"أمك بتصرف عليك".. "الفجر" يحاور أم طالب شرع في قتله مجرم وأكملت عليه المستشفى (فيديو وصور)

حوادث

محررة الفجر مع والدة
محررة الفجر مع والدة الطالب القتيل



"أنا راجل وبشتغل، وأنت أمك بتشتغل وتصرف عليك".. كانت الكلمات القاسية التي سقطت على الطالب "ياسين خالد" البالغ من العمر 17عامًا، من العامل بورشة ألوميتال ويدعى "سامح مبروك" البالغ من العمر21عامًا، لم يتوقف المتهم عند ذلك، بل أساء إليه بالعديد من الألفاظ الخارجة، وعند معاتبة المجني عليه، ليتوقف عن ذلك، تطاول أكثر المتهم، أثناء محاولة الجيران لتهدئة الموقف، دخل مسرعًا المتهم للورشة، واستل آلة حادة "مبرد حديد ألوميتال" وباغته المتهم برأس المبرد في جنبه بطعنة نافذة تصل عمقها لـ 3سم، وجرح أيضًا باليد يصل لـ 3سم، حتى سقط الطالب أمام الجيران سائلًا الدماء.

ليلة مأساوية عاشتها الأم بين العديد من آراء أطباء القصر العيني منذ دخول نجلها المستشفى لإنقاذة، والتي انتهت بالإهمال في الحالة، وبدلًا أن يجرى له العناية الكاملة، اكتفى أحد الأطباء بخياطة الجرح وخروجه من المستشفى، حتى ساءت حالته بالقئ والرعشة المستمرة، حتى ذهبوا به في صباح اليوم التالي، ليتلقى صدمات على عضلة القلب التي في طريقها للتوقف، حتى توقفت عن الحياة، وكانت الصدمة التي تلاقاها أسرة الطالب.

انتقلت محررة "الفجر" لمنزل الطالب "ياسين" للتحدث مع والدته، لكشف كواليس مقتله على يد عامل ألوميتال ببولاق الدكرور.

الأم: ولد متربي وعنده أخلاق
بعيون باكية وقلب يحتسر من الألم، كانت والدة الطالب "ياسين خالد" تجلس على أحد الكراسي بأسفل صورة نجلها المعلقة في الشقة، تنظر لضحكته التي تملأ وجهه، قائلة: "كان ولد متربي وعنده أخلاق"، سالت دمائه غدرًا بعد ضربه (بقطعة ألوميتال) على يد عامل بمحل ألوميتال المجاور لعقارنا.

توفى والد الطالب منذ كان عمره السابعة، ولسبب كبر عمر جده وجدته، فكان مابين منزلهم بحدائق الأهرام، ومابين منزل والدته ببولاق الدكرور، كعادته كل أسبوع وخاصة يوم الجمعة يذهب الشاب من حدائق الأهرام لمنطقة بولاق، ليقيم عده أيام برفقتها، لتقول الأم: "كان طيب وبيحبني أنا وأبوه ومن حنيته، لم يترك جده وجدته في هذا العمر بمفردهما، وكذلك لا يتركني أيضًا"، ففي آخر مرة قالت له والدته: " كان بيأخذ في بولاق دروس للثانوية العامة، فقولتله خليك ياياسين بدل ماأنت كل 3 أو 4 أيام تمشي خليك كمل الاسبوع، لأنه المفروض بيمشي يوم الثلاثاء لأنه عنده درس في الهضبة يوم الأربعاء والخميس، فسمع كلامي وقعد بالفعل"، لتضرب الأم نفسها على صدريها ندمًا عن إصرارها أن يكمل الأسبوع معها: "يارتني ماخليته يقعد".

