مدير برنامج أطفال وكبار بلا مأوى: لدينا 16 ألف حالة في الشارع.. ونعمل على حماية 80% من الأطفال ودمجهم (حوار)

أخبار مصر

جانب من الحوار
جانب من الحوار


برنامج أطفال وكبار بلا مأوى بوزارة التضامن الاجتماعي، يعمل على حماية الأطفـال بلا مـأوى؛ وذلك مـن خلال تقديم خدمات الرعاية والتأهيل لهم، ودمجهم في المجتمـع، تماشيًا مـع سياسة الوزارة، التي تعتمد على تجفيف المنابع والتدخل الفـوري للحد من الظاهرة.

 

ويعمل البرنامج في العشر محافظات الأعلى كثافة، بناءً على نتيجة مسح 2014، وهي: "القاهرة، الجيزة، القليوبية، الإسكندرية، المنوفية، الشرقية، السويس، بني سويف، المنيا، أسيوط"، ويمتد عمل البرنامج في أربعة محافظات أخرى هي: "الإسماعيلية، بورسعيد، الغربية، الفيوم".

 

وحاورت بوابة "الفجـر" الإلكترونية، حسني يوسف مدير برنامج حماية الأطفال والكبار بلا مأوى بوزارة التضامن الاجتماعي.







وإلى نص الحوار:

 

ما مكونات الوحدات المتنقلة على مستوى محافظات الحمهورية؟

لدينا 17 وحدة متنقلة، كل وحدة يعمل بها فريق عمل مكون من أخصائين اجتماعين ونفسين، ومسعف، وأخصائي إدارة حالة، وسائق، تم تصنيعهم في الهيئة العربية للتصنيع بتصميم مختلف، ومحدد ومخصص لجذب الأطفال من الشارع.

 

ما هي أهداف برنامج أطفال وكبار بلا مأوى؟

حماية 80% من الأطفال بلا مأوى، بتقديم خدمات التأهيل والإعاشة لهم، بالإضافة إلى دمج 60% من الأطفال بلا مأوى في الأسر أو دور الرعاية، كما نعمل على تقليل نسب تسرب الأطفال للشارع بنسبة 60%، عن طريق آلية مستدامة للرصد وإدارة الملف ومأسسته، بجانب رفع الوعي المجتمع بقضية الأطفال بلا مأوى.







ما هي المحافظات الأكثر انتشارًا لظاهرة أطفال وكبار بلا مأوى؟

تم عمل الإحصاء لهذه الظاهرة، والذي أكد أن لدينا 16 ألفًا و 19 حالة في وضعية الشارع، ويتركز نحو 80 % منهم في عدد من المحافظات، وهم: "القاهرة، الجيزة، الإسكندرية،وبني سويف، المنيا، أسيوط، المنوفية، الشرقية، السويس"، وتم التوسع في 3 محافظات أخرى، وهي: "بورسعيد، الفيوم، الغربية".

 

ما هو مبلغ تمويل برنامج أطفال وكبار بلا مأوى؟

تم تمويل البرنامج بمبلغ 114 مليون جنيه من صندوق تحيا مصر، و50 مليونًا من وزارة التضامن الاجتماعي.

 

كم عدد المؤسسات الموجودة بالمحافظات؟

لدينا 21 مؤسسة في 13 محافظة.







ما العناصر الأساسية التي تعمل عليهم مؤسسات الرعاية؟

تعمل علي عناصر أساسية كتغير البرامج والأنشطة، بما يتناسب مع إعادة تأهيل الأطفال، لتنمية مهاراتهم وقدراتهم وتعليمهم، وفي حالة وجود صعوبة في التعليم، فالبديل هو التدريب المهني، تمهيدًا لإعادة دمجه في المجتمع، بالإضافة إلى تطوير هذه المؤسسات.

 

ما المؤسسات التي تم تطويرها موخرًا؟

تم تطوير 6 مؤسسات في البنية التحتية، ضمن الـ21 مؤسسة وتم افتتاحهم، وآخرهم المؤسسة الموجودة بالعجوزة، والتي تم افتتاحها من قبل سيدة مصر الأولى حرم الرئيس عبدالفتاح السيسي.







كيف يتم تأهيل الأطفال بمؤسسات الرعاية؟

نقوم بتعليم الطفل أشياء لتعديل سلوكياته، وتغير ثقافته واتجاهاته، بالإضافة إلى مشاركته في اختيار طريقه خلال الفترة القادمة، ولابد أن يكون مقتنع بذلك، حتي لا يخرج إلي الشارع مرة أخرى، فلو استطعنا أن نصل إلى الأسرة والأسباب الذي دفعت الطفل إلى الذهاب للشارع، وقمنا بمعالجة هذه الأشياء، بهذا يتم دمج الطفل في الأسرة مرة ثانية وهذا أفضل له، أما إذا وجدنا الأسرة غير صالحة بسب العنف أو إدمان الأب أو غير ذلك، فلا نستطيع أن نعيده لهذه  الأسرة مرة أخرى.

