"ليست الأولي لمسئول أمريكى".. ما سبب غضب الصين من زيارة بيلوسي لتايوان؟

عربي ودولي

نانسي بيلوسي
نانسي بيلوسي

يتوقع الخبراء أن المواجهة بين الصين وأمريكا باتت بين قوسين أو أدنى، بعد زيارة رئيسة مجلس النوّاب الأمريكي نانسي بيلوسي، لجزيرة تايوان، في حدث ستزيد تبعاته الوخيمة على أجواء التوتّر بين الصين الغاضبة وأمريكا المتحفزة.

 

وكانت قد هبطت طائرة نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأميركي، اليوم الثلاثاء، بمطار سونغ شان في العاصمة التايوانية تايبيه بعد أيام من التهديدات الصينية من تلك الخطوة التي اعتبرتها بيكين تصعيد ويلزم الرد، وفي هذا التقرير نرصد لكم سبب الغضب الصيني من تلك الزيارة..

 

من هي نانسي بيلوسي 


نانسي بيلوسي هي ثالث أرفع شخصية في الإدارة الأمريكية، وشغلت أكثر المناصب الإدارية الحساسة فيها، حتى وصلت إلى منصب رئيسة مجلس النواب الأمريكي، والذي تشغله منذ 3 أعوام وما زالت فيه حتى الآن، ومعروفه بانتقادها لبكين وسياستها منذ فترة طويلة.

 

سبب غضب الصين من زيارة بيلوسي


قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي،  أن غضب الصين وتهديداتها من زيارة نانسي بيلوسي غير مناسب وغير مفهوم، وأوضح أنها ليست المرة الأولي لزيارة مسؤول أمريكي لتايون فقد سافر رئيس مجلس النواب آنذاك نيوت جينجريتش إلى تايوان في عام 1997، وأيضًا سافر المشرعون من المستوى الأدنى مؤخرا هذا العام - وسياسة الولايات المتحدة بشأن تايوان لم تتغير.

ولكن تنظر الحكومة الصينية للأمور بشكل مختلف، كما أوضح ريان هاس، المدير السابق لمجلس الأمن القومي للصين وتايوان، فنانسي بيلوسي هي أكبر مسؤولة أمريكية منتخبة تزور الجزيرة منذ أكثر من 25 عامًا، وكانت زيارة رئيس مجلس النواب آنذاك نيوت جينجريتش إلى تايوان في عام 1997 بعد ثلاثة أيام من الاجتماعات في بكين قبل التوقف في تايبيه.

 

وقد ازدادت القوة النسبية للصين بشكل كبير منذ ذلك الحين، وكذلك درجة الاحترام التي تطلبها - وخاصة فيما يتعلق بتايوان، التي تدعي أنها جزء لا يتجزأ من أراضيها.

 

ويقول هاس: "الصينيون لديهم مشاعر قوية جدا تجاه بيلوسي"، مشيرًا إلى أن احتجاجها العلني في بكين على مذبحة ميدان تيانانمين كان إلى حد ما "أول غزوة لها على المسرح الوطني"، واتخذت بيلوسي مواقف علنية لعقود حول التبت وغيرها من قضايا حقوق الإنسان التي تثير غضب بكين.

 

وفي ذروة دورة التدريب العسكري السنوية للصين، وبعد يوم من عطلة رسمية للاحتفال بجيش التحرير الشعبي، وبينما يجتمع مسؤولون شيوعيون رفيعو المستوى في معتكف سنوي، تاتي زيارة بيلوسي، كما يشير هاس.

 

والأهم من ذلك، أنه يأتي قبل مؤتمر الحزب الذي من المتوقع أن يسعى فيه الرئيس شي جين بينج للفوز بولاية ثالثة، مما يجعل هذا الوقت غير مناسب بالنسبة له لإظهار أي ضعف بشأن تايوان.


تاريخ الصراع بين الصين وتايوان

 

يعد قبائل أوسترونيزيان هم أول المستوطنين المعروفين لتايوان، والذي يعتقد أنهم أتو من جنوب الصين، وظهرت الجزيرة التايوانية بالسجلات الصينية  عام 239 بعد الميلاد، حين أرسل الإمبراطور جنود لاستكشافها.

