حوار| مصطفى بكري: المباحث حاولت تقبض عليَّ في إعدادي.. وسُجنت 5 مرات.. وهؤلاء خططوا لاغتيالي بسلاح آلي

أخبار مصر

بوابة الفجر

منذ نعومة أظافره، كان مدافعًا عن حقوق الإنسان، وحرية الرأي والتعبير، وناصريًا من الدرجة الأولى، أحب الرئيس الراحل جمال عبدالناصر رغم أنه لم يقابله ولو مرة، وأحبه الرئيس الراحل محمد حسني مبارك، رغم أنه كان من أشد معارضيه.

إنه النائب البرلماني مصطفى بكري، الذي ما دام شغل الرأي العام منذ أن كان في مرحلة الإعدادية، حتى اليوم، دائمًا يتقدم الصفوف المدافعة عن حقوق المواطنين، يعلو صوته تحت قبة البرلمان بالحق، مستجوبًا الوزراء، ومستنيرًا بالدستور، في البحث عن حقوق المظلومين والمستضعفين.

مصطفى بكري كان شابًا بسيطًا، من إحدى قرى صعيد مصر، جاء إلى القاهرة بحثُا عن العلم والصحافة، حتى أصبح من أقوى معارضي نظام مبارك، وعلى الرغم من ذلك أحبه بشدة ودافع عنه.

حاورت «الفجـر» الكاتب الصحفي مصطفى بكري، السياسي والبرلماني والكاتب الصحفي والإعلامي، عن حياته الشخصية، وهو الجزء الثاني لحوار آخر نُشر في وقت سابق.

وإلى نص الحوار:

من هو مصطفى بكري؟

أنا إنسان بسيط، ابن عامل بسيط، أفتخر بذلك، وجئت إلى القاهرة ليس لدي أي شيء ولا أعرف أي شيء، واستقريت بها عام 1980.

كنت أمينًا لتنظيم اليسار وأنا في المرحلة الثانوية عام 1976، وعندما جئت إلى هنا، كانت توصيني أمي قائلة: «اوعى يا ولدي تنسى أهلك وناسك»، ولم أتأخر يومًا عنهم.

أحب قريتي البسيطة وعملت دائمًا وأنا عضو بمجلس النواب على توفير كافة الخدمات مكتملة لها، وذلك بالتعاون مع شقيقي محمود بكري، ودائمًا كنا ومازلنا في خدمة أهل قريتنا البسيطة، وفعلنا كل شيء من خدمات، مثل المدارس، والمعاهد الأزهرية، والوحدات الصحية، ودور الأيتام، والوحدات الصحية، والوظائف.

ما هي أبرز الشخصيات في حياة مصطفى بكري؟

الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، رغم أنني لم أره، والكاتب الصحفي الراحل محمد حسنين هيكل، وكنت مقربًا له بشدة، وأيضًا الرئيس عبدالفتاح السيسي، بوصفه مواطنًا مصريًا، أشعر بأنه قدّم الكثير للوطن.

لي العديد من المواقف مع الكاتب الراحل محمد حسنين هيكل، وفي كل تجربة صحفية كنت آخذ رأيه، ويوم تأسيسي جريدة الأحرار اليومية، أصدرتها بعد 15 يوما فاستعجب وقال: «إزاي ده جنون»، فكان ردي عليه بأننا مجموعة شباب نشيطين، ونستطيع أن نقدم كل جديد، وكنت مترددًا في رئاسة تحرير جريدة الأحرار، لتباين الخط السياسي بيني وبين الأستاذ مصطفى كامل مراد، وقال لي حينها جملة لا أنساها: «السفينة وهي على البر يحكمها قانون، وعندما تبحر يحكمها قانون آخر، أصدر الجريدة، وستجد نفسك تقدم ما تريدـ ولن يستطع أحد الوقوف ضدك»، ومواقف كثيرة دعمني فيها بقوة الأستاذ هيكل.

كيف تحب الرئيس الراحل جمال عبدالناصر؟

شاركت في جنازة رمزية للرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وأنا عمري 14 عاما فقط، وأنا ناصري من البداية بحكم الانتماء الاجتماعي والسياسي، ويمكن أن أقول أنا لست بدرويش ناصري، ولكن أنا قارئ للناصرية جيدًا، وكاتب عن الناصرية، وأبرز ما كتبته: «موسوعة عبدالناصر 67»، و«هزيمة الهزيمة».
وأذهب في المناسبات الثلاث، منذ أكثر من 20 عاما، الميلاد والرحيل وثورة 23 يوليو، لضريح عبدالناصر، وعلاقتي وطيدة جدًا بأبناء عبدالناصر حتى الآن، ودائمًا مع هدى وعبدالحكيم عبدالناصر، ونتواصل بشكل مستمر.

أخذنا منصة الأسبوع الصحفية، لنؤدي رسالتنا بعد الأحرار، والأسبوع تأسست عام 1997، وحتى الآن تواكب التطورات في العصر الحديث، وأجرينا تطورات في الموقع، وحاولنا أن نلحق الركب بكل ما نملك.

ماذا عن قضية الاغتيال التي تعرضت لها؟

في الحقيقة فوجئت في فترة من عام 2017، أنه تم تعيين حراسة علي منزلي، وجاءني اتصال من اللواء طارق صابر كان في جهاز الأمن الوطني، وطمأنني وطالبني بعد الشعور بأي قلق، وعند توجهي لجهاز الأمن الوطني فيما بعد لمعرفة ماذا حدث، فوجئت بترصد إحدى المجموعات الإرهابية بي.

