سبب لتكفير الذنوب.. ما هو فضل صلاة الجمعة

تقارير وحوارات

صلاة الجمعة
صلاة الجمعة

يوم الجمعة هو خير يوم طلعت فيه الشمس، كما عظم الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- يوم الجمعة وشرَّفه، لاختصاصه بعبادات معيّنة تُميّزه عن غيره، ومن الفضائل التي تُميّزه صلاة الجمعة وثوابها العظيم.


صلاة الجمعة سببٌ لتكفير الذّنوب

وقد ثبت حصول تكفير الذّنوب لمن صلى الجمعة في قوله -صلّى الله عليه وسلّم-: (الصَّلَوَاتُ الخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إلى الجُمْعَةِ، وَرَمَضَانُ إلى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ ما بيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الكَبَائِرَ)، وقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن تَوَضَّأَ فأحْسَنَ الوُضُوءَ، ثُمَّ أتَى الجُمُعَةَ، فاسْتَمع وأَنْصَتَ، غُفِرَ له ما بيْنَهُ وبيْنَ الجُمُعَةِ، وزِيادَةُ ثَلاثَةِ أيَّامٍ).


صلاة الجمعة فيها أجر عظيم

ففي التّبكير في الذّهاب لصلاة الجمعة أجر عظيم، ويتناقص الأجر بالتأخر عنها؛ يقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إِذَا كانَ يَوْمُ الجُمُعَةِ وقَفَتِ المَلَائِكَةُ علَى بَابِ المَسْجِدِ يَكْتُبُونَ الأوَّلَ فَالأوَّلَ، ومَثَلُ المُهَجِّرِ كَمَثَلِ الذي يُهْدِي بَدَنَةً، ثُمَّ كَالَّذِي يُهْدِي بَقَرَةً، ثُمَّ كَبْشًا، ثُمَّ دَجَاجَةً، ثُمَّ بَيْضَةً، فَإِذَا خَرَجَ الإمَامُ طَوَوْا صُحُفَهُمْ، ويَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ).

يوم الجمعة يُكَّفر عشرة أيام

وقد ثبت أنَّ القيام بآداب يوم الجمعة كالغُسل، ولبس أفضل الثّياب، وحسن الاستماع للخطيب، يُكَّفر عشرة أيام، لقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن تَوَضَّأَ فأحْسَنَ الوُضُوءَ، ثُمَّ أتَى الجُمُعَةَ، فاسْتَمع وأَنْصَتَ، غُفِرَ له ما بيْنَهُ وبيْنَ الجُمُعَةِ، وزِيادَةُ ثَلاثَةِ أيَّامٍ).

تعتبر فَرَضّيَّة صلاة الجمعة من الأمور المعلومة من الدّين بالضرورة، وذلك لقول الله -سبحانه وتعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّـهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ)، فالأمر بالسّعي لصلاة الجمعة يفيد وجوبها، وقد قيل إنَّ ذكر الله -تعالى- المأمور به في الآية الكريمة يشمل الخطبة والصّلاة. وأمَّا من تركها وتخلَّف عنها من غير عذرٍ شرعيّ فهو آثم، وعليه أن يحذر من الوعيد المذكور في قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (لَيَنْتَهينَّ أقْوامٌ عن ودْعِهِمُ الجُمُعاتِ، أوْ لَيَخْتِمَنَّ اللَّهُ علَى قُلُوبِهِمْ، ثُمَّ لَيَكونُنَّ مِنَ الغافِلِينَ)، فقد توعّد النبي من يترك الجمعة بالختم على قلبه، ومن ختم الله -تعالى- على قلبه فإنَّه يُصبح لا يعرف معروفًا ولا يُنكر منكرًا، وينطبق عليه قول الله -تعالى-: (كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ).

وقد اتّفق الأئمة الأربعة على أنَّ صلاة الجمعة فرض عين على كل مسلم، باستثناء المرأة، والصغير، والعبد، والمريض، والمسافر، وقد اشترط العلماء توفّر شروطٍ معيّنة لوجوب الجمعة منها: وجود المسجد، والجماعة، والعدد، والخطبة، فمن فاتته الجمعة يُصلّيها ظهرًا، لأنَّها فرضيّة يومها وليس نيابةً عن الظّهر، وإذا كان قد تركها دون عذرٍ فيكون قد عرَّض نفسه للعذاب الأليم لِما ورد عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال لقوم يتخلّفون عن صلاة الجمعة: (لقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ رَجُلًا يُصَلِّي بالنَّاسِ، ثُمَّ أُحَرِّقَ علَى رِجَالٍ يَتَخَلَّفُونَ عَنِ الجُمُعَةِ بُيُوتَهُمْ).

ولقوله -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن ترَكَ ثلاثَ جُمَعٍ تهاوُنًا بها، طبَعَ اللهُ على قلبِه).

وتعتبر الثّلاث جمع بمثابة إمهال للعبد، لعلّه يتوب من ذنبه، ويعود إلى رشده، ويؤدي جُمعته، وأمَّا من ترك الجمعة لعذر مُبيح لتركها فلا إثم عليه.

ويتميّز يوم الجمعة بميّزات جعلت مكانته أفضل من غيره من الأسبوع، ومن هذه المميزات ما يأتي:

يوم الجمعة أفضل الأيام وسيّدها، وذلك لوجود صلاة وخطبة الجمعة فيه، ولاحتوائه على الخير، حيث فيه اجتماع للمسلمين، وتوحيد لله -تبارك وتعالى-، وتعظيمه.

يوم الجمعة يوم عظيم عند الله -تعالى-، وهو اليوم الذي تقوم فيه الساعة، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (خير يوم طلعت عليه الشّمس يوم الجمعة، فيه خُلِق آدم، وفيه أُدْخِلَ الجنّة وفيه أهبط منها، ولا تقوم السّاعة إلا في يوم الجمعة).

يوم الجمعة فيه ساعة مستجابة لا يسأل المسلم فيها ربه شيئًا إلّا أعطاه إيّاه، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذَكَرَ يَومَ الجُمُعَةِ، فَقالَ: فيه سَاعَةٌ، لا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ، وهو قَائِمٌ يُصَلِّي، يَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى شيئًا، إلَّا أعْطَاهُ إيَّاهُ وأَشَارَ بيَدِهِ يُقَلِّلُهَا)، وقد تعدّدت آراء العلماء في تحديد هذه السّاعة، وذكر ابن القيّم أنَّ أرجح الأقوال فيها قولان: أحدهما أرجح من الآخر، الأول: أنَّها من جلوس الإمام إلى انقضاء الصّلاة، وقد استدلّوا على رأيهم بقول أبي بُرْدَّه أنّ الساعة المستجابة إلى أن ينقضي الإمام، والقول الثاني: أنَّها آخر ساعة بعد العصر، وهو ما رجَّحه ابن القيّم، وقال به أحمد وعبد الله بن سلام وأبي هريرة -رضيَ الله عنه- وغيرهم.