حكايات السيرك القومي مع الزعيم جمال عبد الناصر والوزير ثروت عكاشة

الفجر الفني

السيرك القومى
السيرك القومى


عرف وزير الثقافة الراحل ثروت عكاشة،الذى عاش من أجل الثقافة من أعظم وزراء الثقافة  فى مصر مع قيام ثورة يوليو 1952 حيث ارتبط اسمه بإنشاء مشروعات ثقافية عملاقة حملت مشاعل التنوير للدنيا كلها وكان من أهمها الصوت والضوء وأكاديمية الفنون والثقافة الجماهيرية والسيرك القومي ومسرح البالون  هيئة المصرية العامة للكتاب وغيرها من المنارات الثقافية المضيئة حتي الآن وتظل خالدة علي مر العصور. 


 قصة إنشاء السيرك القومي في عهد الرئيس جمال عبد الناصر

 

يعتبر السيرك القومى من المشروعات الثقافية العملاقة  احد قلاع الثقافة فى مصر والوطن العربي، فى أوائل الستينيات قام الزعيم الراحل جمال عبدالناصر بزيارة ما كان يسمي آنذاك بالاتحاد السوفيتي واصطحب معه د. ثروت عكاشة وزير الثقافة وكان ضمن البرنامج الرسمي للزيارة حضوره لحفل داخل السيرك القومي الروسي وقد أعجب عبدالناصر بالمستوي المبهر للسيرك وطلب من د. عكاشة أن يتضمن الاتفاق الثقافي مع الروس إرسال خبراء في السيرك لإنشاء خيمة للسيرك في القاهرة ويخضع لإشراف وزارة الثقافة مؤكدًا أن مصر بها خبرات هائلة في هذا المجال وقادرة علي أن تمتلك سيركًا عالميًا لا يقل عن الروس.

 

جمال عبد الناصر 

مراحل تنفيذ السيرك القومى 

وبدأ مراحل تنفيذ هذا المشروع العملاق السيرك القومى من مكتب  الراحل عبدالمنعم الصاوي وكيل وزارة الثقافة في ذلك الوقت وكان  مقرها آنذاك في قصر عابدين حيث جاء إلي القاهرة الخبير الروسي »مايسترنكو« وتم تشكيل لجنة ثلاثية لمرافقته كانت تضم كلا من الفنان أحمد سالم والفنان عبدالغني أبو العينين والاستاذ حلمي عبدالجواد وهؤلاء كانوا من أعمدة وزارة الثقافة خلال تلك الفترة حيث قاموا باصطحاب الخبير الروسي لزيارة أكبر عدد من السيركات فى مصر كما قاموا بزيارة أعرق عائلتين في مصر تعملان في مجال السيرك وهما “  الحلو وعاكف”   .

عائلة الحلو 


سيرك عائلة الحلو صاحبة أول سيرك فى مصر واشتهرت فى مجال تدريب الاسود والنمور  وعائلة عاكف فى مجال فن الاوكروبات لاختيار العناصر الفنية من أصحاب المواهب لتدريبها كنواة لإنشاء السيرك المصري.
 

افتتاح السيرك القومي 

 وقد قام  الدكتور ثروت عكاشة وزير الثقافة حينذاك بالإشراف بنفسه علي إنشاء مركز تدريب لاعبي السيرك من المصريين داخل حديقة قصر عابدين والذى استمر لمدة أربع سنوات إلي أن تم تجهيز أرض وخيمة السيرك القومي في العجوزة والتي لاتزال في مكانها حتي الآن.