ورافقتني حراسة خاصة وضباط وعدد من أفراد الأمن، بسيارة تابعة لوزارة الداخلية، ومجودين حتى الآن، وعندما ذهبت للسؤال عن الأمر، قابلت المستشار تامر الفرجاني المحامي العام الأول لنيابة أمن الدولة، وسألته: «يا فندم أنا عاوز أعرف قضية الاغتيال التي كانت تخصني»، واطلعت على المحضر، ووجدت به اعتراف المتهمين، بنيتهم اغتيالي يوم الخميس، مدبرين لي أمام مول العرب بمدينة السادس من أكتوبر خلف مينا جاردين بشارع عبدالمنعم رياض عند المطب الصناعي، أمام المول كانوا مجهزين سيارة بها 3 أفراد بسلاح آلي.

لماذا خُطط لاغتيالك؟

بسبب موقفي من الإخوان، والمدبر لهذا الأمر كانوا جماعة تابعة للجناح العسكري للإخوان، واعترفوا بعد القبض عليهم، وقالوا بسبب هذه المواقف أرادنا اغتياله، ووقوفه إلى جانب القيادة العسكرية، وما إلى غير ذلك؟.

وهذه ليست المرة الأولى؛  فدائمًا ما يجد الأمن الوطني اسمي على قوائم اغتيالات الإرهاب، وهذه مسائل لا تهم الحقيقة، فهي متروكة لله، ويجب علينا أن نودي رسالتنا.

ماذا عن تعليقك على وادي النطرون «ده مش سجن ده أنا كده مدخلتش سجن»؟

أُودعت سجن طرة نحو 5 مرات؛ الأولى في مظاهرات 1977، وكنت على رأس المظاهرات في قنا، وتم حبسي 3 أشهر، كان عمري تقريبًا نحو 21 سنة، وبعد ذلك حصلت على البراءة.

والمرة الثانية كانت خلال  مظاهرة في قنا عام 1980؛ مظاهرة كان بها نحو  5 آلاف، كانت ضد إنشاء سفارة إسرائيلية في مصر، وتم حبسي في سبتمبر 1981.

أما المرة الثالثة، فكانت في حملة لرئيس الراحل محمد أنور السادات؛ نظرًا أنني كنت معاديًا لاتفاقية كامب دايفيد وغيره، وكنت موجودا في القاهرة، كنت أقرأ الأسماء، فوجدت اسمي رقم 176، ومطلوب القبض علي، فذهبت قوات الأمن لبلدتي، في محاولة للقبض عليا، وظللت هاربًا بضعة أشهر، حتى جاءتني الوالدة من البلد، وتابعوها نزلت في محطة الجيزة، وكنت وقتها أسكن في المعادي، وبعد وصولها بنحو ساعتين، كانت قوات الأمن تحاصر الماكن، وكان يرافني وقتها شقيقي محمود بكري، والذي اتُهم بالتحريض.

تم اقتيادنا بعد ذلك إلى سجن مزرعة طره، ودخلنا في إضراب عن الطعام نحو 16 يومًا في هذا الوقت، عندما جاءني ضابط من الحرس الجمهوري لمقابلة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، مع 32 شخصًا آخر، عاد وأخبرني: «أنا مش هعرف آخد واحد مش قادر يمشي»، وقضيت نحو شهرين في السجن، وخرجت في الدفعة الثانية.

أما المرة الرابعة التي تم القبض عليا فيها، كانت بتهمة الحديث عن حقوق الإنسان في إحدى الدول الخليجية، وتم اقتيادي لأحد السجون، واتضح يما بعد أنه سجن الجمالية، وخرجت بكفالة.

وفي المرة الخامسة عام 2003، تم إلقاء القبض علي في قضية نشر ضد  أحد الأشخاص، وتم الحكم علي بالسجن أنا وشقيقي محمود بكري عاما كاملا، وتقدمنا بمعارضة، وخرجنا بعد 23 يومًا، وبعدها تنازل مُقدم الشكوى، وانتهى الأمر، وأفتخر بكل هذه المواقف؛ نظرًا أن كلها قضايا وطنية وسياسية لصالح البلاد.

ما هو أطرف المواقف الأمنية التي مرت عليك؟

جاءتني مباحث أمن الدولة وأنا في المرحلة الإعدادية، للقبض علي بتهمة التحريض؛ لأنني خرجت في المسجد، وطالبت الناس بتشكيل جمعية للوعي الاشتراكي وحقوق الإنسان والفقراء فذهبت وبدأوا بسؤالي عن المحرض والسبب وغير ذلك.

لما كنت تعارض الرئيس مبارك وقت حكمه؟

عندما كان الرئيس الراحل محمد حسني مبارك، يصنع فعل صحيح كنت أشيد به، وأقول جيد، وفي النهاية كنا نبدي رأينا، ولم نكن في أي وقت ضد مؤسسات الدولة، وكان كثيرًا من الوقت يحادثني من المنزل، ويستفسر عن بعض القضايا قائلًا: «اإنت قولت النهاردة كذا إشرحلي ده». 

وعلى الرغم من ذلك، الرئيس الراحل مبارك أرسل جمال وعلاء يوم جنازة والدتي، وكانت في مسجد عمر مكرم عام 2014، وكانوا خارج السجن منذ فترة قصيرة، وفوجئت بعلاء مبارك يبلغني اعتذار والده، لأنه مريض في المستشفى ومازال محتجزا، وأرسلهم بالنيابة عنه، وأنا في الحقيقة أكبرني هذا الأمر، وحضرت جنازة ابن علاء مبارك سابقًا، في عام 2008، وكنت عضوًا بمجلس النواب حينها، وأقيمت ضدي حملة شرسة بسبب ظهورهم في عزاء والدتي، بينما كنت أقدر هذه اللفتة الطيبة من مبارك.