منال لاشين تكتب: جريمة فى القصر.. تكريم خبيرات التجميل والكيك والتريند كرمز للمصريات

مقالات الرأي

منال لاشين
منال لاشين

٣٨٪ من النساء الأكثر تأثيرًا مسئولات فى الحكومة

٢٠٪ من قمة الملهمات مسئولات فى البنوك والشركات التى قدمت دعمًا ماليًا للاحتفال

كيف نتجاهل تكريم الدكتورة آمنة نصير ونيهاد أبو القمصان لصالح تكريم نجمة التريند؟


حين يصل الأمر إلى القصر يجب أن يكون الاحتفال والمحتفى بهن على قمة المجتمع، وحين تشارك الدولة ممثلة فى المجلس القومى للمرأة إحدى المجلات أو المنتديات فى إطلاق قمة نسائية لأكثر ٥٠ مصرية تأثيرا، فيجب أن نحسن اختيار سفيرات المرأة المصرية، خاصة حين يكون الحديث عن النساء الأكثر تأثيرا.

 

الحدث كان منذ أيام وأسماء كبيرة حضرت الحدث، ولم يمنع رئيس المجلس القومى للمرأة مايا مرسى من الحضور إلا الشديد القوى، فقد أصيبت فى حادث سيارة منذ أيام قليلة أثناء ذهابها للمطار للمشاركة فى فاعلية طريق الكباش، فاضطرت وزيرة التخطيط الدكتورة هالة السعيد أن تحل محل مايا، والحقيقة أنا بازعل على المستوى الشخصى حين أرى هالة السعيد مزنوقة فى بعض الفعاليات أو محشورة مع بعض الشخصيات التى لاترقى علميا وعمليا معها هى وبعض النساء المتميزات حقا فى هذه الاحتفالات العبثية، والاحتفال مشاركة بين منتدى الخمسين امرأة الأكثر تأثيرا فى مصر، والمجلس القومى للمرأة، وسفارة الاتحاد الأوروبى، ولذلك أبدأ لكم بالخمسين سيدة الأكثر تأثيرا فى ٢٠٢٠، واللاتى تكون منهن المنتدى، ولاحظوا قوى قوى قوى تعبير الأكثر تأثيرا.

 

تشكيل المنتدى النسائى اللى اتعمل عليه قمة الأسبوع الماضى تشكيل فريد وموحى ولطيف وعجيب، والأهم أنه لا يمثل المرأة المصرية المتميزة خاصة النساء اللاتى خصصن حياتهن للدفاع عن حقوق المرأة.

خذ عندك ٣٤٪ من الخمسين امرأة من نساء الحكومة أو الرسميات. الـ٨ وزيرات اللى فى الحكومة، والمحافظة الوحيدة ونائبتى وزير ونائبتى محافظ بالإضافة إلى مايا مرسى نفسها وبذات نفسها واثنتان من رؤساء البنوك العامة التى يسيطر عليها البنك المركزى واثنتان من القيادات النسائية بالبنك المركزى.

ولم أر فى أى قائمة عالمية مماثلة حريمى أو رجالى مثل هذا العبث. فالرسميات قلما ما يتم اختيارهن فى مثل هذه المنتديات، لأن الوزيرات والمسئولات سيرحلن ذات يوم عن السلطة من ناحية، ولأن بعض الوزيرات فقط متميزات أو أكثر تأثيرا، وليس كل المسئولات الحكوميات. بديهى أن تكون وزيرة الصحة فى كارثة وباء كورونا مؤثرة وأكثر تأثيرا فى المجتمع أو وزيرة التخطيط هالة السعيد التى تتحكم عبر وزارتها فى تقسيم الموارد على المحافظات والاحتياجات المختلفة للمصريين، أو أن تعتبر أن وزيرة الثقافة من أكثر النساء تأثيرا لأن ملف الثقافة الآن يعد أحد أهم الأسلحة لمواجهة التطرف الضارب فى المجتمع المصرى، ولكننى لا أرى أن وزيرة التعاون الدولى من النساء أو الشخصيات الأكثر تأثيرا فى المجتمع، أو وزيرة البيئة التى ينحصر تأثيرها الوحيد أننا نسينا أن عندنا وزارة بيئة.

ونفس الأمر ينطبق على محافظة دمياط أو نائبات المحافظ أو الوزير على حد سواء.

ولا يمكن لخبير اقتصادى أن يرى أن رئيستى بنكى تنمية الصادرات أو التنمية الصناعية أكثر تأثيرا فى المجتمع. أولا لأنهما ليستا أول سيدات يتولان رئاسة بنك فى مصر، وثانيا لأن البنكين لا يملكان حصة مؤثرة على الإطلاق فى السوق المصرفية ولا المسئولية الاجتماعية، وربما أبلع وجود ميرفت سلطان فى القائمة لأنها أول سيدة تشغل منصب الرئيس التنفيذى لبنك.

 

المشكلة أو بالأحرى الفضيحة الثانية أن القائمة ضمت نساء يملكن تأثيرًا ماليًا صرف فى ٢٠٪ من قائمة الخمسين سيدة الأكثر تأثيرا فى مصر ٢٠٢٠ من المسئولات عن أقسام التسويق أو الاتصالات أو العلاقات الخارجية والمسئولية الاجتماعية فى ٨ بنوك وشركتين، ومن ضمن أعمال هذه الأقسام هو تقديم الإعلانات للمجلات والرعاية المالية للاحتفاليات والحفلات، وبالفعل كانت المؤسسات اللاتى يعلمن بها هؤلاء النساء المحترمات حقا رعاة لحدث قمة المنتدى العبثى.