ثروت عكاشة 

وفى يوم افتتاح هذا الصرح الفني الكبير في وسط  مظاهرة ثقافية وإعلامية شهدها العالم كله علي الهواء مباشرة فى يوم الأربعاء 12 يناير عام 1966  أمر الرئيس جمال عبد الناصر باخلاء بعض شوارع القاهرة من قصر عابدين إلى العجوزة  من اجل سير موكب السيرك القومى بعد ان إنه ا فنانى السيرك القومى تدريبهم فى حديقة قصر عابدين الذى استمر اربعة سنوات وذلك بامر من الرئيس جمال عبد الناصر ان يفتح قصر عابدين لفنانى السيرك ليتدربوا فيه حتى الانتهاء من بناء المقر الدائم ورفع خيمة السيرك القومى بالعجوزة وفى يوم الخميس 13 يناير 1966

 كان افتتاح السيرك القومى هذا الصرح الكبير مظاهرة ثقافية وفنية  شاهدها العالم على الهواء مباشرة عبر شاشات التليفزيون   حيث كانت العروض تضم  الافيال والحيوانات والخيول تمشي في شوارع القاهرة بالموكب وكان فنانى السيرك القومى يقمون بعروض مختلف لتقدم فقراتها فى الشوارع حتى يصلوا إلى مقر السيرك بالعجوزة ليبدا اول عرض للسيرك القومى فى مقرة الحالى بالعجوزة فى  يوم 13 يناير1966 بحضور عدد كبير من رؤئساء وزعماء العالم لانهم ليعرفوا قيمة السيرك.

التدريب بقصر عابدين

 وكانت الفقرات التى تم التدريب عليها بمركز التدريب بقصر عابدين من عام 1962حتى عام  1966والفقرات هى 
الحيوانات المفترسة نمران حسن ونعيمة المدرب القدير محمد الحلو، وفقرة الكلاب تدريب شحاتة عشرى، فقرة  الميزان الطائر محمد الحلو، فقرة الترابيز عبداللة مراد  ، فقرة القدف بالارجل فاروق عاكف، فقرة  القدف بالايدى حسين عاكف،فقرة السلك محمد فوزى،فقرة البامبوك فاروق راشد،فقرة العقلة الثابتة داخلى امين،فقرة  الجونجلير محمد محمد الحلو،فقرة  الساحر دكتور سعيد مرزوق،فقرة  السلم فاطمة سعد، العاب القوى ابراهيم حسنين،فقرة الكاوتشوك حامد رماح، الطيارة حمادة،وكان المشرف العام على مركز التدريب احمد سالم مساعد المشرف العام حلمى عبداالجواد،  اﻷستاذ عبدالفتاح شفشق مدير السيرك منذ 1965  وكان له دور كبير  فى تذليل كل الصعاب أمام إفتتاح السيرك القومى فى 13 يناير 1966.

 الخبراء الروس ميسترينكو وشيراى وملينكوف ثم بداية العروض بالعجوزة فى يوم  13 يناير 1966 بحضور الرئيس عبد الناصر وهذا للذكرى والتاريخ 
(المذكور هو رؤساء الفقرات فقط.
 

وتنتهي سطور تلك الرسالة التي حملت كل معاني التقدير والوفاء لسيرة رجال عظماء  رحلوا عن عالمنا خلال السنوات  الماضية وهم كانوا  قيمة وقامة ثقافية وإنسانية أثرت حياتنا علي مدي سنوات طويلة  اثرت علي مستوي حياتنا  الفنية والثقافية، حملت توقيع ابناء مصر الابرار وكانوا  أهم فرسان عصر التنوير في بلادنا منذ خمسينيات القرن الماضي ووعاشت معنا حتي الان رغم رحيلهم عن دنيانا ومهما تحدثنا عن مشروعاتهم وإنجازاته في مجال العمل الثقافي لن نوفيه حقه من التكريم والحفاوة والتقدير أنه جيل العظماء من المبدعين الكبار الذين يعيشون بإبداعاتهم داخل ضمير أمتنا المصرية العظيمة حتي قيام الساعة جيل بدأ طريق التنوير. 

 

تطوير السيرك القومي 

والان عظماء تبدأ طريق التطوير فى عصرنا الحديث فى كل المواقع الثقافية تحت رعاية معالى وزيرة الثقافة الأستاذة الدكتورة  نيفين الكيلاني شعلة النشاط الثقافى فى مصر والوطن العربى، التى قامت مؤخر بافتتاح تطوير المرحلة الأول من تطوير السيرك القومى بالعجوزة.