الكنيسة الكاثوليكية تشارك في مؤتمر حول رحلة العائلة المقدسة إلى مصر

أقباط وكنائس

الكنيسة الكاثوليكية
الكنيسة الكاثوليكية

نظم المعهد البابوي للدراسات الشرقية Pontificio Istituto Orientale يوم الخميس الماضي الموافق 16 مارس 2023 مؤتمرا اكاديميا بعنوان "رحلة العائلة المقدسة إلى مصر: تاريخ- شهادات-مشاريع" وسط حضور أكاديمي رفيع المستوى.

شارك من كنيستنا القبطية الكاثوليكية كل من الأنبا كيرلس وليم، الأنبا أنطونيوس عزيز، المونسنيور يوأنس لحظي ومن الكنيسة الأرثوذكسية الأنبا مارتيروس والأنبا مارك أسقف باريس وشمال فرنسا والأنبا برنابا أسقف تورينو وعدد من الآباء الرهبان والكهنة والمكرسات.

بدأت فكرة تنشيط مسار العائلة بتوصية من نيافة الأنبا كيرلس وليم بأسيوط، لإلقاء الضوء على أديرة أسيوط بشكلٍ خاص وفي ميلانو كونت الدكتورة جوليت شاكر لجنة علمية أكاديمية من أقباط أرثوذكس وكاثوليك لاتين واقباط كاثوليك ومسلمين وجميعهم قامات علمية، للبدء في العمل الأكاديمي للمحتوى، والربط بين الجهات المعنية سواء كانت دبلوماسية أو كنسية أو أكاديمية، من منطلق أن مسار العائلة المقدسة يجمعنا كاخوة.

افتتح البروفسور باولو برانكا الجزء الأول من المؤتمر وقام بتقديم رئيس المعهد الأب ديفيد نزار اليسوعي وقدم كلمته باللغة الإنجليزية وبعدها قدمت الدبلوماسية المصرية وسفيرنا بالفاتيكان الأستاذ محمود طلعت كلمة ترحيب باللغة الإنجليزية وكذلك ألقى المونسينيور يوأنس لحظي كلمة باللغة الإيطالية عن مباركة البابا فرنسيس ودعوة الجميع لزيارة المسار..

بدأت فعاليات الجزء الأول بمحاضرة البروفسور فيليب لويسية اليسوعي بالإيطالية عن رحلة العائلة المقدسة وخاصة آثارها الموجودة في بازيليك سانتا ماريا ماجيوري بالفاتيكان وهو متخصص في الدراسات القبطية coptology.

وقدم البرفسور أشرف صادق مدير موسوعة" العالم القبطي Le Monde Copte " ملخصا باللغة الإنجليزية عن كتابة رحلة العائلة المقدسة.

افتتحت الجلسة التانية بكلمة باللغة الإيطالية وكانت أولى المحاضرات للدكتور البطوطي عضو المفوضية الأوروبية للسياحة وتكلم بالعربية والإنجليزية عن أهمية المسار وربطه بالسياحة الدينية وقد اهتمت الصحف الإيطالية بنقل أجزاء كثيرة من كلمتة.

وبعده جاءت كلمة للدكتور سمير حمدة مدير إدارة الوعي الأثري بأسيوط عن اهمية الدير المحرق ودير درنكة وأسيوط على خريطة المسار للعائلة المقدسة وقد قدم كلمتة باللغة الإنجليزية وكانت المقابلة virtual، بالإضافة إلى كلمات عدة من مختلف المشاركين.

ثم كان الجزء الختامي للمؤتمر بكلمة باللغة الايطالية من نيافة الأنبا برنابا أسقف تورينو للأقباط الأرثوذكس بكلمة بالغة الايطالية وأعطي الكلمة الأنبا مارتيروس مبعوث قداسة البابا تواضروس الثاني باللغة الإنجليزية لينقل تحيات قداسة البابا تواضروس للمشتركين والقائمين على العمل.

واختتم المؤتمر نيافة الأنبا كيرلس وليم بكلمة باللغة الايطالية عن أهمية تفعيل المسار ورسالته التاريخية لـ٢ مليار كاثوليكي حول العالم وهو الدور الوسيط الذي تقوم به الكنيسة القبطية الكاثوليكية بين كنيسة الوطن والكنيسة الأم العالمية.

انتهى المؤتمر بتوصية من الجميع بتكراره على أمل تفعيله بشكلٍ أكبر، ومن أهم مميزات هذا المؤتمر تعدد الطوائف والأديان والثقافات واللغات المشاركة، إذ أن هدفه الأول هو أن مسار العائلة المقدسة يجمعنا جميعا.

وفيما يلي: ملخص مداخلة الأنبا كيرلس في المؤتمر الأكاديمي عن رحلة العائلة المقدسة في مصر بعنوان الكنيسة القيطية الكاثوليكية جسر يربط العالم الكاثوليكي بالحضارة المصرية:

"عرفت بلادكم، في العالم كله، بحضارة عريقة، وعلم غزير، وحكمة لا نظير لها" هذا ما أعرب عنه القديس البابا يوحنا بولس الثاني، عند وصوله إلى مطار القاهرة الدولي، يوم 24 فبراير 2000، في مطلع زيارته، التي قصد بها أن يذهب "للصلاة في أهم الأماكن التي ارتبطت ارتباطا خاصا بتدخلات الله في التاريخ".

وقد عبر قداسة البابا فرنسيس عن نفس المعاني، في خطابه أمام السلطات المصرية، عند زيارته القصيرة والمكثفة، التي قام بها يومي 28-29 أبريل 2017، إذ قال: "إن بلادكم تعني الكثير لتاريخ البشرية والتقليد الكنسي؛ ليس فقط بسبب ماضيها العريق، إنما أيضا لأن العديد من رؤساء الآباء عاشوا بين ربوعها، وقد ورد ذكرها عدة مرات في الكتب المقدسة. وفيها كشف الله عن إسمه لموسى، وفيها وجدت العائلة المقدسة ملجا آمنا. ومازال صدى كرم الضيافة،التي قدمتها قبل ألفي سنة، يتردد إلى اليوم ؛ وكما تقولون أنتم: مصر أم الدنيا".

ونحن معشر المصريين، إذ نفخر بانتمائنا إلى هذا البلد العريق، نشعر أن واجبا مقدسا يقع على عاتقنا، ويتحتم علينا القيام به، ألا وهو أن لا نحتكر هذا الغنى الحضاري والزخم الثقافي لانفسنا، بل نشرك الآخرين به، لكي يستفيد منه الجميع.، وذلك بأن يكون كل واحد منا سفيرا لها في مجاله الخاص.

والكنيسة القبطية الكاثوليكية، بنوع خاص، إذ تربطها رباطات وثيقة بمليار و378 مليون كاثوليكي في العالم.

تقوم بهذا الدور عن طريق الدعوات، التي توجهها في كل مناسبة إلى ابناء الكنيسة الكاثوليكية للحضور في زياريات دينية وسياحية ودراسية، ليكتشفوا هذا الزخم، ويلمسوا بانفسهم هذ الكرم ويختبروا الفرح الروحي، المصاحب لزيارتهم؛ وهم بدورهم،عند عودتهم إلى بلادهم، ينقلون تلك الخبرات إلى لآخرين، فتتسع دائرة السياحة الدينية، ويتشجع الكثيرون على المجئ لاكتشاف أم الدنيا.

وبالفعل فقد استقبلنا، في الأونة الأخيرة، العديد من الوفود القادمة من مختلف البلدان الأوروبية.