الأم: والدي المتهم منفصلين وبتاع مشاكل
تتنهد كثيرًا وأعينها الصغيرتين تدمع على فراق نجلها، لتستكمل الأم حديثها إلى "الفجر"، قبل الواقعة بيوم وهو يوم الثلاثاء، فذهب "ياسين" لشقيقه الأكبر "عبد الرحمن" ليشتكي من شخص ويدعى "سامح مبروك" المتهم، والبالغ من العمر21عامًا، لما يفعله من مضايقاته في الذهاب والرجوع، فوعده شقيقه أنه وهو عائد غدًا سيذهب له ويوقفه عند حده، ولكن كان موت شقيقه أسرع.

تفاجأت الأم وهي جالسة في المستشفى في انتظار نجلها أثناء الكشف عليه، أن جميع قاطني الشارع يشتكون من هذا الشخص (المتهم): "دا بيضايق دايما عيالنا، وياما اشتكيناه لصاحب الورشة، لكن مفيش فايدة"، لتكشف الأم، عن هوية المتهم قائلة: "سامح والده والدته كانوا ساكنين في الشارع وواخدين أوضه متأجرة، ولكن بعدها انفصلوا وكل واحد مشي من أهله، وصاحب ورشة الألوميتال شغله عنده صبي يسترزق، وكان بينيمه في المحل ويقفل عليه".

المتهم قال لابني: أمك بتشتغل وتصرف عليك
في ليلة الأربعاء المشؤومة، كان القدر ينتظر نجلها، فتتذكر الأم لحظات قتله على يد الشاب التي سولت له نفسه أن يرتكب مثل هذه الجريمة: "كان نجلي ذاهبًا لأخذ درس له بالقرب من المنزل، فقابله المتهم لمضايقته مرة أخرى، وأثناء هزار المتهم معه بطريقه ساخرة، ابني قاله انت ماتهزرش معايا أنت مش صاحبي، ليرد المتهم انت بتتعالى علينا ليه، ليقول له ابني أنا مش بتعالى على حد، ملكش دعوة بيا، ليسخر المتهم منه، ويقول له أنا بشتغل وبصرف على نفسي، الدور الباقي عليك اللي أمك بتشتغل وتأكلك، وراح شتمه بألفاظ صعبة، وراح ضربه"، وأثناء ذلك تجمع الجيران لإنهاء المشاجرة، ولكن كانت يد الغدر أسرع من أي شئ.

كانت الأم تجلس بعادتها في المنزل في انتظار نجلها الصغير، لأخذ وجبة العشاء معًا، ولكن كانت صوت فتاة صغيرة تجرى على سلم العقار على كلمة واحدة: "الحقي ياطنط ياسين مرمي على الأرض وغرقان في دمه"، لم  تتمالك أعصابها فذهبت مسرعه إليه، "ابني..ابني..مالك..ايه الي حصل"، ليأتي شقيقه (عبد الرحمن) وكل شباب الشارع ليحملوه سريعًا لأحد المستشفيات.

تمسك المنديل لتزيل دموعها المليئة على وجهها، لتقول: "رحنا بيه كذا مستشفى 3 مستشفيات ولا مستشفى قبلته، وفي الآخر رحنا القصر العيني"، حاولت الأم رؤية نجلها، فمجرد رؤيته كان الدم ينزف من كل مكان، أجرت المستشفى 4 أشعة له، وأبلغ الدكتور الأسرة أنه يحتاج تركيب أنبوبة لأن هناك هواء دخل جسمه، عندما استمعت الأم لكلام الدكتور، أطلقت صرخات عالية  فسقطت على الأرص مغمى عليها، وذلك خوفًا عليه وأن حالته خطيرة.

الجيران جمعوا فلوس عشان يدخل يعمل أشعة
توصف الأم، الحال بداخل المستشفى، قائلة: "ابني أول مادخل كان الكلام كثيرًا، مابين يتعمله استكشاف واشعة، ومابين يتحجز يومين، ولكن الدكتور تركه في غرفة الطوارئ وذهب، حاولنا نروح نعمله أشعة كانت بالدور، فقام أهالى الشارع المتواجدين معانا بتجميع فلوس، ليدخل يعمل الأشعة، كان وقتها نجلي بيترعش وشفايفه كلها بيضاء.

