نص كلمة السفيرة هيفاء أبو غزالة في احتفالية اليوم العالمي للسكان

عربي ودولي

هيفاء أبو غزالة -
هيفاء أبو غزالة - أرشيفية

ننشر نص كلمة السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية في احتفالية اليوم العالمي للسكان تحت عنوان: "عالم يسكنه 8 مليارات نسمة: نحو مستقبل يتسم بالقدرة على التكيف - اغتنام الفرص وضمان الحقوق والخيارات للجميع. والتي ينظمها قطاع الشؤون الاجتماعية اليوم الثلاثاء الموافق 26 يوليو 2022 بمقر الأمانة العامة.

وكان نص الكلمة كما يلي:

يسعدني أن أرحب بكم الليلة في الاحتفالية الخاصة باليوم العالمي للسكان والتي تقيمها الأمانة العامة وصندوق الأمم المتحدة للسكان – مكتب الدول العربية، كما يشرفني ان انقل اليكم تحيات معالي الأمين العام وأشكركم على مشاركتكم في هذا الحفل الكريم.

واحتفاليتنا اليوم تحت عنوان " عالم يسكنه 8 مليارات نسمة: نحو مستقبل يتسم بالقدرة على التكيف - اغتنام الفرص وضمان الحقوق والخيارات للجميع " وتسلط الضوء على الانسان ورفاهه، ذلك العنصر الذي رسخه المؤتمر الدولي للسكان والتنمية عام 1994 واكد عليه اعلان القاهرة للسكان والتنمية عام 2013 وخطة التنمية المستدامة 2030 والتزامات قمة نيروبي 2019 عندما طرح مسألة السكان بعيدًا عن الأهداف الديموغرافية الرقمية وركز على حقوق الأفراد ومساواتهم وكرامتهم ورفاههم خلال مرورهم بدورة الحياة.

فالبرغم من نمو عدد سكان العالم في الوقت الحالي بأبطأ وتيرة منذ عام 1950 الإ أنه من المتوقع أن يبلغ عددهم 8 مليارات نسمة مطلع شهر نوفمبر المقبل، أي بفارق مليار نسمة عما كان عليه عدد سكان العالم عام 2011. هذه الزيادة السكانية التي يفصلها عقد من الزمن تنضوي على تنوع ديموغرافي متنامي تبعته سياسات سكانية متباينة شهدت العديد من النجاحات المحققة علي العديد من الأصعدة كتعزيز الصحة الانجابية وانخفاض معدلات الخصوبة والحد من وفيات الامهات وتحسن متوسط العمر المتوقع للفرد، فضلًا عن العديد من الاخفاقات والمحاولات الجادة للتغلب عليها كعدم المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة والفئات الهشة والعنف القائم على النوع الاجتماعي والزواج المبكر وتغير المناخ وغيرها.

السيدات والسادة الحضور،

تتمتع منطقتنا العربية بمخزون تنموي هائل وقوة تطويرية وتغييرية فاعلة آلا وهي القوة الديموغرافية المتمثلة في ارتفاع نسب الشباب والفئات السكانية النشيطة في دول المنطقة حيث يقدر عدد الشباب العربي بنحو 86 مليون شاب وشابة من اجمالي عدد سكان المنطقة والبالغ عددهم 470 مليون نسمة وفقا لتقرير حالة سكان العالم 2020، مما يعني أننا يجب ان نستثمر في زيادة تطوير وتمكين الشباب وضمان وصولهم إلى الرعاية  الصحية والتعليم  الجيد والحصول على فرص عمل منتجة لكي تتحول طاقتهم إلى عامل تنمية مستدامة يكون لها الأثر والمردود الإيجابي على تطوير المشهد الاقتصادي والاجتماعي للدول

فالنمو المنشود أداته الانسان وغايته الانسان، ولا يتحقق سوى بالاستثمار في الانسان، تعليما وصحة، غذاء وكساء، وثقافة ووعيًا، واننا في القطاع الاجتماعي نلامس الانسان العربي في تفاصيل حياته كلها من خلال ادراتنا المختلفة والمتخصصة ونعمل على تحقيق أمنه ورفاهه مع دولنا الأعضاء وكذلك مع صندوق الأمم المتحدة للسكان الذي لم يتردد يومًا في المساعدة وحتى في المبادرة لمصلحة المواطن العربي. 

 

الحضور الكريم، 

 

إن بلداننا العربية اليوم مدعوة لمراجعة الأولويات التي يجب الاخذ بها حسب المستجدات على الساحة الوطنية والإقليمية والعالمية؛ وما احوجنا في ظل الأوضاع الراهنة - من حروب وأزمات اقتصادية طاحنة وتوقف لسلاسل الإمداد وما تفرضه من تهديدات للأمن الغذائي العالمي وما نشهده من تغيرات وحوادث مناخية متطرفة بالإضافة إلى استمرار جائحة فيروس كورونا المستجد- إلى إعادة ترتيب أولوياتنا وسياساتنا وبرامجنا من أجل مستقبل مرن للجميع واغتنام الفرص وضمان الحقوق والاختيارات للجميع. كما واننا نشدد ونناشد دولنا الأعضاء لتوفير البيانات السكانية والاستفادة منها لوضع السياسات الاقتصادية والاجتماعية لاخذها في الاعتبار في التخطيط الإنمائي لتحقيق التنمية المستدامة 

 

فمسؤوليتنا تجاه شعوبنا التي ائتمنتنا على مصائرها كمنظمات إقليمية ودولية وكحكومات تفرض علينا أن نتعاون لكي نتيح لهم حياة كريمة ونوفر لهم الأمان والراحة والرفاهية، وهذا لن يتم إلا إذا توحدت رؤيانا وعملنا معا من منظور واحد يرتكز على الإنسان وحقوقه وكرامته وحقه في الحياة.

وختامًا، أود ان أتقدم بوافر الشكر والتقدير للصديق الدكتور/ لؤي شبانة، والذي تنتهي مدة خدمته كمدير اقليمي لصندوق الأمم المتحدة للسكان – مكتب الدول العربية نهاية الشهر الجاري، وأن احيي جهوده المتواصلة لتعزيز الشراكة بين جامعة الدول العربية وصندوق الأمم المتحدة للسكان والتي كان لها الأثر القيم على فعاليات ودور المجلس العربي للسكان والتنمية، وكذا الوقع الايجابي على العمل العربي المشترك الاجتماعي والسكاني والتنموي، آملًا أن يستمر هذا التعاون وأن تتسع فوائده لخدمة قضايا السكان والتنمية في المنطقة العربية.