أثر معماري نادر بعيد عن الخريطة السياحية

كاتدرائية سانت كاترين بالإسكندرية.. تاريخ قرنين من الزمان وبها أقدم أيقونة للقديسة

تقارير وحوارات

جسد القديسة سابينا
جسد القديسة سابينا ـ تصوير محمد حيزة

الكوزموبوليتان أو المدينة متعددة الثقافات، اللقب الذي تتقلده  محافظة الإسكندرية، بكل قوة وتفرد بين جميع محافظات مصر، فهي المدينة التي عندما تتجول في شوارعها تستنشق التاريخ، وتراه في كل ركن في العمارة والتصميم، بل وفي أسرار أزقتها القديمة.

عشرات الجاليات كانت تسكن الإسكندرية، تقتبس من نورها البحري، وأوجها التاريخي خلال القرون الماضية، ومن أجلهم أنشأ محمد على كاتدرائية سان كاترين في منطقة المنشية بوسط الإسكندرية وبنيت عام 1850م خلال العصر العثماني على أنقاض كنيستين تم بنائهما عام 1632م والتي تم تخصيصهما للرهبان الفرنسيسكان بالأراضي المقدسة وتم هدمهما ومنحهم قطعه أرض أكبر بنيت عليها الكنيسة عام 1840م وتم تسميتها على اسم القديسة سانت كاترين وهي حاليا عبارة عن جزئين الجزء الأول هو شكل الكنيسة القديم وتم ترميمها بينما جرت  توسعة للكنيسة لتكون في شكلها الحالي مع الحفاظ على التراث المعماري الموحد للكنيسة.

تقول سلفانا جورج، باحثة دكتوراه بمعهد الدراسات والبحوث القبطية بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، عن تلك الكنيسة إنها  قد بنيت على الطراز البازيلكي وهو طراز معماري روماني كان منتشرا في المنشأت التجارية الرومانية في القرون الميلادية الثلاثة الأولى،  والكنيسة لها بوابة حديدية تتوجها أشكال من الصلبان، وتطل على الشارع الرئيس المسمى بشارع سانت كاترين بالمنشية.

وتضيف "سلفانا" ويوجد للكنيسة ثلاثة مداخل، الأوسط هو المدخل الرئيس وهو أعلى من المدخلين الجانبين المتشابهين، يعلوه تمثال للقديسة سانت كاترين كما توجد تماثيل رخامية فى واجهة الكنيسة للقديس أنطونيوس البادوي وهو يحمل الطفل يسوع، والقديس إثناسيوس الرسول حامي الإيمان، والقديس فرنسيس الإيسزي مؤسس الرهبنة الفرنسسكانية.

وتعد الكنيسة من أقدم المبان في منطقة المنشية بوسط الإسكندرية بداخلها ساحة مستطيلة يتوسطها قاعدة مربعة رخامية تحمل أعلاها صليبا وملحق بها مبنى إداري ومبنى خاص بالمدرسة الملحقة بها وهي مدرسة الابتدائي والمرحلة الاعدادية.

كما يوجد داخل الكنيسة 12 أيقونة أعلى الأعمدة الرئيسية وهم من أهم الأيقونات الزيتية الأثرية للقديسة سانت كاترين مهداه من الملك فردينالد الأول ملك النمسا عام 1847م وتظهر فيها القديسة وهي تحاور الفلاسفة الوثنيين.

يقول نديم قنوات، من أصول إيطالية ويعيش بالإسكندرية، إن الكنيسة من أقدم الكنائس بالإسكندرية وبها عدد الملحقات النادرة بها منها جسد القديسة سابينا التي استشهدت نهاية القرن الثالث الميلادي بروما ومحفوظ جسدها في صندوق من الزجاج بالإضافة إلى حفظ دمائها ولوحة رخامية مدون عليها باللغة اللاتينية ويأتي لزيارتها عدد كبير من أبناء الكنيسة.

وأضاف أنه يوجد لوحة خاصة بالقديسة سانت ماتريعتم رسمها عام 1947 وهي من أهم اللوحات تعبر عن مرحلة هامة في حياتها وهي عندما أرسل إليها 50 فيلسوف لترك المسيحية والدخول في الوثنية إلا أنها أقنعت الفلاسفة بالدخول في المسيحية لشدة إيمانها.

وأشار إلى أن الكنيسة تحتوي على أقدم آلة موسيقية في التاريخ وهي الأرغن والتي كانت تستخدم أثناء الصلوات وهي تعمل من خلال مضخات الهواء واحتوت على 3 كي بورد وعدد كبير من الأمطار وموجودة بالطابق العلوي من الكاتدرائية وكانت تستخدم أثناء الصلوات ومفردات المرنمين في القداس.

وأوضح أنه دفن فيها الامبراطور الإيطالي فيكتور إيمانويل الثالث بعد فترة طويلة عاش فيها بمصر عقب الثورة في إيطاليا وتم إنشاء له مقبرة وعليها صورته داخل الكنيسة.