الدكتور للأسرة: "صدره مليان مية أو قاطع النفس هاتوه"
خروج الطالب من المستشفى، لكن الدكتور أبلغ أسرة "ياسين"، قائلًا، "لو لقيتوه قاطع النفس هاتوه، أو لو حطيتو ايديكم على صدره ولقيتوه ملئ بالماء، هاتوه المستشفى"، سقطت تلك الكلمات كالصادمة، ولا تفهم الأسرة ماذا يحدث لنجلهم

الشقيق: أخويا مكنش قادر يأخذ نفسه ويرجع مايشربه
ليلتقط الحديث شقيقه الأكبر، فقال للدكتور "طب لو مش قادر ياخذ نفسه، نجيبه"، ليرد بالرفض، قائلًا، "لو صدره ملئ بالماء هاتوه"، ليتعجب الشقيق ماذا يفعل، وهو يري شقيقه في هذه الليلة تعبان ويرتعش.

منذ الساعة الثامنة مساءً حتى الساعة الثالثة فجرًا،  قررت المستشفى عمل خروج لياسين، لتقول الأم: "كنا شايلينه وعمال يترعش وبيرجع، والترجيع لا يتوقف"، دخلت المنزل الأم وحاملة نجليها، ليطلب أن يشرب ويشرب ماء ساقع،" كانت حالته غريبة ومكناش عارفين نعمل ايه"، كانت تعطيه العصير أو الماء، وبعد ثوان يخرجوا من فمه بلون بني داكن هذا حسب ماوصفته الأم.

الشقيق: رحنا بياسين ونفسه قاطع
وفي صباح الليلة المشؤومة، مع استمرار حالة "ياسين" السيئة ومع الترجيع، كان التعب يزداد كثيرًا، فطلب المجني عليه من شقيقه أن يشرب عصير، فمجرد أن شرب كانت حالة الترجيع مستمرة، فقرر أن يأخذه للمستشفى مرة أخرى بمساعدة أصدقائه، يقول الشقيق: "أول ماوصلنا مستشفى القصر العيني، رفضت تدخله، فقام أصدقاء المجني عليه بالاقتحام، حتى أجلسوه على السرير المتنقل، وقتها دخل غرفة الصدمات وقعدوا الدكاترة معاه ساعة".

أحد الدكاترة للأم: إزاي إبنك يخرج من المستشفى
تلقت الأم مكالمة هاتفية وهي في النيابة من نجلتها: "الحقي ياماما ياسين بيموت"، على الفور ذهبت مسرعة، ووجدت نجلها في غرفة الصدمات، وكان هناك دكتور يقول: " مين اللي قال الواد دا يخرج دا محتاج رعاية"، لتشاور الأم بأصبعها على الدكتور الذي قرر خروجه، لتخرج أحد الممرضات لتبلغها: "عضلة القلب واقفة، ابنك مفهوش نفس"، لتسمع الصرخات من كل مكان على وفاة نجلها.

تطالب بحق نجلها من دكتور مهمل
كان راجل منذ صغره، لتتذكر الأم طفولة نجلها وأحلامه لتقول: "كان بيحلم يدخل كلية سياسة واقتصاد، ودايما يقولي هعوضك يا أمي بعد وفاة والده، وأطلعك عمرة، كان بيحبنا أوي، ويحب والده جدًا.. أهو راحله خلاص"، لتطلب الأم في ختام حديثها: "عايزة حق ابني، وكل دكتور أهمل فيه يتحاسب".

كواليس الواقعة
كان قرر قاضي المعارضات بمحكمة جنوب الجيزة، استمرار حبس فني ألوميتال، 15 يوما على ذمة التحقيقات، بعد توجيه له تهمة قتل طالب خلال مشاجرة  بمنطقة بولاق الدكرور.