ما هو حكم إحرام الحائض والنفساء للعمرة؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر

العمرة واجبة على كل مسلم ومسلمة على الأصح من أقوال العلماء، ولا يجب على المكلف إلا عمرةٌ واحدة فقط في حياته كلها، فإن فعل أكثر من عمرة فتُعد تطوعًا وللعمرة كغيرها من العبادات، أركان وواجبات ومستحبات ومكروهات ومبطلات.

ولا بد من المسلم أن يعرف هذه الأحكام، ليعبد الله على بصيرة، وليتجنب الخلل في العبادة، وفي هذه المقال سنوضح شروط العمرة، والتي هي للرجل والمرأة على حد سواء، إلا أن المرأة لها شرطٌ خاص، وهو وجود المحرم.
 


شروط العمرة للمرأة



للعمرة خمسة شروط، وهي؛ الإسلام والعقل والحرية والبلوغ والاستطاعة، وتُقسم إلى شروط وجوب، وشروط وجوب وصحة، وشروط صحة وإجزاء، وفيما يلي بيانها: شروط وجوب وصحة العمرة وهي الشروط التي يجب أن تتوفر حتى يصح أداء العمرة، أي حتى تصح العمرة لا بد من وجود هذه الشروط، وهي: الإسلام، فلو افتُرِض أن كافرًا اعتمر أو حج، فلا يصح منه، لأنه غير واجب عليه، بسبب عدم نطقه الشهادتين. العقل، فالمجنون لا يجب عليه الحج والعمرة، ولا يصح منه إذا فعله في حالة عدم مرافقة الولي، فالكافر والمجنون ليسا من أهل العبادة فلا تجب عليهما، وإن فعلاها فلا تصح.

 

شرط صحة وإجزاء العمرة 



الإجزاء أي أن يسقط الفعل عن ذمة المكلف، فإن سقط عنه تصح العبادة، وشروط الصحة والإجزاء في العمرة هي: البلوغ، فإن اعتمرت المرأة وهي صغيرة قبل البلوغ، فتصح منها العمرة، لكن لا يجزئها عن عمرة الإسلام الواجبة. الحرية، فالأمة لا يجب عليها العمرة، فإن اعتمرت وهي أمة، ثم تحررت، فلا يجزئها اعتمارها وهي أمة، عن عمرة الإسلام الواجبة. شروط وجوب العمرة وهي الشروط التي عند توفرها تجب العمرة، فإن لم توجد لا تجب العمرة، وهما شرطان الاستطاعة ووجود مَحرم، والمحرم هو أحد محارم المرأة من الذكور البالغين، وذلك كي يرافقها في سفرها للعمرة ويبقى معها حتى تعود لمنزلها، فإن اعتمرت المرأة بلا محرم، فعمرتها صحيحة ومجزئة، لكنها تأثم بذلك، وهذا هو الشرط الوحيد الخاص بالمرأة دون الرجل، والاستطاعة هي توفر وسيلة السفر، ومؤنة المعتمرة من طعام وشراب، وللاستطاعة شروط، وهي: سلامة بدن المرأة من الأمراض التي تمنعها أو تعوقها عن أداء الأركان، ويجوز لمن لا تستطيع أداء الأركان بنفسها أن تنيب غيرها. توفر ما يكفيها من المال والطعام والشراب، حتى تعود لوطنها. أمن الطريق على النفس والمال، فإن اعتمرت المرأة بمشقة، وسارت بغير وسيلة للسفر، وطعام وشراب، صحت عمرتها، وأجزأتها.

 

حكم إحرام الحائض والنفساء للعمرة 



لا يمنع الحيض والنفاس المرأة من الإحرام، فإحرامها وهي حائض ونفساء صحيح، وتنوعت آراء الفقهاء في صحة طواف الحائض والنفساء، فذهب المالكية والشافعية والحنابلة، أن الطهارة من الحيض والنفاس ومن الحدث الأصغر، شرط لصحة الطواف، وذهب الحنفية إلى أن الطهارة من الحيض ومن الحدث الأصغر واجبة، لكن يصح الطواف بدونها، أما السعي فلا يشترط له الطهارة.