيانة سدي مدينة درنة "أبو منصور ووادي درنة"

أعلن عبدالحميد الدبيبة أثناء اجتماعه بالحكومة لمتابعة أوضاع السدود مع وزارة الموارد المائية اليوم،  أن وزارة التخطيط اكتشفت عند مراجعتها الأوراق الخاصة بعقود صيانة سدي مدينة درنة "أبو منصور ووادي درنة"، أن العقود لم تستكمل، على الرغم من تخصيص عشرات الملايين لها.

وأضاف أن النائب العام المستشار الصديق الصور فتح تحقيقا فوريا بالقضية، مشددا على أن الإهمال الحاصل في السدود بالبلاد سببه الأوضاع السياسية والأمنية على مدار السنوات الماضية.

ولفت إلى أن هناك مشكلة تتعلق بالسدود بحاجة لحل جذري في مختلف مناطق البلاد.

 

انهيار السدين هم وراء أسباب الكارثة

 

وأعلن أن انهيار السدين كان من أسباب الكارثة، وأن الأولوية الآن هي الاهتمام بأهالي الضحايا في مدينة درنة وغيرها من المناطق المنكوبة، مشيرا إلى إنقاذ المئات.

يأتي كلام الدبيبة في خضم الكارثة التي أوقعت آلافا بساعات قليلة شرق ليبيا، لتخرج بعدها الأمم المتحدة عن صمتها منتقدة.

 

ميزانية طوارئ الجديدة 

 


أمام هذه الاتهامات، أقر البرلمان الليبي اعتماد ميزانية طوارئ للمدن المنكوبة بالفيضانات بقيمة 10 مليارات دينار.

وطالب رئيس البرلمان عقيلة صالح الحكومة، اليوم الخميس، بإعادة الوضع إلى طبيعته خلال ستة أشهر فقط.

كما قال صالح في كلمة خلال جلسة طارئة لبحث تداعيات كارثة الإعصار دانيال إن الحكومة "مطالبة بإعادة الوضع إلى طبيعته في مدة لا تزيد عن ستة أشهر".

وحث الحكومة على المزيد من العمل لتوفير السكن والعلاج وتعويض المتضررين في أسرع وقت ممكن.

وأكد أن البرلمان سيصدر ما يلزم من تشريعات لتوفير الأموال اللازمة لمواجهة التداعيات، مضيفا أن ما حل بالبلاد "كارثة طبيعية لا مثيل لها، وقوة قاهرة لا يمكن دفعها".

 

الفساد وراء الخراب

 

 


قال محمد فتحي الشريف، رئيس مركز العرب للأبحاث والدراسات، أن الوطن العربي يعاني من الفساد في مشروعات البنية التحتية خصوصا الدول الغنية، فلذلك نجد أن ما حدث في مدينة درنة الليبية يدل علي الفساد خصوصًا ان تلك السدود كانت تقوم بعمل صيانة دورية كل 10 سنوات فكانت آخر مرة حدث لها صيانة في 2002 غي كان من المفترض أن يحدث لها صيانة في 2012.

و أضاف محمد فتحي الشريف في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن الفوضى التي شهدتها  ليبيا بعد سقوط  النظام الليبي أدي إلي عدم وجود صيانه إلي تلك السدود بالإضافة إلي زيادة الفساد.
 

و أكد الشريف، أن إنهيار السدود في درنة هو السبب في دمار أكثر من 30% من المدينة.


وأختتم رئيس مركز العرب للأبحاث والدراسات، أن هناك دراسات جامعية حذرت من حدوث تلك الكارثة في درنة بسبب الإهمال في تطوير صيانة السدود ولكن لم يهتم أحد بسبب الحرب التي شهدتها تلك المدينة وأدي إلي خربها.