ما هي ظاهرة النينو التي تضرب مصر من الظهيرة حتى الساعة الخامسة؟

تقارير وحوارات

ظاهرة النينو
ظاهرة النينو

كشفت مديرة مكتب الاستشعار عن بعد بهيئة الأرصاد الجوية المصرية الدكتورة إيمان شاكر، عن حدوث ظاهرة النينو التى ستؤثر بشكل كبير على دول العالم منذ يونيو الماضي، ومن المتوقع أن تستمر حتى عام 2024، مؤكدة أن مصر تأثرت بهذه الموجة الحارة منذ بداية الأسبوع الماضي، والتي ستستمر خلال الأيام القادمة نظرا لتشكّل منخفض الهند الموسمي الذي يؤدي لارتفاع الحرارة والرطوبة.


ظاهرة النينو وارتفاع الحرارة في مصر

قالت الدكتورة إيمان شاكر مدير مكتب الاستشعار عن بعد، يوجد مرتفع جوي في طبقات الجو العليا طبقًا لما نشرته المنظمة العالمية للأرصاد الجوية يكون له دوركبير في الإحساس بزيادة كبيرة في درجات الحرارة المحسوسة عن درجة الحرارة المقاسة مايقرب نحو 3 درجات، موصية الجميع بضرورة بتجنب التعرض لأشعة الشمس من فترة الظهيرة وحتى الساعة الخامسة عصرًا تفاديًا للإجهاد الحراري، وارتداء الملابس القطنية وشرب السوائل المفيدة للجسم.


بدأت ظاهرة "النينو" في المحيط الهادئ، ومن المحتمل أن ترفع درجة الحرارة إلى كوكب يزداد سخونة بالفعل بسبب تغير المناخ، ومن المرجح أن تجعل الظاهرة عام 2024 أكثر الأعوام سخونة في العالم، هذا ويخشى العلماء أن يساعد ذلك في دفع العالم إلى ما بعد مرحلة ارتفاع درجة حرارة 1.5 درجة مئوية، كما سيؤثر على الطقس العالمي، ما قد يؤدي إلى الجفاف في أستراليا، والمزيد من الأمطار في جنوب الولايات المتحدة، وإضعاف الرياح الموسمية في الهند، ومن المتوقع أن تستمر الظاهرة حتى الربيع المقبل، وبعدها ستبدأ في الانحسار تدريجيًا.

تعد ظاهرة "النينو" الطبيعية هي أقوى تقلب في نظام المناخ في أي مكان على وجه الأرض، ومن المعروف أن التذبذب الجنوبي لظاهرة "النينو"، أو ENSO، كما يطلق عليه بشكل صحيح، له ثلاث مراحل مختلفة: ساخن، بارد، أو متعادل.
وتحدث المرحلة الساخنة، المسماة النينو، كل سنتين إلى سبع سنوات وتشهد ظهور مياه دافئة على السطح قبالة سواحل أمريكا الجنوبية وتنتشر عبر المحيط دافعة كميات كبيرة من الحرارة إلى الغلاف الجوي، وعادة ما تحدث السنوات الدافئة القياسية، بما في ذلك عام 2016 الذي كان الأكثر سخونة في العالم، بعد عام من حدث النينو القوي، وتستخدم وكالات الطقس حول العالم معايير مختلفة لتقرير متى تأتينا هذه المرحلة الساخنة.
و تعريف العلماء في الولايات المتحدة، يتطلب أن تكون درجة حرارة المحيط 0.5 درجة مئوية أكثر من المعتاد لمدة شهر، ويجب أن يلاحظ أن الغلاف الجوي يستجيب لهذه الحرارة ويجب أن يكون هناك دليل على استمرار الحدث.

وكانت قد كلفت ظاهرة "النينو" القوية في 1997-1998 أكثر من 5 تريليونات دولار مع نحو 23000 حالة وفاةمن العواصف والفيضانات، وهناك احتمال قوي بأن نسخة هذا العام ستجاوز عام 2024 ما حدث عام 2016 باعتباره العام الأكثر سخونة في العالم، كما وتحوم درجات الحرارة العالمية حاليا حول 1.1 درجة مئوية فوق المتوسط الذي سجله العالم في الفترة من 1850-1900.

لكن "النينو" يمكن أن يضيف ما يصل إلى 0.2 درجة مئوية إلى هذا الرقم، مما يدفع العالم إلى منطقة درجة حرارة مجهولة، ويقترب من كسر حاجز الحماية الرمزي 1.5 درجة مئوية، وهو عنصر أساسي في اتفاقية باريس للمناخ.