زيارة هرتسوغ لتركيا.. هل يسعى أردوغان لفتيت منظمة الغاز الشرق أوسطية؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر

أسئلة كثيرة تدور في الأذهان حول أسباب التقارب التُركي الإسرائيلي، حيث أكد مكتب الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ عزمه القيام بزيارة نادرة إلى تركيا بعد سنوات من توتر العلاقات بين البلدين، فيما ذكرت محطة "تي آر تي" التركية أن من المتوقع أن تتم الزيارة في التاسع من مارس والعاشر منه.

جهود للتقارب بين الطرفين

تُعد زيارة هرتسوغ لتركيا تتويجًا لجهود التقارب بين الطرفين، التي بدأت قبل شهور،  ففي نوفمبر 2021 تحدث أردوغان هاتفيًا إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، وهو أول اتصال من نوعه بين رئيس وزراء إسرائيلي وأردوغان منذ عام 2013، وجاءت المكالمة بعد ساعات قليلة من إطلاق سراح زوجين إسرائيليين احتجزا في تركيا لمدة أسبوع للاشتباه في قيامهما بالتجسس.

لماذا الآن؟

نعتقد أن إسرائيل تسعى من وراء تقاربها مع أنقرة إلى وقف "التخطيط اللوجستي والعسكري لحماس على الأراضي التركية" في إطار أي تحسين للعلاقات الدبلوماسية مع أنقرة، في حين يرجح محللون لوكالة الأنباء الألمانية أن تكون الاعتبارات الاقتصادية هي وراء السعي التركي للتقارب مع إسرائيل، فتركيا تعاني من أزمة مالية حادة وبلغ معدل التضخم فيها مستويات قياسية في الآونة الأخيرة.

حلم أردوغان

وبعد أن سحبت إدارة بايدن فجأة الدعم الأمريكي لخط أنابيب "إيست ميد" شرق البحر المتوسط، الذي يهدف إلى نقل الغاز الطبيعي من إسرائيل إلى الأسواق الأوروبية، أشاد أردوغان بالخطوة الأمريكية ووصفها بـ "انتصار" وقال: "إذا كان للغاز الإسرائيلي أن يصل إلى أوروبا، فلا يمكن أن يتم ذلك إلا عبر تركيا... يمكننا الجلوس والتحدث عن الشروط"، وهو ما يمثل مساع تركية لضرب التحالف الرباعي بين مصر وإسرائيل واليونان وقبرص حول الغاز، وهو ما ظهر في تحذيرات في الداخل الإسرائيلي من أردوغان، حيث حذرت من "التضحية بعلاقات" مع دول أخرى "لمصلحة أردوغان"، وقال: إسرائيل جزء من منظمة الغاز الشرق أوسطية التي تضم اليونان وقبرص ومصر وبينهم تعاون استراتيجي مهم للغاية، فأيّ منطق يكمن في التضحية بعلاقات ممتازة مع اليونان وقبرص أثبتت نفسها، لمصلحة أفكار أردوغان؟"، حسب السفير الإسرائيليّ الأسبق في مصر، إسحاق ليفانون.

دعوات إسرائيلية للحذر

ووسط جهود التقارب بين الطرفين، تتعالى أصوات إسرائيلية داعية إلى "الحذر الشديد من أردوغان"، مثلما فعل السفير الإسرائيليّ الأسبق في مصر، إسحاق ليفانون، في مقال له نشره الموقع الإلكتروني لصحيفة "معاريف" الإسرائيلية حيث قال إنه "بدلا من زيارة هرتسوغ لتركيا، فإن من المفيد أن يبدأ التقارب من خلال خطوات صغيرة، كإعادة سفيري البلدين مثلا".

وأوضح إسحاق ليفانون أن "الصعوبة تكمن في أن أردوغان غير متوقع، كما أنّه عندما يوجه انتقادًا لإسرائيل فإنّه يفعل هذا بتطرف كبير ترافقه أكاذيب وإهانات، هذا ما كان في الماضي ولا توجد أي مؤشرات إلى أنه لن يكرر هذا حتى بعد تطبيع العلاقات بين الدولتين".