في ذكرى ميلاده الـ90.. بليغ حمدي بطل الألحان بـ ملحمة العبور

الفجر الفني

بليغ حمدي
بليغ حمدي



يتزامن ذكرى ميلاد الموسيقي العبقري بليغ حمدي، الموافق اليوم الخميس، مع احتفالات انتصارات 6 أكتوبر، والذي يعد واحدًا من الذين عبروا عن هذا الحدث والانتصار بألحانه التي مازلنا نرددها حتى الآن.

برع في الأغاني الوطنية، واستطاع أن يترجم مشاعر المصريين في جمل لحنية مليئة بالمشاعر، حيث كانت الأغنية الوطنية بالنسبة لبليغ حمدي السلاح الكبير الذي لم تستطع إسرائيل اختراقه، أو تحاول إبطال مفعوله وتحد من انتشاره بين الشعب المصري.

ومن بين هذه الأغانى التي تم كتابتها وتلحينها وتسجيلها بعد ساعات قليلة من عبور الجنود لخط بارليف ورفع العلم المصري على سيناء، أغنية "على الربابة بغني" التي غنتها المطربة الجميلة وردة، حيث لم يستطع الموسيقار بليغ حمدي الانتظار لوقت طويل، فبمجرد سماع خبر انتصار الجيش المصري في معركته مع الجيش الإسرائيلى سارع للذهاب إلى مبنى التليفزيون في نفس اليوم 6 أكتوبر.

كانت معه وردة والشاعر عبد الرحيم منصور، ونظرًا لحالة التوتر التابعة للحرب، قام أمن التليفزيون بمنعهم من الدخول بحجة عدم وجود تصاريح بذلك، وعندما علم رئيس الإذاعة وقتها محمد محمود شعبان "بابا شارو" أمر الأمن بالسماح لوردة وبليغ ومعهم الشاعر عبد الرحيم منصور بالدخول، وقام الثلاثة بتسجيل الأغنية وإذاعتها فجر اليوم التالي.

وهناك قصة تداولها المقربون من بليغ حمدي، حيث استيقظ بليغ حمدي على أصوات وزغاريد تأتي من سكان العمارة ومن البيوت المحيطة به ومن المارة بالشارع، يهتفون ''الله أكبر الله أكبر مصر انتصرت.. انتصارنا''، وعرف من الإذاعة نجاح القوات المسلحة في عبور وتحطيم خط بارليف، وبمجرد أن سمع بليغ البيان الصادر من القوات المسلحة، انطلق مسرعا وفي يده العود وبعض الأوراق إلى مبنى الإذاعة واتصل تليفونيًا بالشاعر عبد الرحيم منصور ليلحق به.

وفي الطريق كان بليغ يسمع هتافات الناس في الشارع وهم يرددون ''الله أكبر الله أكبر بسم الله الله أكبر''، الأمر الذي جعله يلتقط هذه الكلمات وبدأ بها مقدمة الأغنية، وعند وصوله إلى مبنى الإذاعة كان في استقباله الشاعر عبد الرحيم منصور، وقام بتسجيل الأغنية وأخذ المخرج محمد سالم نسخة من الأغنية وانطلق مسرعًا ليعرضها بالتليفزيون مع لقطات حية مصورة من عبور قواتنا المسلحة بالزوارق المطاطية لخط بارليف.

وجاءت أغنية ''فدائي'' التي تم انتاجها عام 1976، بمثابة الشرارة الكبيرة للجنود والمصريين في الفترة التي أعقبت النكسة في القتال والتضحية بروحة من أجل الوطن، وقد أطلقها الشاعر محمد حمزة ولحنها الموسيقار بليغ حمدي وترجمها بصوته العذب العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، وحفذت الأغنية الجنود على الجبهة وعلى إثرها قاموا بعمليات انتحارية كبيرة كانت لها الفضل في النصر الكبير بأكتوبر، وقد تم انتاجها عام 1967.

استطاعت ألحان "بليغ" وحدها صنع نجومية العديد من نجوم الطرب على رأسهم الفنانة وردة الجزائرية والتي عشقها بليغ، وقدم لها أجمل ما لديه من ألحان، ومنحها النجومية على طبق من ذهب، واقتصرت ألحانه لفترة طويلة جدًا لها بمفردها دون النجوم الآخرين، وعلى رأسهم العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ الذي قدم معه من قبل أجمل ألحانه.

أغنية "عاش اللي قال" لم تذكر اسم الرئيس محمد أنور السادات، البعض يحلو له أن يردد حبًا فى بليغ أنه رفض أن يغنى باسم الرئيس، لأنه عزَّ عليه اختصار الانتصار في شخص الرئيس، أسوة بما كان يحدث في زمن ناصر، وتردد أن التسجيل الأول كان يتضمن اسم السادات، وتلك بالمناسبة حقيقة، إلا أن الذى حذف الاسم هو الرئيس، الأغنية كما كتبها محمد حمزة ذكرت اسم السادات، كما أنها لم تغفل أسماء عدد من الملوك والأمراء العرب، وأرسلها وزير الإعلام عبدالقادر حاتم للرئيس السادات، الذى طلب حذف الأسماء والاكتفاء فقط بالإشارة إليه "عاش اللي قال الكلمة بحكمة وفي الوقت المناسب" وأيضًا للزعماء العرب "عاش العرب اللي في ليلة أصبحوا ملايين تحارب".