قتيل بدون جثة.. رحلة البحث عن أشلاء عريس المرج في الطوابق.. والجاني خنقه بـ"شال" وقطع جثته

حوادث

بوابة الفجر


مساء الخميس الماضي استدرج فرارجي ثلاثيني العمر، تاجر دواجن في نفس عمره، إلى مسكنه بمنطقة الطوابق، بحي الهرم غربي الجيزة، مستغلا عدم تواجد زوجته وأطفاله الثلاثة، في المنزل حينها، بدعوى إعطائه المبلغ المدين به، ليختفي بعدها في ظروف غامضة.


تلاحظ لأشقاء تاجر الدواجن، اختفاء شقيقهم وعدم تواجده بمنزل العائلة بمنطقة المرج، بمحافظة القاهرة، ومن ثم إغلاق هاتفه المحمول، ليتوجه أحدهم إلى قسم شرطة الهرم، ويطلب مقابلة العميد محمد نبيل مأمور القسم، لتحرير محضرًا بتغيبه: "أخويا من امبارح مختفي قال لنا أنه في منطقة الطوابق واتقفل موبايله بعدها.. إحنا من سوهاج وأخويا لسه عريس جديد".


شكل اللواء محمد عبد التواب مدير مباحث الجيزة فريق بحث لكشف ملابسات الواقعة، وتتبع خط سير المجني عليه، وفحص كاميرات المراقبة بمكان تواجده الأخير، وتوصلت جهود فريق البحث الجنائي إلى أن المجني عليه "مصطفى عز"، عمره 34 سنة تاجر دواجن (تزوج في عيد الأضحى الماضي)، وأصل إقامته بمحافظة سوهاج ومقيم رفقة عائلته في منطقة المرج بمحافظة القاهرة، كما تم التوصل إلى أنه يخرج من منزله صباح كل يوم، لتوزيع الدواجن على المحلات، ومن ثم جمع الإيرادات في نهاية كل يوم.

كاميرات المراقبة المركبة بمحيط سكن "عبده. ح" فرارجي، عمره 34 سنة "مدين للمجني عليه"، رصدت دخوله إلى الشارع سكنه، وعدم خروجه مرة أخرى.


مساء يوم الأحد، توجهت قوة أمنية برئاسة العقيد محمد الصغير مفتش مباحث الهرم والرائد أحمد عصام رئيس مباحث القسم، إلى مسكن الفرارجي، وتمكنت من القبض عليه، واقتياده إلى ديوان القسم، وبمناقشة المتهم أقر خلال التحقيقات التي أجريت بإشراف اللواء عاصم أبو الخير مدير المباحث الجنائية بالجيزة، بقتله المجني عليه لسرقته، وقال أنه استدرجه إلى شقته مستغلًا عدم تواجد زوجته وأطفاله الثلاثة في المنزل.. " عدي عليا في البيت علشان تاخد فلوسك، أنا قاعد لوحدي".

لدى وصول الضحية إلى مسكن الفرارجي، بشقته بالطابق الأول، وترحيبه به، خنقه بـ"شال"، ولم يتركه إلا جثة هامدة، ثم حمل جثته ووضعها داخل شقة تحت التشطيب في الطابق الأرضي.


ترك الجاني جثة تاجر الدواجن 3 أيام داخل الشقة، حتى انبعثت رائحة كريهة من داخل الشقة، تكاد تفضحه وتكشف جريمته، ليفكر في حيلة للتخلص من الجثة، وخطر في باله أن يقطع الجثة، ويتخلص منها.


بدأ الفرارجي في تنفيذ مخططه، حيث توجه إلى الشقة مكان الجثة، وقطعها إلى نصفين، ووضعها داخل جوالين، ثم حملهما وألقى بهما في صندوق القمامة بشارع فيصل.


قوة أمنية برئاسة المقدم هشام بهجت وكيل فرقة الهرم والرائد محمد طارق معاون مباحث القسم، انتقلت رفقة المتهم إلى مكان تخلصه من الجوالين، وبالفحص والبحث لم يعثر على الجثة.

التحريات التي أجريت تحت إشراف اللواء سامح الحميلي نائب مدير مباحث الجيزة، توصلت إلى أن عربات القمامة، تقوم بتحميل القمامة على مدار اليوم من شارع فيصل إلى محطة المناولة بمنطقة المريوطية، بحي الهرم.

استمع فريق البحث إلى أقوال عمال القمامة المكلفين بنقلها، حيث قالوا "احنا مش فاكرين لاننا كل يوم بنرمي خرفان وكلاب نافقة، لكن مشوفناش جثة خالص"، مشيرين "الزبالة اللي بتترمي لوادر بترميها على عربيات كبيرة كل يوم بتطلع على مدفن صحي بشبرامنت (مقر تجميع زبالة الجيزة).

على مدار 3 أيام عكف ضباط إدارة البحث الجنائي بالجيزة على البحث عن جثة الضحية وسط 8 أطنان من القمامة لكن باءت محاولتهم بالفشل.