كل ما تريد معرفته عن عمرة شهر رمضان ومناسكها

إسلاميات

عمرك رمضان
عمرك رمضان

تعرّف العمرة في الاصطلاح الشرعي بأنّها عبادةٌ لله تقوم على عدّة أركانٍ لا بدّ من إتيانها، ولها الكثير من الفضائل، يُذكر منها: مغفرةالله -تعالى- للمعتمر الذي لا يرتكب المعاصي؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَن أَتَى هذا البَيْتَ، فَلَمْ يَرْفُثْ، وَلَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كما وَلَدَتْهُ أُمُّهُ)

كما يُكفّر الله عن المعتمر الذنوب بين العمرتين، وينفي عنه الفقر، ويستجيب له دعاءه، ومن الأحاديث التي بيّنت ذلك قول النبي: (تابِعوا بينَ الحجِّ والعُمرةِ فإنَّهما ينفيانِ الفقرَ والذُّنوبَ كما ينفي الكيرُ خبَثَ الحديدِ والذَّهبِ والفِضَّةِ).

كما أنّ العُمرة بالنسبة للنساء بِمقام الجهاد للرجال، لحديث النبي الذي سألته فيه عائشة -رضي الله عنها- عن جهاد النساء فأجابها: (نعَم عليهِنَّ جِهادٌ لا قِتالَ فيهِ: الحجُّ، والعُمرةُ)،والمُعتمر يُعدّ زائرًا لله تعالى، لحديث النبي عليه الصلاة والسلام: (وفْدُ اللهِ ثلاثةٌ: الحاجُّ والمعتمِرُوالغازي).

 

كيفية أداء العمرة

كيفية أداء العمرة إن للعمرة أركانًا لا بدّ من تحقّقها والقيام بها، إلّا أنّ علماء المذاهب الفقهية الأربعة تعددت أقوالهم في تحديدها مع اتّفاقهم بأنّ الإحرام يقدّم على جميع الأعمال.

 

أقول المذاهب الأربعة

القول الأول: ذهب المالكية والحنابلة إلى القول بأنّ للعمرة ثلاثة أركان وهي: الإحرام، والطواف، والسعي بين الصفا والمروة.

القول الثاني: ذهب الشافعية إلى القول بأن العمرة قائمةً على خمسة أركان، وهي: الإحرام، والطواف، والسعي، وحلق أو تقصير الشعر،والترتيب بين الأركان.

القول الثالث: ذهب الحنفية إلى اعتبار أن للعمرة ركنًا واحدًا يتمثّل بالإتيان بأربعة أشواطٍ فأكثر من الطواف، واعتبروا أن الإحرام للعمرة شرطٌ لها، أما السعي بين الصفا والمروة والتحلّل من الإحرام فمن الواجبات.


الإحرام

يُعرّف الإحرام بنية الدخول في العمرة، ويُسنّ للمعتمر التلبية حين الإحرام عند الجمهور من العلماء بخلاف الحنفية الذين ذهبوا إلى القول بأنّ التلبية شرطٌ، وتكون بقول: "لبيك اللهم لبيك".

شروط الإحرام

يُشترط لصحة الإحرام الإسلام والنية.

مستحبات الإحرام

يسنّ للاستعداد للإحرام بالعمرة الاغتسال بأي كيفيةٍ كانت، وقصّ الشارب والأظافر، والأخذ من شعر الإبط، كما يُسنّ التطيّب في البدن فقط دون أن يمسّ الطيب شيئًا من الثوب، ويُسنّ أيضًا لبس ملابس الإحرام؛ وهي الإزار والرداء، والأفضل أن يكونا أبيضين جديدين مغسولين.

كما يسنّ لبس النعل.وصلاة ركعتين بنية سنة الإحرام، ويُسنّ للرجل رفع صوته بالتلبية، أمّا المرأة فتخفض صوتها بها مع الاستمرار بها إلى حين البدء بالطواف، ويجوز للمُحرم خلع ملابس الإحرام أو تغييرها، أمّا المرأة فيجوز لها لبس ما شاءت من الثياب.

محظورات الإحرام

حرّم الإسلام على المعتمر بعد إحرامه فعل بعض الأمور المُباحة عادةً، وهي ما تُسمّى بِمحظورات الإحرام، وهذه المحظورات منها ما هوخاصٌ بالرجال، ومنها ما هو مُتعلقٌ بالنساء، ومنها ما هو مُشتركٌ بينهما، وبيانها فيما يأتي:

المحظورات المُشتركة بين الرجال والنساء

  • وهي: حلق شعر الرأس أو نتفه أو قَصّه لقوله -تعالى-: (وَلَا تَحْلِقُوا رُؤوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ*)،وكذلك إزالة باقي شعر الجسم قياسًا  على شعر الرأس.
  • مسّ الطيب، فيحرم على المُحرم وضع العطر على بدنه أو على ملابس الإحرام لقول النبي في الرجل الذي مات مُحرمًا: (اغْسِلُوهُ بمَاءٍوسِدْرٍ*، وكَفِّنُوهُ في ثَوْبَيْنِ، ولَا تَمَسُّوهُ طِيبًا، ولَا تُخَمِّرُوا* رَأْسَهُ، ولَا تُحَنِّطُوهُ*، فإنَّ اللَّهَ يَبْعَثهُ يَومَ القِيَامَةِ مُلَبِّيًا).
  • عقد النكاح، فلا يجوز للمُحرم أن يبرم عقد الزواج لنفسه أو لغيره وكالةً  لقول النبي: (إنَّ المُحرمَ لا يَنْكِحُ ولا يُنْكِحُ).
  • قتل صيد البر أو الإعانة على صيده، أمّا صيد البحر فيجوز لقوله تعالى: (أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا).
  • المُباشَرة* سواءً أكانت باللمس أو التقبيل بشهوةٍ، وكذلك الجِماع.

 

المحظورات الخاصة بالرجال

  • وهي: تغطية الرأس أو بعضه إلّا لعذرٍ، وأمّا الاستظلال بشيءٍ كالمظلّة فإنّه جائزٌ.
  • لبس المخيط والمحيط، وهو اللباس المُعتاد كالقميص والإزار والخفّ الذي يغطّي الكعبين، وقد سئل النبي عن صفة لباس المُحرم فقال: (لَا يَلْبَسُ القُمُصَ، ولَا العَمَائِمَ، ولَا السَّرَاوِيلَاتِ، ولَا البَرَانِسَ، ولَا الخِفَافَ إلَّا أحَدٌ لا يَجِدُ نَعْلَيْنِ، فَلْيَلْبَسْ خُفَّيْنِ، ولْيَقْطَعْهُما أسْفَلَ مِنَ الكَعْبَيْنِ).

 

المحظورات الخاصة بالنساء

  • وهي لبس النقاب أو البُرقع أو القُفازين، ويجوز للمرأة إنزال شيءٍ على وجهها لئلا يراها الأجانب حتى وإن مسّ وجهها عند المالكيةوالحنابلة، أمّا الحنفية والشافعية فقد اشترطوا عدم ملامسة الشيء الساتر لوجهها لحديث النبي: (المُحْرِمَةُ لا تَنتقِبُ، ولا تلبَسُ القُفَّازَيْنِ).