 

كانت تايوان تدار من قبل أسرة تشينغ الصينية من 1683 إلى 1895، ومع بداية القرن 17 بدأ أعداد المهاجرين من الصين إلى الجزيرة تتزايد بشكل كبير، هربًا من الظروف المعيشة القاسية.

 

وفي عام 1895 كانت اليابات قد انتصرت في حربها مع الصين وتنازلت حكومة تشينغ عن جزيرة تايوان لليابان.

 

لتبدأ الحرب العالمية الثانية وتنهزم اليابان وتتخلى عن سيطرتها عن الأراضي الصينية التي قد وضعت يدها عليها، لتبدأ جمهورية الصين في حكم الجزيرة بموافقة دول الحلفاء "الولايات المتحدة والمملكة المتحدة".

 

وخلال سنوات قليلة تبدأ الحرب الأهلية الصينية في الاندلاع، لتهزم قوات ماو تسي تونغ الشيوعية قوات الزعيم آنذاك تشيانغ كاي شيك، ليهرب تشيانغ وبقايا حكومة إلى تايوان في عام 1949 ويجعلوها مقرًا لحكومتهم ويقوم الشيوعيون المنتصرون بالتركيز على البر الرئيسي.

 

بعدها بسنوات بدأ مقاومة من السكان المحلين، تحت ضغط من حركة ديمقراطية متنامية، في تايوان تطالب بالتحول الديمقراطي وعزل تشيانغ تشينغ كو، نجل القائد تشيانغ الذي وصفوه بوريث الديكتاتورية.

 

وقد قاد الرئيس لي تنغ هوي، المعروف باسم "أبو الديمقراطية" في تايوان، تغييرات دستورية نحو نهج سياسي أكثر ديمقراطية، مما أدى في النهاية إلى انتخاب تشن شوي بيان، أول رئيس من خارج حزب الكومينتانغ في الجزيرة عام 2000.

 

دولة واحدة ونظامان

لتبدأ في الثمانينيات العلاقات الصينية التايوانية في التحسن بعد طرح صيغة تعرف باسم "دولة واحدة ونظامان" تمنح بموجبها تايوان استقلالية كبيرة إذا قبلت إعادة توحيد الصين، ليواجه العرض الرفض التام.

 

وفي عام 1991، أعلنت تايوان انتهاء الحرب مع جمهورية الصين الشعبية في البر الرئيسي.

 

بداية القلق الصيني

بعد انتخاب تشين شوي في عام 2000 وأيد صراحة في بيان "الاستقلال" عن الصين بدات بيكين تشعر بالقلق، لكنها لم تتحرك.

 

الصين وتايوان
وفي عام 2004، تم انتخاب إعادة انتخاب تشين، حينها أصدرت بيكين ما يسمى بقانون مناهضة الانفصال، والذي ينص على حق الصين في استخدام "الوسائل غير السلمية" ضد تايوان إذا حاولت "الانفصال" عن الصين.

 

وفي عام 2008 خلف تشين في الرئاسة ما يينغ جيو، الذي بدأ العمل على تحسين العلاقات الصينية التايوانية من خلال عقد اتفاقيات اقتصادية.


وبعد ثماني سنوات وفي عام 2016، انتخبت الرئيسة الحالية لتايوان تساي إنغ ون.

 

تقود تساي الحزب الديمقراطي التقدمي، الذي يميل نحو الاستقلال الرسمي النهائي عن الصين.

 


الاعتراف الدولي بتايوان

الصين تنظر لتايوان إلى إنه ا مقاطعة انفصالية، وتعهدت باستعادتها بأي طريقة كانت وحتى بالقوة إذا لزم الأمر، ويرى التايوانين أن الجزيرة دولة ذات سيادة.

 

وتعتبر الصين تايوان مقاطعة انفصالية تعهدت باستعادتها بالقوة إذا لزم الأمر، لكن قادة تايوان يقولون إنه من الواضح أنها أكثر من مجرد مقاطعة، مشددين على أنها دولة ذات سيادة ولديها دستورها الخاص وقادتها الذي تم انتخابهم ديمقراطيا.

 

ولكن في عام 1971، حولت الأمم المتحدة الاعتراف الدبلوماسي إلى بكين وتم إجبار "حكومة جمهورية الصين" على الانسحاب.

 

منذ ذلك الحين، انخفض عدد الدول التي تعترف بـ "حكومة جمهورية الصين" دبلوماسيا بشكل كبير إلى نحو 15 دولة.