منال لاشين تكتب: لعنة شريف أبوالنجا على مشروع ٥٧٣٥٧

مقالات الرأي

منال لاشين
منال لاشين

 


لو انتهى هذا العام بخلع الدكتور شريف أبوالنجا من مستشفى المشروع العظيم ٥٧٣٥٧ لكان عامًا سعيدًا رغم كل شىء والكثير من الأسباب والأشياء أيضا، وعن نفسى أعتبر الدكتور شريف شخصية ٢٠٢٠ بتعريف التايمز الشهير لشخصية العام ( فعل شيئًا سيترك أثرًا إيجابيًا أو سلبيًا.

إذا لم يرحل أبوالنجا من المستشفى فلن ولم تقم لها قائمة بعد أزمة ثقة عنيفة ناتجة عن تصرفات وإجراءات وكلام الدكتور شريف أبوالنجا، وآخرها المداخلة الكارثية التى أجراها منذ أيام لدعم المستشفى التى تواجه شبح الإفلاس ثم الإغلاق من ناحية وللرد على الاتهامات التى تتعلق بثوب المشروع منذ سنوات، ولكن وكالعادة فشل فى تحقيق الهدفين وترك أثرًا سيئا على التبرعات فى وقت تشتد فيه الحاجة إلى علاج كل طفل مريض أو مواطن كبير فى مصر.

مغالطات مستمرة 

أول مغالطة ما ردده الدكتور شريف من مقارنة بين ما يحصل عليه فى المستشفى الخيرى، وما كان سيحصد من عيادته الخاصة لو عاد إليها، وإن لم تخنى الذاكرة فإن كشف الدكتور شريف كان ٢٠٠ جنيه مع بداية علاقته بالمشروع لأن الدكتور شريف لاعب رئيسى منذ اللحظة الأولى، وإن لم يكن المدير فى فترة من الفترات.

لأن هذه المقارنة تكشف عن خلط مخل فى مفهوم المشروع الخيرى، فلو قارن الدكتور مجدى يعقوب بين دخله فى لندن أو حتى دخله لو افتتح مستشفى خاصًا أو تعامل مع كبرى المستشفيات فى مصر، لكان دخل الدكتور العظيم مجدى يعقوب لا يقل عن مليون دولار فى الشهر.

ولم أفهم حكاية (حسنة وأنا سيدك) التى يتبعها الدكتور شريف مع المشروع الخيرى وذلك حسب تقرير التضامن اللطيف، فبحسب التقرير الصادر بعد حملة الكاتب الكبير وحيد حامد مرتب الدكتور شريف ١٥٠ ألف جنيه شهريا، يتبرع بـ٨٠ ألفًا للمستشفى، وهذه نكتة سخيفة فلماذا لا يكتفى الدكتور شريف بمرتب ٧٠ ألف جنيه، ويعطى قدوة لبقية كبار العاملين بالمشروع بتخفيض سقف المرتبات لأننا نعمل فى مشروع خيرى.

وبالطبع لا أقصد أن يحصل الطبيب أو الممرضة أو الصيدلى على مرتبات الحكومة، ولكن من الظلم لأصحاب التبرعات والمرضى أيضا أن يحصلوا على مرتبات ودخول أكبر من مثيلها فى القطاع الخاص بمصر، لأن مقارنة المرتبات بالخارج فيه ظلم كبير للمرضى الأطفال، فالمرتبات يجب ألا تزيد على الإطلاق عن سقف القطاع الخاص المتوسط، باستثناءات للكفاءات النادرة بالفعل فى مجال العلاج، واشتراط التفرغ الذى استند إليه تقرير التضامن لا يعد مسوغا للمرتبات الفلكية، لأن التقرير يناقض نفسه، فيؤكد أن المشروع استثنى كبار الأطباء والجراحين من شرط التفرغ لأنه لا يستطيع تعويضهم ماليًا، فالتفرغ لصغار الأطباء والممرضات والإداريين فقط، ولذلك لا يجب أن تزيد المرتبات على متوسط الأجور فى القطاع الخاص أو بالأحرى تتضاعف بحجة التفرغ، وأتحدى أن يذكر الدكتور شريف مستشفى واحدًا فى مصر مستعد أن يمنحه مرتب ٤٠٠ ألف جنيه شهريا لإدارة المستشفى، وذلك بالطبع ردا على مقولة الدكتور شريف (بيقولو باخد مرتب ٤٠٠ ألف جنيه أنا لو رجعت العيادة كشفى بـ٢٠٠٠ جنيه)

عائلة سعيدة 

ظل الدكتور شريف متمسكا بالمنصب رغم كل الشبهات التى طاردته فى المشروع وعلى رأسها عمل زوجته وزوج شقيقته فى نفس المكان، مستندا على تقرير التضامن اللطيف الذى أكد أن تعيينهما سابق على تعيين الدكتور شريف فى منصبه، وهذه نكتة أخرى غاية فى السخف، لأن الجميع يعلم نفوذ الدكتور شريف فى المشروع منذ البداية، ولكن الأمر الأخطر أن تقرير التضامن الذى أشار أكثر من مرة للمعايير الدولية التى تتبعها المستشفى، تجاهل أن أول المعايير الدولية فى المؤسسات تمنع وجود الزوجين فى عمل واحد، ولذلك كان من الواجب أن تتخلى زوجة الدكتور شريف عن منصبها ومرتبها فى اللحظة التى أصبح زوجها مديرا للمشروع، أو حتى يعوض الدكتور شريف زوجته من حر ماله أو مرتبه فى المستشفى حرصًا على سمعة المشروع الخيرى ومنعا للقيل والقال، ولكن الدكتور شريف مُصر على ألا يرحل إلا على جثة مشروع خيرى مهم ونبيل.

