"ليتني لم اتخذ فلان خليلا" قصة الشخص الوحيد الذي كاد أن يقتل الرسول

إسلاميات

قصص الانبياء
قصص الانبياء

يمتلئ التاريخ الإسلامي بالعديد من القصص التي يتعجب منها من يسمعها، فهي قصص من غرائب وعجائب ما حدث في عهد الرسل والأنبياء، ويكون لكل قصة منهم هدف وعبرة يجب على كل مسلم بالغ عاقل معرفتها، ولكل آية من آيات الله في كتابة الكريم معنى واضح وصريح يوضح ما حدث في هذه القصص.

ويرغب الكثير من المسلمون في تثقيف ذاتهم عن أمور دينهم، وتوعية أبنائهم بقصص الأنبياء والرسل ومنهم الحبيب محمد صلي الله عليه وسلم خاتم الأنبياء وشفيع الأمة الإسلامية في يوم القيامة أمام الله تعالى، والتي كان يرغب في سماع الشهادة من أي عبد سوء مسلم أو غير مسلم، من أجل أن يشفع له به في يوم القيامة.

النبي محمد 

الشخص الوحيد الذي قتله النبي

كان الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم قائد الجيوش الإسلامية في البلاد التي ادخل على أهلها الأسلام رغبته عنهم وليس اجبار عليه، وكان الرسول يتبع العديد من الأمور في الحروب منها إلا يقاتل مريض أو كبير في السن لا يستطيع أن يدافع عن نفسها، والا يقاتل نساء أو أطفال ويحسن معاملتهم حتى لو كانوا علي دين آخر.

وللحبيب محمد قصص كثيرة تدل على صبره علي ايذاء اهل قريش لهم، واليوم قصتنا عن الشخص الوحيد الذي قتل الرسول وهو أبي بن خلف.

فكان من صفات أبي بن خلف أنه أرجح عقل، أثوب رأي، يدين له العرب بالولاء والطاعة، ورغم ذلك الصفات الحميدة الا إنه كان يحارب الله ورسوله ويستهزئ بالنبي.

وكان لأبي بن خلف مواقف كثيرة مع النبي صلي الله عليه وسلم، فكان يجمع عظم من التراب علي يده ويقول للحبيب "تزعم أن الله يحميها".

حضر أبي بن خلف فرس من أجل قتل رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وقال للنبي: "أن عند العوز فرسا..أعلفه كل يوم من أجل أن أقتلك من عليه"، ليرد الحبيب عليه قائلا: "أنا أقتلك أن شاء الله".

صفات النبي محمد "لا يرد الدعوة"

كان من صفات الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، أنه لا يرد الدعوة حتى لو كانت من شخص غير مسلم، وفي يوم من الايام قام "عقبة بن أبي معيط" بدعوة النبي إلى تناول الطعام معها عقب العودة من السفر، وبالفعل ذهب النبي ولكن اشترط ألا يأكل من الطعام حتى يقول عقبة الشهادة "فكان النبي يبحث عن أي كلمة لكل عبد من أجل أن يشفع له به"، وبالفعل نطق عقبة الشهادة.

فلم علم أبي بن خلف ما حدث غضب من عقبة بن أبي معيط وقال له: "وجهي من وجهك حرام..وراسي من راسك حرام..فعليك أن تبثق في وجه النبي"، فكان يكره ابي أن يكون للنبي ود مع أحد.

فأخذ عقبة بن أبي معيط سلا جزور "يخرج من الأناقة عند ولادتها"، ووضع فوق ظهر الرسول وهو ساجد أمام الكعبة، وإزالته من على ظهر الرسول فاطمة الزهراء رضي الله عنه.

ثم رفع الحبيب رأسه قائلا:(اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بقُرَيْشٍ، اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بقُرَيْشٍ، اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بقُرَيْشٍ، ثُمَّ سَمَّى: اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بعَمْرِو بنِ هِشَامٍ، وعُتْبَةَ بنِ رَبِيعَةَ، وشيبَةَ بنِ رَبِيعَةَ، والوَلِيدِ بنِ عُتْبَةَ، وأُمَيَّةَ بنِ خَلَفٍ، وعُقْبَةَ بنِ أبِي مُعَيْطٍ وعُمَارَةَ بنِ الوَلِيدِ قَالَ عبدُ اللَّهِ: فَوَاللَّهِ لقَدْ رَأَيْتُهُمْ صَرْعَى يَومَ بَدْرٍ، ثُمَّ سُحِبُوا إلى القَلِيبِ، قَلِيبِ بَدْرٍ، ثُمَّ قَالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: وأُتْبِعَ أصْحَابُ القَلِيبِ لَعْنَةً).

الدليل من القرآن الكريم

قَالَ تَعَالَى سبحانَهُ في سورةِ الفُرقَانِ(آيه٢٧):بسم اللَّهِ الرَّحمن الرَّحِيم (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ على يَدَيْهِ يَقُوْلُ يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيْلًا يَاوَيْلَتِي لَيْتَنِي لَمْ أتَّخِذْ فُلانًَا خَلِيْلًا*لَقَد أضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعدَ إذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإنْسَانِ خَذُوْلًا).

ليتني لم اتخذ فلان خليلا

غزوة أحد ومقتل أبي بن خلف علي يد الرسول

كان أبي بن خلف مقاتل ضد رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد، وشق الصفوف من أجل البحث عن الحبيب وهو يردد "أين محمد لا نجوت أن نجا محمد"، ورغم كرها وعداها إلى النبي إلا أنه كان يعلم أنه صادق أمين.

فرمي الكبير محمد سهمه واصاب أبي بن خلف بخدش ولم ينزل منه دم، ولكن كان أبي وهو يردد "أن محمد قال إن اقتل أبي..والله لو بصق محمد علي لقتلني"، وكان هذا الخدش الصغير سبب في موته ليكون عبره لمن لا يعتبر، وليكون دليل للمشركين على قدرة الله تعالى وصدق النبي محمد صلى الله عليه وسلم.