النمسا تخفض شحنات استيراد الغاز الروسي في أعقاب خطوة مماثلة من ألمانيا

الاقتصاد

الغاز الروسي
الغاز الروسي


أكدت النمسا خفض شحنات استيراد الغاز من روسيا في أعقاب خطوات مماثلة من كل من ألمانيا والتشيك.

وقالت ليونور جويسلر وزيرة الطاقة والمناخ النمساوية إن احتياجات الطاقة تم تأمينها للمستهلكين وهناك تراجع ملموس في الطلب على الغاز وتسارع في النمو والاعتماد على موارد الطاقة النظيفة البديلة إضافة إلى وضع المخزونات الجيدة.

وأوضحت جويسلر، أن الأيام القليلة الماضية أظهرت مدى أهمية التحرر من الاعتماد على الغاز القادم من روسيا، لافتة إلى أن التوسع في الطاقات المتجددة هو أيضا مسألة تتعلق بالأمن القومي والأوروبي.

يشار إلى أن شركة الغاز الروسية العملاقة "جازبروم" أعلنت أيضا عن خفض إمداداتها من الغاز إلى ألمانيا من خلال خط أنابيب نورد ستريم على بحر البلطيق.

 

أبلغت شركة الطاقة الروسية غازبروم شركة إيني بتخفيض محدود في تدفقات الغاز إلى إيطاليا اليوم بنسبة 15 في المائة، حسبما ذكرت وكالة نوفا الإيطالية للأنباء.


ووفقًا لمنصة المعلومات الداخلية لمراقبة الصلاحيات لمشغل أسواق الطاقة، فإن "إيني تلقت بلاغًا بشأن انخفاض محدود في التدفقات من مورّدها الروسي فيما يتعلق بإمدادات الغاز إلى إيطاليا. ستواصل إيني مراقبة تطور الوضع وستقوم بإبلاغ أي تحديثات".


وفقًا لمصادر إيني، في الوقت الحالي، لم تبلغ شركة غازبروم بأي سبب يتعلق بانخفاض إمدادات الغاز.

 

وسبق أن كشف كلاوديو ديسكالزي، الرئيس التنفيذي لشركة إيني الإيطالية أنّ استقلال بلاده بالكامل عن الغاز الروسي سيستغرق عامين ونصف.

وقال ديسكالزي، على هامش مؤتمر " تحول الطاقة العالمي" في روما، "بعد عامين ونصف، وبالتالي في شتاء 2024-2025، سنكون مستقلين تمامًا عن الغاز الروسي"، مضيفا: "سياسيًا، سقف الغاز بعيد جدًا ولكن إصرار (رئيس الوزراء الإيطالي ماريو) دراغي و(وزير التحول البيئي الإيطالي روبرتو) شينغولاني جعلاه يدخل جدول الأعمال الأوروبي لأول مرة. وهذه خطوة مهمة".

وحول وضع سقف لأسعار الغاز، قال ديسكالزي "لا يتفق الجميع مع ذلك ولكننا عاجلًا أم آجلًا سنضطر إلى إيجاد إحساس بالانتماء للمجتمع"، مشددًا على ضرورة توقع "مخاطر ترشيد الغاز المحتمل في الشتاء المقبل، بسبب النقص المحتمل في الإمدادات من روسيا، ولهذا السبب يجب أن يكون لدينا سعر غاز يسمح لنا بملء مرافق التخزين".

وبخصوص إمكانية تقليص استهلاك الغاز في إيطاليا، أشار ديسكالزي إلى أنّ "نظامنا للأسف هو نظام يعمل بالغاز، وبالتالي هناك أولويات على مستوى الأمن القومي"، معربًا عن اعتقاده بأنّ "بدلًا من الانتظار، يجب أن نكون سباقين حتى لا نجد أنفسنا مضطرين للبحث عن حلول تترك أحدًا جانبًا".

 

خسائر ألمانيا من العقوبات على روسيا


وذكرت الصحيفة الألمانية Welt am Sonntag أن عقوبات موسكو ضد Gazprom Germania والشركات التابعة لها قد تكلف دافعي الضرائب الألمان ومستخدمي الغاز خمسة مليارات يورو إضافية سنويًا لدفع ثمن الغاز البديل، حيث قررت روسيا في مايو وقف إمدادات شركة الغاز الألمانية، والتي تعتبر شركة فرعية من Gazprom بعد أن قررت برلين إعادة هيكلة إدارة الشركة.

وقال متحدث باسم الوزارة إن وزارة الاقتصاد تقدر الحاجة إلى 10 ملايين متر مكعب إضافية يوميا، لتؤكد بذلك البيانات التي نقلتها الصحيفة.

كما وأكدت الصحيفة احتمالية زيادة التكاليف بعد أمر وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك بملء منشأة تخزين الغاز الطبيعي في منطقة Rehden.

