بعد ذكرها في مسلسل الاختيار.. ما معنى الفوضى الخلاقة؟

أخبار مصر

خيرت الشاطر - صورة
خيرت الشاطر - صورة أرشيفية

شهدت الحلقة الثانية من مسلسل الاختيار الجزء الثالث تسريب خطير لفيديو مسجل للقائد الإخواني خيرت الشاطر، والذي كشف أن قناة الجزيرة تقوم بمخططات للفوضى الخلاقة في مصر، وذلك خلال اجتماع مع المرشد العام للإخوان محمد بديع.

وكشف الفيديو المسجل على لسان محمد بديع: أن السلفيين أساؤوا فهم الدين الإسلامي وأساؤوا لأنفسهم، وردّ خيرت الشاطر قائلًا: “قناة الجزيرة هي إحدى الأدوات الرئيسية لمشروع الفوضى الخلاقة في المنطقة، وأضاف: لما بلاقي أي معلومة بروح أكلم أمن الدولة”.

وشهدت الحلقة الثانية من الاختيار3 لقاء بين الفريق أول عبد الفتاح السيسي وخيرت الشاطر، إذ عرض الأخير وجود شراكة مع القوات المسلحة والإخوان قائلًا: لدينا إمكانيات كبيرة وعقيدة مثل الجيش، وعندنا خبراء في كل المجالات، وفيها العزم والهمة والطموح، وإحنا شايفين مصلحة البلد تحتاج التعاون بينا وبين الجيش، لأن عندنا خطط هائلة اقتصادية، وتكوين شركات، واحنا شطار في الحتة دي ومشهود لينا.

وتدور أحداث الجزء الثالث من مسلسل الاختيار حول ما شهدته مصر خلال السنوات التي أعقبت ثورة 25 يناير، من أحداث أدت إلى وصول جماعة الإخوان إلى السلطة، والأزمات التي لحقت بمصر في تلك الفترة والتي نتج عنها حالة شديدة من الغضب بين أفراد الشعبي على جماعة الإخوان المسلمين، وانتهت باندلاع ثورة 30 يونيو.

 وتستعرض بوابة الفجر في التقرير التالي مفهوم الفوضى الخلاقة والمقصود بها في الشرق الأوسط.

 

المقصود بالفوضى الخلاقة

قال الدكتور حاتم عبد المنعم أحمد، أستاذ علم الاجتماع البيئي بمعهد البيئة جامعة عين شمس، إن مفهوم الفوضى الخلاقة في العصر الحديث ظهر مع السياسات الأمريكية المعاصرة في الشرق الأوسط، ويعتبر أول من تناولها أول مرة مايكل ليدن - وهو أحد أعضاء معهد أمريكا إنتبرايز المختص بالدراسات القومية والأمن القومي، وهي الفكرة الأساسية لمشروع تغيير الشرق الأوسط الذي تم إعداده في 2003، وذكرته صراحة كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية سابقًا؛ حينما ذكرت أن الولايات المتحدة الأمريكية لديها خطة لنشر الديمقراطية في الشرق الأوسط؛ من خلال الفوضى الخلاقة؛ للتخلص من النظم الديكتاتورية في المنطقة.

وأضاف "عبد المنعم"، في أحد مقالاته الصحفية، أن العرض التاريخي لمفهوم الفوضى الخلاقة؛ سواء في مرحلة النشأة أو العصر الحديث يوضح العلاقة وكثيرا من الأسرار والتفسيرات، مشيرًا إلى أنه إذا بحثنا في اللغة العربية عن معنى المصطلح نجد أن كلمة فوضى في مختار الصحاح تعني عدم وجود رئيس أو قائد فهي تعني متساوين؛ أي لا رئيس لهم أو بينهم، ومن هنا تأتي جملة شركة المفاوضة، والمعنى العام مجموعة ليس لها رئيس، وهذا بدوره يؤدي إلى الصراع والنزاع والغرق، والمثل الشعبي يقول المركب التي ليس لها رئيس أو لها رئيسان تغرق، كما أن الجماعة التي ليس لها رئيس أو قائد تعاني من الارتباك والتشتت وعدم الانتظام.

وأشار عبد المنعم إلى أن هذا المفهوم ينطبق على الأفراد والعائلات والوطن؛ بل وينطبق على الوطن الكبير أيضًا؛ والمثال وطننا العربي وغياب مصر عن القيادة بعد كامب ديفيد، الذي سمح بنجاح كل مشروعات الفوضى الخلاقة؛ التي فشلت في الستينيات؛ مثل تهديد عبدالكريم قاسم حاكم العراق بغزو الكويت، وتهديد إيران بغزو العراق، وتهديد تركيا لسوريا، ومشكلات لبنان الداخلية، كل هذه المشروعات فشلت؛ حينما كانت مصر تقود، ثم نفس هذه المشروعات نجحت بعد ذلك؛ لغياب مصر عن القيادة.

 

كيف ظهرت الفوضى الخلاقة في الشرق الأوسط؟

قامت سياسة الفوضى الخلاقة في الشرق الأوسط على مجموعة من الدعائم أساسية، أهمها: إطلاق الصراع العرقي والطائفي والديني وصراع العصبيات العشائرية والقبلية، مثلما حدث في العراق بعد الاحتلال الأمريكيّ عام2003م، وكما حدث في السودان بتغذية نوازع الانفصال العرقية والدينية حتى تقسيمها في العام 2011م، بجانب العمل على ضرب الدولة بجميع مؤسساتها، وضرب الاستقرار الأمني فيها، واستبدال ولاءات مناطقية وحزبية وقبلية بها، كما حدث في الصومال في العام 1991م - وكما يحدث في اليمن وليبيا وسوريا منذ العام 2011م.

 

أبرز صور الفوضي الخلاقة

ويعتبر من أبرز الصور التى ظهرت بها الفوضى الخلاقة اليوم، هو الحصار الاقتصادي، وضرب قيمة العملات الوطنية أمام الدولار بجميع الطرق، ما يعمل على انهيار المؤسَّسات المصرفية وزيادة التضخّم، فتظهر البطالة، وتغيب الخدمات الأساسية، فتخرج التظاهرات ضد الحكومة بشكل عفوي أولًا، وتتم أدلجتها واستغلالها كي تعمّ الفوضى، كل تلك الأحداث تكون مصحوبة بتعبئة إعلامية ممنهجة وحرب ناعمة تستخدم فيها وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مكثّف على الأمد الطويل.

وساعد ظهور الفوضى على انتشار الحروب العسكرية كما هو حاصل اليوم في اليمن وليبيا وسوريا، بالإضافة إلى ممارسة الضغط الاقتصادي المتعمد الذي يؤدي إلى إسقاط الحكومات، كما هو حاصل في بعض دول الشرق الأوسط الوضع في لبنان والعراق.