وبالمثل وجود زوج شقيقته يمثل وضعًا من أوضاع تعارض المصالح التى تنأى المؤسسات الدولية عن نفسها الوقوع فيه، فهذا الوضع يشى بالمحسوبية حتى إذا لم يحدث فساد.

فنكوش البحث العلمى 

من ضمن الفناكيش الخاصة بمشروع الدكتور شريف أبوالنجا، فنكوش البحث العلمى، وبصراحة لا أخفى دهشتى من صمت علماء كبار فى مصر على هذا الفنكوش، فهناك فارق بين الأخذ بالطرق الحديثة والأجهزة والأدوية الحديثة فى علاج سرطان الأطفال (أو أى مرض) من ناحية، وبين التحول إلى علاجات جديدة أو أساليب جديدة لمواجهة المرض، وما حدث فى مستشفى ٥٧ هو الأخذ بالطرق الحديثة وهى بالطبع مكلفة، ولذلك ارتفعت نسبة الشفاء فى المستشفى، ولكن هل قدم المشروع إنجازات علمية فى مجال علاج السرطان؟ هل سبقنا الجامعات الأجنبية بأبحاثنا؟ وهل مجرد إرسال بعثات من الأطباء لتعلم الأساليب الجديدة للعلاج يسمى بحثًا علميًا أم رفع كفاءة العاملين بالمستشفى، وما أهم الإنجازت العلمية لفنكوش البحث العلمى.

فناكيش عابرة للحدود 

ومن الصفات الإدارية اللصيقة بالدكتور شريف أبوالنجا اختراع كيانات كثيرة داخل وخارج مصر، بحيث يعصب على الكثير متابعة ما يحدث، وهذا واضح حتى فى تقرير التضامن الذى أشارت إليه أكثر من مرة، فهناك مستشفى وهناك أكاديمية وهناك جمعية أخرى لأصدقاء مرضى السرطان وهناك كيانات فى أكثر من دولة أجنبية لجمع التبرعات، بل وصل الأمر إلى الاشتراك بأموال المرضى الأطفال فى فنكوش المسلسلات بحجة أو دعوى أن زيادة وعى المواطن، تصوروا أن الرجل وصل به خياله إلى إنتاج الأفلام والمسلسلات فى الوقت الذى لا يستطيع المستشفى أن يستوعب حالات الأطفال المنتظرين لأبشع طريقة للموت.

ومرة ثانية وثالثة لم يتوقف تقرير التضامن عند هذه الحقيقة، كيف يجرؤ شريف على إهدار أموال علاج الأطفال على جداول انتظار الموت على إعلانات مرة وأفلام ومسلسلات مرة أخرى، ولماذا تكثف ٥٧٣٥٧ إعلاناتها على نحو مقزز ومستفز؟ بدلا من الاكتفاء بإعلانات فى حدود المعقول مثل مؤسسات أخرى مصر الخير أو مجدى يعقوب أو الأورمان أو غيرها من المؤسسات الخيرية.

ولكن أكثر الفناكيش الخاصة بإدارة الدكتور شريف لتبرعاتنا، فنكوش التبرع لمؤسسات أخرى، ولا أعرف إذا كان ذلك يدخل فى إطار المجاملة أو إطار سلبى آخر لا أحب ذكره، دعك من قيمة التبرع لكل من معهد الأورام أو مشروع ٥٠٠٥٠٠، من أذن لشريف أبوالنجا أن يأخذ من تبرعات منحها المواطن لطفل مريض بالسرطان فى مستشفى ٥٧٣٥٧ ليعطيها لمشروع آخر، خاصة أن كلًا من المشروعين لديهما حملات إعلانية جديدة وإدارة رشيدة، وبالمثل من أن لشريف أبوالنجا أن يمنح تبرعاتنا لمشروع الصرف الصحى، فإذا كان حريصًا على البيئة النظيفة فلماذا لم يخاطب الأجهزة الحكومية لإنهاء مشكلة الصرف الصحى، أم أن هذا الإهدار يدخل فى إطار المجاملة للحكومة التى يجب أن تتحمل مسئوليتها فى الإنفاق على البينة التحتية.

فى ربع ساعة الأخيرة من عام ٢٠٢٢، وفى الربع ساعة الأولى من استقبال ٢٠٢٣.

أكرر أن مشروع مستشفى ٥٧٣٥٧ يجب أن يستمر لأنه مشروع نبيل ولكى تتحقق الاستمرارية يجب أن يرحل الدكتور «شريف» فورًا عن إدارة المشروع.

ليس فى البحث العملى حياة فقط يا دكتور «شريف»، بل فى رحيلك حياة جديدة للمشروع.