يذكر أن ألمانيا هي أكبر عميل لروسيا في أوروبا حيث تستورد برلين نحو 40% من غازها من موسكو.

هذه التوترات حول مستقبل قطاع الغاز في أوروبا تأتي بعد إيقاف كييف طريق عبور الغاز الرئيسي من روسيا إلى أوروبا، حيث قال مشغل نظام نقل الغاز في أوكرانيا إن نقطة عبور الغاز سوخرانوفكا لن يُعاد فتحها حتى تحصل كييف على الاستقلال الكامل لنظام خطوط الأنابيب.

هذه المخاوف من تعطل الإمدادات، تأتي مع اقتراب فصل الشتاء والذي من المتوقع خلاله ارتفاع الطلب على التدفئة مما يضيف مزيد من المخاوف حول مدى تأثير العقوبات وتعطل الإمدادات على الدول الأوروبية في المطلق وعلى ألمانيا بشكل خاص.

وتراجعت صادرات الغاز الروسي بنسبة 27.6 % على سنة بين كانون الثاني/يناير وأيار/مايو 2022 مقارنة بالفترة نفسها من 2021 على ما أعلنت مجموعة غازبروم الروسية العملاقة على خلفية المواجهة بين الروس والأوروبيين منذ غزو أوكرانيا.

وقالت المجموعة عبر تلغرام "بلغت الصادرات نحو الدول الأجنبية البعيدة (لا تشمل رابطة الدول المستقلة) 61 مليار متر مكعب أي أقل بنسبة 27.6 % (23 مليار متر مكعب) من الفترة نفسها في العام 2021".

وأعلنت فنلندا أن إمدادات الغاز لاتزال ثابتة على مستوى البلاد، حيث استبدلت الغاز الروسى بخط أنابيب من دول البلطيق وسار التحول بسلاسة.

ونقلت شبكة "يلى " الفنلندية عن الرئيس التنفيذى لمشغل شبكة الغاز الوطنية "جازجريد" أولى سيبيلا قوله:" انتهى توريد الغاز الطبيعى من روسيا إلى فنلندا صباح اليوم السبت، لكن الغاز بدأ بالتدفق من جديد إلى فنلندا من دول البلطيق وسار التحول بسلاسة ".

وأضاف بقوله: "اعتبارًا من اليوم تستورد شركة غازوم الفنلندية المملوكة للدولة، الغاز عبر خط أنابيب بطليق كونيكتور الذى يربط إنكو على الساحل الجنوبى لفنلندا مع إستونيا ".

ووفقًا لجوكا ليسكيلا، العضو المنتدب لاتحاد صناعة الطاقة الفنلندية، فإن انقطاع واردات الغاز من روسيا "ليس بالأمر الكبير" بالنسبة لنظام الطاقة الفنلندى، وبالنسبة لبعض الشركات الفردية، قد يتسبب ذلك فى صعوبات فى المستقبل، ولكن ليس فى غضون الأشهر القليلة المقبلة.

ووفقا لشركة الطاقة الفنلندية، إن ما يصل إلى 90 فى المائة من الغاز المستورد إلى فنلندا كان يأتى من روسيا، لكن الغاز كان يمثل ستة فى المائة فقط من إجمالي استهلاك الطاقة الصناعية.

وأفادت الشبكة أن وزارة الشئون الاقتصادية ووزارة المالية قدموا أمس إحاطة حول استعدادات فنلندا لقرار توقف الغاز الروسى، وفى نفس اليوم، وقعت شركة جازجريد صفقة مع شركة أكسيليريت إنرجى الأمريكية يستمر عشر سنوات لتحريك سفينة تخزن الغاز الطبيعى المسال إلى فنلندا وتساعد فى تغطية احتياجات فنلندا من الغاز فى حالة حدوث أى نقص.

وزودت شركة "جازبروم" الروسية، فنلندا بحوالى 5ر1 مليار متر مكعب من الغاز العام الماضى، حيث يمثل ذلك حوالى ثلثى استهلاك الغاز فى البلاد ولكن ثمانية فى المائة فقط من إجمالي استخدام الطاقة.

وكانت شركة "جازبروم" الروسية العملاقة للطاقة قد حذرت شركة "غازوم" الفنلندية المملوكة للدولة  من أن إمدادات الغاز ستتوقف بسبب رفض فنلندا دفع ثمنه بالروبل كما طالبت موسكو.

وجاء هذا بعد أسبوع من قيام روسيا بقطع إمدادات الكهرباء المتبقية عن فنلندا، والتى تمثل حوالى 10 فى المائة من الاستهلاك الفنلندى، مما قد ترفع هذه الخطوة بالتأكيد تكلفة الكهرباء التى ارتفعت بالفعل بشكل كبير هذا العام.