باحث علاقات دولية: ما حدث فى البرازيل لم يكن مفاجأة والأحداث شبيهه باقتحام الكابيتول الأمريكي (خاص)

عربي ودولي

أحداث البرازيل -
أحداث البرازيل - أرشيفية

اقتحم مئات من مناصري الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو، الأحد الماضي، مقارّ الكونغرس والمحكمة العليا وقصر بلانالتو الرئاسي في برازيليا، بعد أسبوع من تنصيب لويس إيناسيو لولا دا سيلفا رئيسًا للبلاد.

وأدان الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا اقتحام "مخرّبين فاشيّين" مقارّ الكونغرس والمحكمة العليا وقصر بلانالتو الرئاسي، قائلا: "سنجدهم كلّهم وسيُعاقَبون جميعًا".

وفي السياق ذاته، قال محمد ربيع، الباحث في العلاقات الدولية:'إن الأزمة السياسية فى البرازيل لم تكن مفاجأة خصوصًا أن هناك مؤشرات سابقة تؤكد أن المشهد في البرازيل بعد مجيء لولا دا سيلفا لم يمر بسلام".

وأضاف “ربيع” فى تصريحات خاصة لبوابة “الفجر”:" أنصار الرئيس السابق بولسونارو لم يقبلوا بنتائج الانتخابات التى تم الإعلان عنها نهاية أكتوبر 2022، وبدأو في عمليات إضراب وقطع للطرقات، وهو الأمر الذي استمر حتي يوم التنصيب، فقد تجمع مجموعة من أنصار بولسونارو الرافضين لنتائج الانتخابات ومطالبة الجيش بالتدخل لمنع لولا من تولي مقاليد الحكم، إلى أن تفاقم المشهد بدعوات البولسونارستا "مؤيدي بولسونارو" لإقتحام القصر الرئاسي والمحكمة العليا ومجلس النواب".

المشهد مرتبك

وأكد الباحث في العلاقات الدولية، أن المشهد السياسي في البرازيل مازال مرتبك ومنقسم للغاية خصوصًا أن لولا قد فاز بفارق ضئيل جدًا على منافسة لا يتجاوز 1% وهو ما يجعل الوضع السياسي والاجتماعي في حالة استقطاب مستمر فضلا عن أن مجلسي البرلمان والشيوخ يسيطر عليهم الحزب اللبرالي "حزب بولسونارو" حيث يتملك قرابة 99 مقعد في البرلمان و14 مقعد في الشيوخ في حين يسيطر حزب العمال وهو حزب لولا دا سيلفا على ٦٨  مقعد في النواب و14 مقعد في الشيوخ.

وشدد "ربيع" على أنه لا يمكن لأحد أن ينكر إمكانية الرئيس البرازيلي الحالي لولا دا سيلفا في احتوء المشهد السياسي في البرازيل خاصة وأنة يدرك منذ اليوم الأول لإعلان نتائج الانتخابات هذه التحديات خاصة وأنه أكد وقت إعلان نتائج الانتخابات أنه جاء رئيسًا لكل البرازيليين وأنه سيحكم 215 مليون برازيلى، ليس فقط أولئك الذين صوتوا له، مؤكدًا أن البلد تحتاج إلى السلام والوحدة، وأن الوقت قد حان لإلقاء الأسلحة. 

الكابيتول بأمريكا
 

وأضاف باحث العلاقات الدولية: "في سياق المشهد في البرازيل والذي شبه الكثير بأحداث لكابيتول بالولايات المتحدة الأمريكية، هناك تاثيرات كثيرة دفعت البولسونارستا إلى الاقتحام منه رفض الرئيس السابق بولسونارو الاعتراف بصورة مباشرة بنتائج الانتخابات اضافة إلى دعم بعض اعضاء الحزب اللبرالي للتركات في الشارع وهو ما عبر عنه الرئيس البرزيلي لولا بأنه سوف يعاقب المتورطين اضافة إلى ذلك عامل التعصب الشديد لبولسونارو الذي شكك في نظام التصويت اللالكتروني.

وأكد الباحث في الشئون الدولية، أن التحديات المطروحة أمام لولا دا سيلفا هي تحديات كثيرة لم تكن سياسية فقط فهناك أزمة اقتصادية عالمية تواجه البلاد ويعول علية الموطنين في انقاذ البلاد من ازمتها الحالية وتخفيض معدلات البطالة والتضخم، فضلا عن رويته في حماية غابات الامازون.
واختتم “ربيع” تصريحاته، قائلا:" لا يمكننا فصل المشهد في البرازيل عن سياق الأحداث الإقليمية في الدول اللاتينية بيرو الجار البرازيلي والذي شهد منذ أيام عزل الرئيس بترو كاستيو فضلا عن موجة المدي الوردي التي شهدها المنطقة اللاتينية وتقلق الولايات المتحدة الأمريكية من أن هذا الصعود وبرغم كونه ديمقراطيًا إلا أنه قد يأتي بحلفاء يسببون ازعاجًا لواشنطن خاصة في ظل رفض قادة الدول اللاتينية للسياسات الامريكية المتبعة تجاه دولهم".