خبير آثار يطالب بعودة أقدم كسوة لباب الكعبة المشرّفة من تركيا

أخبار مصر

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان أن السلطان سليم الأول بعد دخوله مصر والحجاز عام 921- 922هـ / 1516م بعث في عام 922- 923هـ / 1517م بإحضار كسوة باب الكعبة الشريفة من مكة المكرمة والتي كان قد أعدها المماليك في مصر في العام السابق، بعد استبدالها بالكسوة الجديدة، وأودعها في مسجد أولو جامع ببورصة بتركيا والموجودة به حتى الآن.

مسجد أولو جامع
وأضاف ريحان أن مسجد أولو جامع بالتركية تعنى الجامع الأعظم ببورصة بناه السلطان العثماني بايزيد الأول أواخر القرن الرابع عشر الميلادي بمدينة بورصة، بتركيا. واسم الجامع مأخوذ من اسم جبل "أُولو" ويوجد به كسوة باب الكعبة الشريفة التي أعدها المماليك في مصر عام 1516م، وقد أُحضرت الكسوة من مكة بعد استبدالها بأخرى جديدة في أول حج بعد دخول العثمانيين لمصر والحجاز، وهي أقدم كسوة كاملة لباب الكعبة معروفة حاليًا في العالم.

ونوه ريحان إلى أن طول الكسوة الشريفة 6,5م، وعرضها 3.45 م وبها خيوط من حرير، وظلت الكسوة الشريفة معروضة بالجامع مُعلقة على جدار الجامع حتى تم البدء في ترميمها عام 2009م بعدما اهترأت بشدة وكانت الكسوة في حالة متهالكة للغاية بعد عرضها مدة 600 عام بالجامع مُعلقة في وضع رأسي وفي هواء الجامع المتغير برودة وحرارة خلال شهور السنة والأعوام.

فتم إصلاح المناطق المهترئة منها باستخدام الأقمشة الداعمة واستُخدمت التقنيات الحديثة لإعادتها إلى وضعها الحالي بعد الترميم دون تدخل في حالتها الأصلية.

ولفت الدكتور ريحان إلى أن الكسوة وضعت بعد الترميم عام 2013م في صندوق زجاجي محكم تحت درجة حرارة ورطوبة ثابتة للمحافظة عليه، وتم تعليقها في وضع مائل قليلًا للمحافظة عليها وعرضها للمصلين ولزوّار الجامع.

وتابع أن هناك خمسة أجزاء معلقة أعلى الكسوة يتدلى أربعة منها بنهاية مثلثة، أما الخامسة الوُسطى فشكلها مربع ومكتوب عليها أسماء السلاطين العثمانيين، والفارق الظاهر للعيان بين الأجزاء الأربعة المعلقة أعلى الكسوة والجزء الخامس المستطيل المُعلق في وسطهم والذي عليه الكتابة العثمانية تُشير إلى أن تلك الكتابة قد تكون أُضيفت لاحقًا مما يعد تغيير لمعالم أثر هام.

كسوة الكعبة 
وأشار ريحان إلى أن الأدلة الأثرية تؤكد صناعة هذه الكسوة فى مصر وقد أعدها السلطان المملوكي طومان باي للكعبة حينما تولى حكم مصر بعد هزيمة ومقتل سلفه السلطان المملوكي قنصوه الغوري في موقعة مرج دابق، حيث تُشير المصادر التاريخية أنه لم يحج أحد عام 1516م برًا من مصر نظرًا لانشغال المماليك بالإعداد لمعركتهم ضد العثمانيين فأرسل طومان باي تلك الكسوة سرًا بالبحر إلى مكة المكرمة ودليل ذلك هو أن الشعار الخاص بطومان باي هو نفسه الموجود على الكسوة المعروضة الآن بمسجد أولو جامع مما يؤكد صناعتها في القاهرة.