أصعب 18 يوما حتى الوداع

"ليه حط الشطة في عينه؟".. أسرار عن مسيرة الشيخ الشعراوي

تقارير وحوارات

الشيخ محمد متولي
الشيخ محمد متولي الشعراوي

على مدار الساعات الماضية، تصدر اسم إمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوي مؤشرات البحث على موقع "جوجل"، وذلك بعد تصريحات الفنانة مديحة حمدي عن لقاءها به الذي أعلن خلاله عن رأيه في الفن، وهو أن الفن كالسكين يكون حلال في حال استخدامه في أمور حلال كتقطيع شيء، ومن الممكن أن يكون حراما حال استخدام السكين لذبح أحد.

رحلة الشيخ الشعراوي في الحياة

وولد الشيخ محمد متولي الشعراوي فى 15 أبريل عام 1911م بقرية دقادوس مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، توفي إمام الدعاة 17 يونيو عام 1998 عن عمر يناهز 87  عاما، تاركا إرثا من الحلقات التليفزيونية من خواطره حول آيات القرآن الكريم، وعدد من المؤلفات مثل "خواطر الشعراوي، المنتخب في تفسير القرآن الكريم، خواطر قرآنية، معجزة القرآن، من فيض القرآن، المرأة في القرآن الكريم".

وحفظ القرآن الكريم في الحادية عشرة من عمره، ثم ألحقه والده بالأزهر، وأظهر نبوغًا منذ الصغر في حفظه للشعر والمأثور وزاد اهتمامه بالشعر والأدب، وحظي بمكانة خاصة بين زملائه في الثانوية الأزهرية، فاختاروه رئيسًا لاتحاد الطلبة، ورئيسًا لجمعية الأدباء بالزقازيق.

التحق الشيخ الشعراوي بكلية اللغة العربية عام 1937م، وتخرج فيها عام 1941، ثم عين فى المعهد الديني بطنطا، ثم المعهد الديني بالزقازيق، وبعد ذلك عمل في المعهد الديني بالإسكندرية، ثم أعير للعمل أستاذًا للشريعة في جامعة أم القرى في السعودية، وفى جامعة الملك عبد العزيز في مكة، حتى منعه عبد الناصر في عام 1963 من العودة إلى السعودية مرة أخرى بسبب خلاف بين عبد الناصر والملك سعود.

عين مديرًا للدعوة الإسلامية بوزارة الأوقاف عام 1961، وفي العام التالي عين مفتشًا لعلوم اللغة العربية بالأزهر الشريف، وفي 15 أبريل 1976، منح وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى، ثم عين وزيرا للأوقاف في حكومة ممدوح سالم، كما اختير عضوًا بمجلس الشورى، وفي عام 1983 منح وسام الجمهورية من الدرجة الأولى، واختير عضوًا في مجمع اللغة العربية عام 1987، وفي عام 1988 منح وسام في يوم الدعاة.

 

اقرأ أيضا

الفن حرام أم حلال.. تفاصيل لقاء مديحة حمدي بالشيخ الراحل الشعراوي
 

 

قصة الشيخ الشعراوي مع الفلفل الحار

ومن الأمور الغريبة في حياة الشيخ الشعراوي إنه كان يضع الفلفل الحار في عينه، حيث تعلق ببلدته الصغيرة حتى أنه كاد أن يفقد بصره حتى لا يتركها عند إصرار والده لإلحاقه بالمعهد الديني في مدينة الزقازيق إذ أحب الزراعة، متذكرا إمام الدعاة: "أنا كنت فلاح.. عندنا الحصان والتبن ومبسوطين وأبائنا يسيبوا لينا حاجات زي أشجار المشمش.. وعايشين مبسوط بده وأبويا حب يوديني الزقازيق.. عصيت أنا عايز أكمل في الغيط فجبت شطة وأحطها في عيني عشان يرفضوني".

و فكر الشيخ الشعراوي في وضع الفلفل الحار بعينيه حتى لا يتم قبوله ولا يترك بلدته دقادوس، قائلا: "كنت بجيب الشطة وأحطها في عيني وتورم وبعد ساعة تكون كويسة.. وسافرت لقتهم بياخدوا العمي كنت هخسر عيني.. وفي النهاية ربنا حبب ليا العلم".

 

اقرأ أيضا

اعتزال شادية وقصة مؤثرة جمعته بتحية كاريوكا.. مواقف جمعت الشيخ الشعراوي بنجوم الفن
 


تفاصيل آخر 18 يومًا في حياة الإمام 

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، فيديو للشيخ عبد الرحيم الشعراوي، نجل إمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوي، وهو يروي تفاصيل آخر 18 يومًا في حياة الإمام، وقال عبد الرحيم الشعراوي إن والده كان يكره المستشفيات والتواجد بها، وإنه قبل وفاته بنحو 18 يومًا انفصل تماما عن العالم الخارجي، ورفض الطعام والشراب والدواء، وحتى الرد على الهاتف المحمول، واكتفى فقط بتواجد أبنائه وأحفاده من حوله.

وأضاف أنه قبل وفاة والده بيومين، طلب منه والده أن يجري تجهيزات الجنازة الخاصة به، وعندما رأى الشيخ الشعراوي الدموع في عين نجله قال له: "نعم؟ من أولها؟ قد المسئولية ولا مش قد المسئولية.. ربنا هيعينك إن شاء الله.. أنا عارف إن أنت اللي هتتحمل ومتتفاجئش وتبقى رابط الجأش".

وأوضح أنه مع بدء الساعات الأولى لليوم الذي حدد الشعراوي أنه اليوم الذي سيقابل فيه ربه، بدأ يقلق على والده، طلب في هذا اليوم تقليم أظافره وأن يستحم ويلبس ملابس جديدة تمامًا، وطلب من أولاده أن يتركوه بمفرده، قائلًا له: "عاوز أقعد مع ربنا شوية".

وبيّن تفاصيل لحظة وفاته، قائلًا: "بص والدي لفوق وقعد يقول أهلًا سيدي أحمد.. أهلا سيدي إبراهيم.. أهلًا السيدة زينب.. أهلًا والله أنا جايلكم.. أنا استاهل كل ده؟.. أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك محمدًا رسول الله وطلع السر الإلهي".