أستاذة علاقات دولية لـ"الفجر": المبادرة السعودية بمثابة إعادة تذكير للمجتمع الدولي بأهداف التحالف وسعيه الدائم والمتواصل لتحقيق السلام (حوار)

عربي ودولي

السعودية واليمن
السعودية واليمن



المبادرة تؤكد مبدأ حسن النوايا لدى السعودية

المبادرة السعودية تزامنت مع الحديث عن حجم الانتصارات العسكرية للتحالف العربي

المبادرات السعودية هي هدية انتصار تقدمها ليس فقط للدولة اليمنية ولكن كذلك للحوثيين وإيران

المبادرة السعودية اختبارًا حقيقيًا للإدارة الأمريكية التي رفعت الحوثيين من قائمة الإرهاب

 

في إطار الدعم المستمر لجهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، أعلنت المملكة العربية السعودية، على لسان وزير خارجيتها الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله، عن مبادرة لإنهاء الأزمة اليمنية، والوصول إلى اتفاق سياسي شامل.

 

وتتضمن المبادرة السعودية، فتح مطار صنعاء لعدد محدد من الوجهات، ومواصلة دعم الحكومة الشرعية والشعب اليمني، مع حق السعودية الكامل في التصدي لأي اعتداء حوثي على الأراضي السعودية، وقف إطلاق نار شامل تحت مراقبة الأمم المتحدة، وإيداع الضرائب والإيرادات الجمركية لسفن المشتقات النفطية من ميناء الحديدة في الحساب المشترك بالبنك المركزي اليمني بالحديدة وفق اتفاق ستوكهولم بشان الحديدة، وفتح مطار صنعاء الدولي لعدد من الرحلات المباشرة الإقليمية والدولية.

 

وقالت الدكتورة إيمان زهران أستاذ العلاقات الدولية في حوار خاص لبوابة الفجر، إنه تم الدفع بالمبادرة بالتزامن مع محاولات الاستهداف الحوثية المتكررة لمرافق نفطية بالمملكة السعودية وتهديد الملاحة الدولية، الأمر الذي يثمن حرص السعودية على أمن الطاقة العالمي وعدم تضرر الاقتصاد العالمي  من تلك الهجمات.

 

وإليكم نص الحوار:-

ما تعليقك على المبادرة السعودية؟

جاءت المبادرة السعودية بناءًا على عدد من التحركات، أهمها: بدء المشاورات بين الأطراف اليمنية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية برعاية الأمم المتحدة بناء على مرجعيات قرار مجلس الأمن الدولي 2216، والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني اليمني الشامل.

 

هل التوقيت الزمني مناسب للإعلان عن هذه المبادرة؟

تزامنت المبادرة السعودية مع الحديث عن حجم الانتصارات العسكرية النوعية في عدة جبهات للتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن والحكومية الشرعية اليمنية، تأكيدًا على أن المبادرة تسعى لتحقيق السلام وحقن دماء جميع اليمنيين.

 

بالسياق ذاته، ثمة دلالات نوعية ترتبط بالتوقيت الزمني للإعلان عن تلك المبادرة، والتى أهمها ما يتعلق بـ: 

- الإعلان عن المبادرة بالتزامن مع الذكرى السادسة لعاصفة الحزم التي انطلقت في 26 مارس 2015، بقيادة السعودية لدعم الشرعية في اليمن، لتكون بمثابة إعادة تذكير للمجتمع الدولي بأهداف التحالف وسعيه الدائم والمتواصل لتحقيق السلام.

 

- التأكيد على مبدأ حسن النوايا لدى السعودية، وجديتها في التوصل لحل سياسي شامل للأزمة اليمنية يراعي الأبعاد الإنسانية والسياسية.

 

ماسبب رفض جماعي الحوثي للمبادرة على الرغم من الترحيب العربي والدولي؟

ظاهريًا، رفض الحوثيين المبادرة المطروحة  بدعوى أنها لا تلبي مطالبهم برفع كامل للحصار عن مطار صنعاء وميناء الحديدة الخاضعيْن حاليا لسيطرتهم، وإن كان فى تقديرى هناك عدد من الأسباب الأخرى، أهمها:- 

 

- أن الحوثيين لا يملكون دافعًا للانخراط في العملية السياسية وتقاسم السلطة مع الأطراف اليمنية الأخرى، نظراً لأنهم يسيطرون اليوم على معظم مناطق شمال اليمن.

 

- تنامى القدرات العسكرية المتنامية للحوثيين، ما يجعلهم أقل عرضة للقبول بتقديم التنازلات التي ستنص عليها أي تسوية. 

- أن المجتمع الدولى لا يملك وسائل ضغط كافية لإلزام الحوثيين بعملية التسوية السياسية، فالجماعة لا يعنيهم التلويح بالعقوبات ولا بالانتقادات الدولية، فضلا عن كونها تصنف نفسها كحركة مسلحة / كيان عقائدي وليست فصيل سياسي.   

 

هل سيكون لأمريكا دور في الضغط على الحوثيبن لقبول المبادرة السعودية؟   

 فى أعقاب تولي الرئيس الأمريكي جو بايدن مقاليد الحكم، لتشكل اختبارًا حقيقيًا للإدارة الأمريكية التي رفعت الحوثيين من قائمة الإرهاب، وتكشف مدى قدرتها والمجتمع الدولي على الضغط على الحوثيين للقبول بالمبادرة التي تحقق السلام في اليمن.

 

وهل نرى فرص أخرى لتخفيف معاناة الشعب اليمني؟

دومًا ما يكون هناك ما أشبة بـ"نافذة الفرص"، وفى تقديري أن مثل تلك المبادرة أشبة بتمهد الطريق أمام "اتفاق طائف" جديد، يوقف الحرب - إستنادًا للخبرة التاريخية مع الأطراف اللبنانية عام 1989- ، وذلك لإيجاد مخرج أمن للأزمة اليمنية، ولكن مع رفض الحوثيين لتلك المبادرة،  هيكون هناك مسار آخر يعتمد بالأساس على الضغط على جماعة الحوثيين "عسكريًا وسياسيًا" ، وبدعم دولي، وكذلك التلويح بالتخلي عن اتفاق ستوكهولم، وتحريك الجبهات للضغط عسكريًا على الجماعة للقبول بالحلول السياسية، فالمبادرات التي تقدمها السعودية هي هدية انتصار تقدمها ليس فقط للدولة اليمنية، ولكن كذلك للحوثيين وإيران. 

 

ماذا يترتب على فشل المبادرة السعودية؟

فى حالة فشل "المبادرة السعودية"، سينبأ ذلك مزيدًا من تفاقم الأوضاع باليمن، وبالمزيد من الإضطرابات النوعية بالمملكة السعودية جراء إعتداءات الحوثيين.