بعد 50 عاما من الفراق.. شريفة فاضل تجتمع مع نجلها الشهيد

أخبار مصر

شريفة فاضل
شريفة فاضل

 

رحلة طويلة من الغناء، سطرت خلالها تاريخا فنيا طويلا، ورغم تتابع الأجيال، إلا أنها تمكنت من الحفاظ على مكانتها في قلوب محبيها، فهي «أم البطل» الفنانة شريفة فاضل، رحلت عن عالمنا في الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد الموافق 5 مارس 2023، الفنانة القديرة شريفة فاضل عن عمر يناهز  (84سنة)، بعد  50 عام على رحيل ابنها الشهيد في حرب الاستنزاف، وأقيمت صلاة الجنازة اليوم على الفنانه الرحله في مسجد السيدة نفيسة بعد صلاة العصر وسط حرص العديد من أقاربها على حضور الجنازة.

وغادرت الفنانة الكبيرة شريفة فاضل عالمنا بعد رحلة حياة مليئة بالفن والفرح والأحداث الفنية والإنسانية، وبعد أن أعطت جزءًا من قلبها لوطنها، وأصبحت والدة بطل وسجّلت اسمها في قلوب الملايين من الناس بأعماله الخالدة التي ستبقى لأجيال.

وكانت الإعلامية بوسي شلبي قد أعلنت عن أنه سيتم دفن الراحلة شريفة فاضل في مقابر العائلة بالسيدة عائشة بمقابر الإمام الشافعي.

وكانت نجلة الفنانه رجاءالجداوي، أميرة مختار قد كشفت عن خبر وفاة الفنانة شريفة فاضل، حيث شاركة صورة لها عبر حساب والدتها بموقع التواصل الاجتماعى «إنستجرام»، وعلقت عليها قائلة: «الله يرحمك يا طنط شريفة إنا لله وإنا اليه راجعون طنط شريفة فاضل في ذمه الله.

وستستعرض لكم بوابة الفجر أبراز اللحظات المؤثرة في حياة الفنانة الراحله من خلال التقرير التالي 

شريفة فاضل 

من هي شريفة فاضل

اسمها الحقيقي هو فوقية محمود أحمد ندا وشهرتها شريفة فاضل، واحدة من مطربات الجيل الذهبي، ولدت في القاهرة أواخر الثلاثينيات يوم  15 سبتمبر 1928، وعقب انفصال والديها، انتقلت هي وأخواتها للعيش مع زوج والدتها ابراهيم باشا الفلكي، أحد أثرياء مصر، وغنت أمام الملك فاروق الذي أبدى اعجابه بصوتها، وورثت شريفة حلاوة الصوت وقوته من جدها الشيخ أحمد ندا مؤسس مدرسة التلاوة الحديثة وأحد أعظم قراء القرآن الكريم، وتدربت منذ صغرها على الإنشاد الديني والموسيقى على أيدى كبار  المنشدين والموسيقىن. والتحقت بمعهد الفنون المسرحيه، واكتشفها للعمل في السينما عمر جميعي

حياة شريفة فاضل

وتزوجت  شريفة من المخرج السيد بدير الذي أسند إليها بطولات العديد من الأعمال الفنية، وفي فترة الستينيات حققت نجاحا كبيرا بأغنية «حارة السقايين»، وقدمت فيلمًا بنفس الاسم، وفي فترة السبعينيات استشهد ابنها الضابط "سيد السيد بدير" في الحرب، وغنت أغنية «أم البطل»، أثناء حرب أكتوبر، وحققت الأغنية نجاحا كبيرا.

 

بداية الشهرة

وبدأت شريفة الغناء عندما طلب رجل الأعمال (السيد ياسين) من والدتها، مشاركتها في فيلم (الأب)، ثم شاركت وهي في عمر الرابعة عشر بفيلمي (أولادي، وداعًا يا غرامي).

والتحقت بمعهد التمثيل كمستمعة نظرًا لصغر سنها في ذلك الوقت، ثم التحقت بعدها بالاذاعة، لتشارك في العديد من الأفلام منذ أواخر الخمسينيات وحتى الثمانينات كممثلة ومطربة منها (حارة السقايين، مفتش المباحث، سلطانة الطرب)

أشهر أغاني شريفة فاضل

وتركت شريفة فاضل العديد من الأغاني التي مازالت تترك أثر حتي الآن في المجتمع المصري ومنها:

 امانه يا بكره،حارة السقايين، ام البطل، سألت فين حينا، يا حلو فهمنا، مبروك عليك يا معجبانى يا غالى، ورق العنب، اه يالمكتوب، الليل موال العشاق

، فلاح كان فايت، والله لسه بدري والله يا شهر الصيام والتي تعد الأغنية الأشهر لوداع شهر رمضان.، الليل، ياشيخ مسعود.  ،"أسمر يا سمارة".