 

كم عدد حالات الأطفال الذي تم التعامل معهم حتى الآن؟

من بداية يناير 2017 تعاملنا مع ما يقرب مع 27 ألف طفل، منهم 7 آلاف و500 طفل بلا مأوى، وكان المستهدف أن أحافظ علي 60 % منهمـ وإعادة دمجهم للأسر أو المؤسسات، وهذا تم مع نحو 5 آلاف 500 طفل، وحققنا المُستهدف.







كم عدد الكبار بلا مأوى التي تم التعامل معها؟

تعاملنا مع نحو 7 آلاف و 500 رجل بلا مأوى في وضعية الشارع، والذي تم إعادة دمج في دور الرعاية والأسر نحو 1200 حالة، أما باقي حالات التسول، و الأمراض العقلية نقوم أيضًا بإعادة دمجهم .

 

كيف تصنف نوعية الكبار الموجودين في الشارع؟

نستطيع أن نقول أن تصنيف هذه النوعية من الكبار في الشارع تنحصر في 3 أصناف؛ الأول ضعيف البنية، وهو الذي لديه ظروف اجتماعية قاسية جدًا، مثلًا أسرته انتهت بالكامل ولا يوجد من يرعاه، فوجد في الشارع من يعطف عليه أو يسأل عنه، فأعتقد أن الشارع مأوى آمن له، هذا النوع لا يوجد مشكلة في التعامل معه، ويتم تحويله من وضعية الشارع إلى مؤسسة الرعاية للكبار.

 

 الثاني هو الذي يوجد لديه مشاكل عقلية أو ذهنية، وهذا النوع لابد من إيداعه في مؤسسة أمراض عقلية أو أمراض نفسية، حيث يوجد شراكة وتعاون مع وزارة الصحة تحت مظلة رئاسة مجلس الوزراء، أما الثالث هو المتسول، وهو الذي يأخذ الشارع مكان للتسول، وهذا النوع نقوم بتوعيته بمخاطر التسول، ونقوم بمساعدته في إيجاد فرصة عمل من خلال الخدمات التي تقدمها وزارة التضامن الاجتماعي، مثل تكافل وكرامة وخلافه، أو احتياجه رعاية صحية، أو مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر، فنحن نحاول بقدر الإمكان إقناعه بترك التسول، ولو صعب إقناعه يكون هناك تدخل شرطي من قبل وزارة الداخلية.







كيف تتعاملون مع أصحاب المرض النفسي؟

في حالة إصابة شخص بمرض نفسي، ننسق بشكل الكامل مع وزارة الصحة من خلال مستشفيات الأمراض العقلية، والأمراض النفسية، ولابد من إنقاذه من الشارع، ونقوم بإنقاذ الحالة نفسها وحماية من حولها، ولكن لا نستطيع وضعه في مؤسسة رعاية للطبيعيين، نظرًا لاحتمالية حدوث نوبات صرع وانفعالات، وهذا يؤثر بالسلب علي المقيمين داخل هذه المؤسسات.

 

هل يتم أخذ أطفال أو كبار بالقوة؟

لدينا مبدأ لا نأخذ أحد بالقوة سواء كان كبير أو صغير، وإنما عن طريق الإقناع.







هل نستطيع إنجاز خطة القضاء من ظاهرة أطفال بلا مأوى؟

نستطيع الإعلان عن ذلك حينما تكون العناصر الثلاثة: الصحة، والتعليم، ودخل الأسر موجودة، فحينما لا يوجد لدينا فقر أوأمية أو مرض، في هذه اللحظة نقول إننا لا يوجد لدينا أحد في الشارع، تلك هي الأسباب الرئيسية التي تكون مشكلة للناس بشكل عام في وضعية الشارع، سواء كانوا أطفال أو كبار.

 

هل هناك اهتمام من القيادة السياسية للبرنامج؟

برنامج أطفال وكبار بلا مأوي بوزارة التضامن الاجتماعي، يعكس اهتمام القيادة السياسية، ورئيس الجمهورية، بضرورة عمل التدخلات اللازمة تجاه هذه الفئات، سواء كانوا أطفال أو كبار في وضعية الشارع، بالإضافة إلى العمل والتنسيق بين الحكومة والقطاع الخاص، والقطاع الأهلي، فضلًا عن موضوع البيانات، والإحصائيات، لعمل التدخلات المطلوبة.