ومرة أخرى لا أقلل على الإطلاق من أهمية وتأثير بعض من يشغلن هذه المناصب، ولكن بعضهن فقط يمكن حسب عملهن (أكبر تأثير) مثل رؤساء هذه القطاعات فى بنكى الأهلى ومصر لأن حجم المبالغ الخاصة بالمسئولية الاجتماعية فى هذين البنكين يحسب بملايين الجنيهات خاصة الأهلى الذى يتجاوز حجم موزانة المسئولية الاجتماعية ٥٠٠ مليون جنيه.

ولكن ما حجم التأثير الذى تحدثه سيدة فاضلة على المجتمع إذا كان حجم أعمال البنك الذى تعمل به غير مؤثر فى المجتمع على الإطلاق فضلا عن ضآلة النسبة الممثلة للمسئولية الاجتماعية.

 

حين تستعرض بعضًا من الأسماء الأكثر تأثيرا وإلهاما لا بد أن تبدو لك هذه التعبيرات غامضة.فليست كل سيدة ناجحة فى مجالها مؤثرة أو ملهمة. مثلا وجود مالكة ومؤسسة نولا كب كيك فى القائمة محير، وعلى فكرة أنا من عشاق كب كيك نولا، ولكن ليلى صديق من أسرة ثرية وتعلمت فى جامعات كندية فلم تعان فى حياتها ولم تحارب من أجل إثبات وجودها، وفى كل القوائم المماثلة الحريمى أو الرجالى لا نجد أبناء الأثرياء إلا من أفلست أسرهم وبنوا أنفسهم من جديد أو تحدوا مرضًا عضالًا. ونشر الكب كيك ليس مؤثرا أو ملهما لا للنساء أو الرجال. بالمثل الداعية الإسلامية والمذيعة نادية عمارة. مرة أخرى لا يوجد فى ملف برامج أو آراء نادية عمارة اهتماما استثنائيا بقضايا المرأة ورسم صورة المرأة الجديدة من وحى المسلمات الأوائل الملهمات، فضلا على أنها لم تتخرج لا فى الأزهر ولا دار العلوم ولم تحصل على درجة علمية عالية فى الفقه النسائى، ومن هنا لم تصيبك الدهشة لو علمت أن القمة كرمت المذيعة رضوى الشربينى كنموذج للمناضلة المصرية أو طبيبة تجميل وأمراض جلدية لم تكتشف علاجا لمرض أو تطور تنقية فى مجالها.

لأن مفهوم الإلهام ومعيار التأثير مختل منذ اللحظة الأولى للاختيارات، فهناك خلط بين الناشطات فى مجال المرأة وبين مذيعات البرامج النسائية الخفيفة.

 

بالطبع هناك أسماء ملهمة فى القائمة ووصلت إلى مناصب مؤثرة بالفعل وبعضهن لهن حكايات ملهمة مثل: رشا جمال الدين - مديرة مستشفى الأطفال الجامعى التخصصى «أبو الريش اليابانى»، وشيماء عليبة - رئيس مجلس إدارة شركة سويك إنفينتى، وهالة أبو خطوة - مدير الإعلام بمنظمة الأمم المتحدة للطفولة يونيسيف، وأمل مبدى – رئيس الاتحاد الرياضى المصرى لذوى الإعاقات الذهنية، وإنجى الصبان _الرئيس التنفيذى وعضو مجلس إدارة فيكتورى لينك، وهلا الكسم رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذى لشركة كارينا، ورضوى السويفى رئيس قسم البحوث فاروس القابضة، وهند الشربينى - الرئيس التنفيذى لـ«مجموعة التشخيص المتكاملة».. ورئيس تحرير مدى مصر لينا عطا الله، ورشا قلج نائبة مجلس الشيوخ ومؤسسة جمعية أكثر من مجرد أم للنساء المصابات بالعقم، وريم أسعد نائبة رئيس شركة سيسكو العالمية لمنطقة الشرق الأوسط.

ولكن هناك ملهمات ونساء أكثر تأثيرا مثل الناشطة الحقوقية نهاد أبو القمصان التى سلطت الضوء وساعدت المصريات اللاتى كن بلا شهادات ميلاد فضلا عن البطاقة الشخصية، ولها إسهامات فى كل قضايا المرأة، والدكتورة الفقيهة آمنة نصير الأكثر اهتماما بفقه النساء وحصولهن على حقوقهن من الداعية اللطيفة نادية عمارة، والمحامية مها أبو بكر صاحبة الباع فى قضايا الأحوال الشخصية، هناك شابات ونساء مصريات ملهمات بتحديهن واقع الفقر والجهل. نساء بدأن بمحو الأمية ووصلن إلى الدكتوراه والماجستير. هناك ملهمات تحدين واقع تهميش النساء، ووصلن إلى مناصب للمرة الأولى مثل داليا الباز أول سيدة تصل لمنصب نائب رئيس البنك الأهلى أكبر وأهم بنوك مصر. وفى منصبها تتولى داليا المهام التالية الإشراف على قطاعات المخاطر والعمليات المصرفية وتكنولوجيا المعلومات والرقابة الداخلية وإدارة مشروعات تحديث البنك وإجراءات التشغيل المعيارية وتنفيذ ومتابعة الائتمان، وهناك بالطبع عشرات من النساء الملهمات والمؤثرات فى المجتمع المصرى داخل جامعات مصر وخارجها وعالمات، وأستطيع أن أقدم لمايا مرسى عشرات النساء المصريات أكثر وأعظم تأثيرا وإلهاما من هذه النماذج..

حرام عليكم تصغروا مصر ونساءها.