أشهر الأفلام التي قدمتها

وقدمت شريفة فاضل مجموعة متنوعة من الأفلام مثل "سلوى في مهب الريح"، "غازية من سنباط"، "مفتش المباحث"، "سلطانة الطرب"، امرأة حائرة (1978)، الراعية الحسناء (1976)، الحب والثمن (1970)،حارة السقايين (1966)، ليلة رهيبة (1957)، أولادى (1951)، وداعا يا غرامى (1951)، اللعب بالنار (1948)، الاب (1947)، واختتمت مشوارها السينمائي بفيلم "تل العقارب" عام ١٩٨٥.

شريفة فاضل بجوار نجلها الشهيد

شريفة فاضل تتحدث عن رحيل نجلها

وكانت صدمة عمر الفنانة الكبيرة وهى فى أوج تألقها حين استشهد ابنها البطل الطيار سيد السيد بدير فى حرب الاستنزاف، فأصيبت بصدمة شديدة، وتوقفت لفترة عن الغناء،

وقالت أم البطل: "استشهد ابنى خلال حرب الاستنزاف وقبل انتصارات أكتوبر وكان عمره 20 سنة، بعد تخرجه وتلقيه تدريبات على الطيران فى روسيا، كان ابنى الكبير وأول فرحتى، وتوقفت عن الغناء بعد هذه الصدمة".

سبب العودة للغناء من جديد

وعن عودتها للغناء بعد هذه الصدمة قائلة: "فرحت لما انتصرنا فى أكتوبر وطلبت من صديقتى الشاعرة نبيلة قنديل تكتب أغنية عن أم البطل المقاتل، علشان كل أمهات الأبطال اللى استشهدوا واللى انتصروا، ونبيلة قعدت فى غرفة ابنى الشهيد نص ساعة، وخرجت ومعها كلمات أغنية أم البطل، وبكيت وأغمى عليا لما سمعت الكلمات، وبعدها طلبت من الملحن على إسماعيل تلحينها وذهبت إلى الإذاعة لتسجيلها".

 

لحظات التسجيل

وتحدثت فاضل  "كلمات الأغنية كانت صعبة عليا، واتأثرت وأغمى عليا أكتر من مرة وأنا باغنيها، لدرجة إن فايزة أحمد قالتلى ما دام مش قادرة تغنيها بلاش، لكن أصريت وسجلتها فى يوم واحد، وكنت دايما باغنيها آخر أغنية فى الحفلات علشان ما بقدرش أغنى بعدها، وأصبت بنزيف فى الشرايين وأنا بغنيها فى إحدى الحفلات وتوقفت فترة عن الغناء والدكاترة منعونى من غنائها ولكن مسمعتش تعليماتهم ".

المسيقار محمد الموجي

شخصيات مؤثرة في حياة الراحلة

وخلال لقاء نادر لها عبر برنامج «خمسة أوسكار»، كشفت الراحلة شريفة فاضل عن أبرز 5 شخصيات أثروا في حياتها، وروت أنّ

. والدتها هي أبرز من أثر في مشوارها وحياتها، إذ شجعتها على الفن في وقت رفض والدها ذلك «زمان الفن كان صعب، فأول حد شجعني على الفن وإني أغني وأقدر أكون شريفة فاضل هي أمي».

أول أغنية لشريفة فاضل

وكان الموسيقار محمد الموجي، أبزر الشخصيات التي أثرت في حياة شريفة فاضل، فأول غنوة في حياتها كانت «أمانة يا بكرة»، وقالت «أول غنوة في حياتي الفنية كانت سهرني يا بكرة وكانت سبب شهرتي، وكانت الموسيقى لمحمد الموجي».

 

أغنية «خليك بعيد» لرياض السنباطي

وتحدثت الفنانة الراحلة عن أن الملحن والموسيقار رياض السنباطي ممن أثروا في حياتها الفنية، إذ كانت أول أغنية عاطفية من ألحانه، وهي «خليك بعيد»، وقالت عنها «الأغنية دي كانت المفروض معمولة لأم كلثوم سيدة الغناء، لكن رياض السبناطي أدهالي أنا لأنه مقتنع بصوتي، وكنت أتمنى السنباطي يعمل لي أغاني، وربنا حقق لي ده بالأغاني اللي جابهالي».

 

وكانت آخر الشخصيات التي أثرت في حياتها ومشوارها هو الفنان منير مراد، حيث لحن لها معظم الأغاني التي نجحت ونالت شهرة واسعة حينها، مثل أغاني «حارة السقايين، فلاح، الشيخ مسعود، الليل».

نعي الراحلة

ونعت الفنانة صفاء أبو السعود، الفنانة الكبيرة شريفة فاضل، وقالت إن الفنانة الكبيرة شريفة فاضل هي واحدة من أشهر أيقونات الفن في العالم العربي، وشاركت بأعمالها في إثراء حياتنا الفنية بعشرات الأفلام والمسرحيات والأغاني التي لا زالت تتردد بنجاح كبير حتى اليوم، رحم الله سلطانة الطرب وأم البطل شريفة فاضل. التي رحلت عن عالمنا في ساعة مبكرة من صباح اليوم بعد مسيرة حافلة بالأعمال الفنية النادرة.