هل وزارة التضامن الاجتماعي تهتم بالحد من ظاهرة أطفال وكبار بلا مأوى؟

وزارة التضامن تهتم بتلك البرنامج بالمشاركة مع باقي البرامج بالوزارة لتكمله بعضهم، ولكن تعمل الوزارة على المسح لمعرفة حجم الظاهرة، والتي أظهرت أننا لدينا 16 ألفًا و19 طفل، في وضعية الشارع وبلا مأوى في عام 2014 في كافة أنحاء الجمهورية، وعلى أساس ذلك تم عمل خطة تنفيذية تتماثل في البرنامج القومي.

 

كيف تشارك الجمعيات الأهلية وزارة التضامن في هذا البرنامج؟

يوجد عقود شراكة مع الجمعيات الأهلية؛ فالوحدات المتنقلة والمؤسسات مُسندة إلى جمعيات أهلية لتشارك في إدارتها، وهي من الجمعيات الكفء التي لديها خبرة في هذا المجال، كما تم وضع خطه بناءً على شراكة وثيقة قوية بين الوزارة والجمعيات الأهلية المتخصصة في هذا المجال.







ما هي خطة التعامل مع الجمعيات الأهلية في البرنامج؟

 

الآليات التي يعمل بها البرنامج كانت نتيجة جلسات، وورش عمل تمت بين الوزارة وبين هذه المؤسسات المعنية، سواء كانت جمعيات أهلية مصرية، أو منظمات دولية تعمل داخل مصر طبقًا لقانون الجمعيات الأهلية، وهذا يعكس أننا نقوم بالتطوير بما يتناسب مع الخبرات العلمية، كما أن البرنامج في بدايته كانت خطته تهدف إلى الأطفال بلا مأوي، ولكن في عام 2019، جاء لنا تكليف من القيادة السياسية بعمل تدخلات أيضًا مع الكبار المتواجدين في الشارع.

 

هل جميع الأطفال تستجيب للفرق وكيف يتم الوصول لهم؟

فرق العمل ترصد من بداية البرنامج، ولدينا خطة شهرية يتم وضعها لوحدات: جنوب، وشرق، ووسط، وغرب، وشمال، وكل وحدة منهم مثلًا من 1 إلى 31 ديسمبر معروف النقاط الذي تتحرك فيهم، بالتاريخ والساعة وعنوان الشارع الذي تعمل به، وبعد ذلك تنتقل إلى الشارع الأخر.

 

هذا بالإضافة إلى البلاغات التي ترد إلينا من باب الشكاوى بمجلس الوزراء، أو على موقع وزارة التضامن الاجتماعى، أو على صفحة الفيس بوك الخاصة بالبرنامج، أو علي خط نجدة الطفل 16000، أو علي الخط الساخن للوزارة 16439، ويتم التعامل مع أي بلاغات فورًا.







ما مدى استجابة الأطفال لفريق أطفال وكبار بلا مأوى؟

تتوقف استجابتهم حول مهارة الأخصائي الاجتماعي الذي يتعامل مع الحالات، بعد تدريبهم بشكل كامل علي عدم اليأس من الطفل، كما يتم تدريبهم على أساليب ومداخل معينة مع الطفل، وهذه نسبة استجابتهم علية، ولكن هناك بعد الأطفال الذين لم يستجيبو، وهم الأطفال الذين يقودون باقي أطفال الشارع ونسبتهم قليلة.

 

في الختام.. ما الرسائل التي توجهها للمواطنين؟

لديكم دور مهم جدًا في التعامل مع الناس في وضعية الشارع، وأحب أن أقوم بتوصيل رسالة أنكم كمواطنين لو وجدتم أحد في الطريق أو في إشارة مرور، وطلب منكم مساعدة إنسانية مثل أن تقوم بتعديته من الشارع أو الإشارة، فهذا شئ يجب التعاون فيه، لأننا جميعا كمصرين أولاد بلد نتعاون حينما نجد أحد في شدة.

 

ولكن حال وجدتم أحد يتسول، على سبيل المثال طفل جاء ليمسح السيارة، فهذه ليست مهنة أو عمل، نظرًا لا يقوم بييع المناديل مثلًا أو ورد، فلابد وأن تعلموا أنكم إذا أعطيتهم أموال فأنتم تشجعوهم على البقاء في الشارع، فأرجو وأهيب بالسادة المواطنين، إذا تسول أحد، أن توجهوه إلى الطريق الصحيح، وإذا لم تستطيعون أن توجهوهم للأماكن الصحية، فلا تعطوهم أموال، أو على الأقل تقمون بالاتصال على الخط الساخن 16000، أو خط الوزارة 1649، أو خط نجدة الطفل.