ما طريقة الاحتفال بليلة النصف من شعبان ؟

تقارير وحوارات

ليلة النصف من شعبان
ليلة النصف من شعبان

 


مع الاقتراب ليلة النصف من شعبان التي تعتبر من الليالي المباركة التي يحتفل بها ملايين المسلمين حول العالم ولكن تختلف الطرق، وتبدأ  من مغرب ليلة 14 من الشهر العربي وحتى فجر اليوم التالي.


من هنا قامت بوابة الفجر الالكترونية باستعراض طرق الاحتفال بهذا الليلة المباركة.

 


حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان

 

اختلف المسلمون حول مشروعية الاحتفال بليلة النصف من شعبان، فقال البعض إنه لا يُعرف في صحيح السنة المطهرة مشروعية تخصيص هذه الليلة للقيام والصلاة والذكر وقراءة القرآن، أو توزيع الحلوى وإطعام الطعام ونحو ذلك.

بينما رأى البعض الآخر، ومنها دار الإفتاء المصرية، أن الاحتفال بليلة النصف من شعبان وإحياء ليلها وقيامه وصيام نهارها مباح شرعا؛ لما فيه من خير كثير وليس بدعة.

وقالت الدار إن "ليلة النصف من شعبان من مواسم الخير التي خص الله تعالى الأمةَ الإسلامية بكثير منها، لذا يُستحبُّ صيامُ نهارها، وقيام ليلها، والتقرب إلى الله فيها بالذكر والدعاء".

وورد سؤال لدار الإفتاء المصرية نصه: "نقوم منذ أمد بعيد بالاحتفال بليلة النصف من شعبان، وذلك باجتماع أهل القرية شيبة وشبابًا وأطفالًا ونساءً بالمسجد لصلاة المغرب، وعقب الصلاة نقوم بقراءة سورة يس 3 مرات يعقب كل مرة قراءة الدعاء بالصيغ التي وردت في القرآن الكريم والدعاء للإسلام والمسلمين.

وكنا سابقًا ندعو بدعاء نصف شعبان المعتاد؛ وذلك بطريقة جماعية وجهرية، وقد استبدلناه بالدعاء من القرآن الكريم. فما رأى الدين في الاحتفال بليلة نصف شعبان بهذه الصورة؟".

وجاء رد الدار كالآتي: "لا بأس بالاحتفال بليلة النصف من شعبان بالكيفية المذكورة؛ فإن ذلك داخلٌ في الأمر بإحياء هذه الليلة كما في قوله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا يَوْمَهَا؛ فَإِنَّ اللهَ يَنْزِلُ فِيهَا لِغُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ: أَلَا مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ؟ أَلا مُسْتَرْزِقٌ فَأَرْزُقَهُ؟ أَلا مُبْتَلًى فَأُعَافِيَهُ؟ أَلَا كَذَا أَلَا كَذَا...؟ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ» رواه ابن ماجة.

بينما قال الدكتور علي جمعة، مفتي مصر السابق، إنه "لا بأس بقراءة سورة يس 3 مرات عقب صلاة المغرب جهرًا في جماعة؛ فإن ذلك داخل في الأمر بإحياء هذه الليلة، وأمر الذكر على السعة، وتخصيص بعض الأمكنة أو الأزمنة ببعض الأعمال الصالحة مع المداومة عليها أمر مشروع ما لم يعتقد فاعلُ ذلك أنه واجب شرعي يأثم تاركه؛ فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: "كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَأْتِي مَسْجِدَ قُبَاءٍ كُلَّ سَبْتٍ مَاشِيًا وَرَاكِبًا" رواه البخاري، قال الحافظ ابن حجر في "الفتح".
إحياء ليلة النصف من شعبان
وأكد جمعة أن إحياء ليلة النصف من شعبان على الصفة المذكورة أمر مشروع لا بدعة فيه ولا كراهة، بشرط ألا يكون على جهة الإلزام والإيجاب، فإن كان على سبيل إلزام الغير وتأثيم من لم يشارك فيه فإنه يصبح بدعة بإيجاب ما لم يوجبه الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم، وهذا هو المعنى الذي من أجله كَرِه مَن كَرِه مِن السلف إحياء هذه الليلة جماعةً، فإن انتفى الإيجاب فلا كراهة.

إحياء الليلة في المسجد 
 

ذهب جمهور الفقهاء إلى كراهة الاجتماع لإحياء ليلة النصف من شعبان وليلتي العيدين في المساجد، لأنه لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة، فأنكره أكثر العلماء من أهل الحجاز منهم: عطاء وابن أبي مليكة وفقهاء أهل المدينة وأصحاب مالك وغيرهم، وقالوا ذلك كله بدعة ولم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه.

واختلف علماء الشام في صفة إحياء ليلة النصف من شعبان، وقال الحافظ ابن رجب في "لطائف المعارف": "اختلف علماء أهل الشام في صفة إحيائها على قولين؛ أحدهما: أنه يُستحب إحياؤها جماعةً في المساجد. كان خالد بن معدان ولقمان بن عامر وغيرهما يلبسون فيها أحسن ثيابهم ويتبخرون ويكتحلون ويقومون في المسجد ليلتهم تلك، ووافقهم إسحاق بن راهويه على ذلك، وقال في قيامها في المسجد جماعة: ليس ذلك ببدعة، نقله عنه حرب الكرماني في مسائله. والثاني: أنه يُكرَهُ الاجتماع فيها في المساجد للصلاة والقصص والدعاء، ولا يكره أن يُصلي الرجل فيها بخاصة نفسه، وهذا قول الأوزاعي إمام أهل الشام وفقيههم وعالمهم".

بينما استحب بعض العلماء قيام مثل ليلة النصف من شبعان وليلة القدر فرادى، وقال بعضهم: لا بأس باجتماع الناس بمكان كالمسجد لإحيائها جماعة.

احتفالا بليلة في الدول العربية

تحتفل أغلب الدول العربية والإسلامية بليلة النصف من شهر شعبان وإن كانت مظاهر إحيائها مختلفة ومتنوعة، ومن أبرزها:

في مصر، اعتادت وزارة الأوقاف تنظيم احتفالية لإحياء ليلة النصف من شعبان بأحد مساجدها الشهيرة عقب صلاة العشاء يوم 14 شعبان.

الاحتفال عادة يبدأ بتلاوة ما تيسر من القرآن الكريم، ثم كلمة للدكتور رئيس جامعة الأزهر حول الدروس والعبر المستفادة من هذه الذكري الكريمة، فيما يلقي كلمة الوزارة وكيل وزارة الأوقاف لشؤون المساجد والقرآن الكريم، حول إمكانية ترجمة دروس ذكري ليلة النصف من شعبان، لتحقيق نهضة الأمة الإسلامية، وتحسين أحوال شعوبها، ثم يختتم الاحتفال بابتهالات دينية حول تلك المناسبة، ويشارك في الاحتفال لفيف من قيادات الأزهر، والأوقاف، والقيادات الدينية، والسياسية، وسفراء الدول العربية، والإسلامية بالقاهرة.