أمريكا والصين تتعهدان بتحسين التواصل تجنبا لتفاقم التوترات

عربي ودولي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

عقد كبار المسؤولين الاقتصاديين في الولايات المتحدة والصين اجتماعهم المباشر الأول، اليوم الأربعاء، وتعهدوا بتحسين اتصالاتهم كوسيلة لتجنب مواجهة أكثر خطورة خلال فترة تشهد توترات متصاعدة.

قالت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين، في تصريحات علنية موجزة بداية المحادثات مع نائب رئيس مجلس الدولة في الصين "ليو هي" في زيورخ: "نتشارك مسؤولية إظهار أن الصين والولايات المتحدة يمكنهما إدارة خلافاتهما ومنع من أن تتحول إلى أي شيء قريب من الصراع".


وأضافت "يلين": "رغم أنه لدينا مناطق خلافية – سنبلغ عنها بشكل مباشر - يجب ألا نسمح لسوء الفهم، خاصة الناشئ عن نقص التواصل، أن يُحدث تدهور في علاقتنا الاقتصادية والمالية الثنائية دون داعٍ".

بدوره، كان "ليو" حريصًا أيضًا على إظهار تفاؤله رغم إقراره بوجود توترات، وقال في تصريحات معدة سلفًا: "نحن نواجه مشاكل، لكن كما قال الرئيس شي، لدينا كوكب أرض واحد فقط وهناك دائمًا حلول أكثر من المشاكل"، مضيفًا أنه يتطلع إلى "تواصل وتنسيق جاد بشأن شؤون الاقتصاد الكلي وتغير المناخ والقضايا الأخرى ذات الاهتمام المشترك".


التقى الطرفان في فترة تسعى فيه القوى السياسية والاقتصادية الرائدة إلى إحياء المشاركة حتى في الوقت الذي يتنافسان فيه على عدد من النقاط الساخنة، بدءًا من التكنولوجيا، والتجارة والديون وصولًا إلى تايوان وأوكرانيا.

من غير المتوقع أن يحل اجتماع زيورخ أي قضايا رئيسية، علاوة على ذلك، من المرجح أن تكون أي علاقة تبنيها يلين مع "ليو" في منصبه الحالي قصيرة الأجل، إذ من المتوقع أن يتنحى خلال الأشهر المقبلة بسبب تعيين الرئيس شي جين بينج لدائرة داخلية جديدة من المسؤولين، لكن رغم ذلك، يمثل الاجتماع خطوة متواضعة إلى الأمام في فترة تجدد اللقاءات التي بدأت بحذر في العام الماضي.


عقد الرئيسان جو بايدن  و "شي" أول اجتماع مباشر بينهما في نوفمبر على هامش قمة "مجموعة العشرين" في إندونيسيا، ويخطط وزير الخارجية أنتوني بلينكن لزيارة بكين الشهر المقبل.

من جهتها قالت غيتا غوبيناث، المسؤولة الثانية في "صندوق النقد الدولي"، لمراسلة تلفزيون "بلومبرج" فرانسين لاكوا خلال "المنتدى الاقتصادي العالمي" في دافوس بسويسرا اليوم الأربعاء: "إننا نشهد بالتأكيد مزيدًا من المشاركة بين الولايات المتحدة والصين.. هذه الاجتماعات حاسمة.. فهذان هما أكبر اقتصادين في العالم.. من المهم بالنسبة لبقية العالم أن يعملا معًا بشكل وثيق".


يمكن أن تشهد الخطوة التالية في تحسين العلاقات سفر "يلين" إلى بكين هذا العام، إذ إنها أبدت استعدادها لمثل هذه الزيارة، لكن لم يتم الإعلان عن أي خطط بشأنها.

بصرف النظر عن الاتفاق في وجهات النظر بشأن اقتصاداتهم، إلا أن لدى "يلين" و"ليو" العديد من الموضوعات الخلافية التي يجب معالجتها.

دفعت "يلين" من أجل "دعم الأصدقاء" لتعزيز سلاسل التوريد عن طريق تقليل اعتماد الولايات المتحدة وحلفائها على الصين في السلع الحيوية، في غضون ذلك، تحاول الولايات المتحدة حرمان الصين من الوصول إلى تكنولوجيات معينة، بما في ذلك أشباه الموصلات المتطورة، مما دفع بكين إلى اتهام واشنطن بالحمائية الاقتصادية.

أبقت إدارة "بايدن" على مجموعة من الرسوم الجمركية المفروضة في عهد الرئيس دونالد ترامب، وواجهت بكين بشأن ما تعتبره انتهاكات لحقوق الإنسان، وممارسات تجارية غير عادلة، وتهديدات للأمن القومي للولايات المتحدة.

قالت راشيل زيمبا، الزميلة البارزة في مركز الأمن الأمريكي الجديد، قبل اجتماع الأربعاء: "إنهم يتحدثون بطريقة ربما تتجنب التصعيد غير المقصود للتوترات، هناك أيضًا قضايا عالمية، مثل تغير المناخ أو ديون الدول النامية، لا يمكن حلها، ولا يمكن معالجتها، دون تحدث الولايات المتحدة والصين مع بعضهما البعض".

ودعت "يلين" الصين إلى تكثيف انخراطها في الجهود المتعددة الأطراف لإعادة التفاوض بشأن ديون بعض أفقر دول العالم، وتأتي محطة "يلين" في زيورخ في طريقها إلى إفريقيا، حيث ستزور زامبيا، التي تكافح لإعادة هيكلة 12.8 مليار دولار من الديون الخارجية التي يُستحق ثلثها لصالح الصين.