رحلة المبادرة الرئاسية لمتابعة «العزل المنزلى»

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر


«الفجر» تطلب متابعة حالة كورونا بالمنزل.. والصحة تستجيب بعد 9 أيام 

مع ارتفاع حالات كورونا فى موجتها الثانية، وزيادة القلق بسبب تعدد أزمات الأكسجين وارتفاع أسعار الأدوية المرتبطة ببروتوكول العلاج، أطلقت وزارة الصحة مبادرة رئيس الجمهورية لـ«متابعة حالات العزل المنزلى لمرضى كورونا»، تحت شعار 100 مليون صحة.

وتهدف المبادرة لمتابعة الحالات البسيطة لمرضى كورونا ويخضعون للعزل المنزلى، من خلال 5400 وحدة صحية ومركز طبى، بالإضافة إلى تخصيص فرق طبية للمرور على المنازل مزودة بأجهزة «تابلت» لتسجيل كافة البيانات الخاصة بالحالات على النظام الإلكترونى.

«الفجر» خاضت تجربة للوقوف على تفاصيل المبادرة ومدى فاعليتها، إذْ تواصلت محررة الفجر من خلال رقم «105» الخط الساخن الخاص بالاستفسار عن فيروس كورونا فى يوم الخميس الموافق 7 يناير، للاستفسار عن حالة أحد أقاربها «أ.س» 56 عامًا من المنصورة، وخلال المكالمة أوضحت المحررة أن الحالة تعانى من أعراض «إسهال شديدة مع ارتفاع درجة الحرارة» وطلبنا توفير متابعة منزلية لما تعانيه الحالة من أمراض مزمنة كالسكرى وارتفاع ضغط الدم وارتفاع معدل ضربات القلب، وطلب مقدم الخدمة أن يتوجه المريض لمستشفى المنصورة العام القديم فى أسرع وقت لتحديد العلاج المناسب.

وفى اليوم التالى توجه المريض للمستشفى المحدد وفقًا للخط الساخن، حيث تم صرف علاج اشتباه كورونا «فيتامين سى، د، وزنك، ومضاد حيوى، وخافض للحرارة» مع تسجيل بيانات الحالة من خلال الرقم القومى، وتسجيل رقم الهاتف لاستمرار المتابعة الهاتفية بينما لم يطلب الطبيب إجراء تحاليل أو مسحات نظرًا لأن الحالة تحتاج للراحة فى المنزل، مع التنبيه أنه فى حال زادت الأعراض وتحديدًا ضيق التنفس يعاود مرة أخرى للمستشفى.

واتصل أحد ممرضى الوحدة الصحية بالحالة للاطمئنان يوم 11 يناير، وكانت الأعراض مازالت قائمة ولم تختلف كثيرًا فنصحه الممرض بالطعام الصحى وتنظيم الوقت بين الوجبات، وقياس الضغط والسكر ومتابعتهم مع الطبيب الخاص، واستمرت المكالمة على مدار 8 دقائق من النصائح العامة والدعم النفسى للمريض.

وتكررت نفس المكالمة مرة أخرى فى يوم 14 يناير، ووقتها كانت الحالة قد تحسنت وانخفضت الحرارة مع استمرار الإسهال وظهور سعال مصاحب لضيق بسيط فى التنفس، واتفق معه ممثل الصحة أنه سيتم عمل زيارة منزلية مجانية لقياس الحرارة ونسبة الأكسجين بالدم.

وفى صباح يوم الجمعة 16 يناير وصل ممرضان من الصحة لمتابعة المريض فى المنزل وقياس نسبة الأكسجين وكانت 89% والحرارة 37 درجة، وأحضروا علاج «الزنك» لأنه انتهى خلال الأيام الماضية وأوصوه بتكراره على مدار فترة العلاج حتى انتهاء الأعراض تمامًا، وتم تسليم الحالة جهاز قياس الأكسجين لمدة 10 أيام مع إمضاء إيصال لضمان الحفاظ عليه وتسليمه مرة أخرى للممرض.

وتحدثنا إلى الممرض الذى يعمل بأحد المكاتب الصحية بالمنصورة، وأكد أن الفريق يقوم بزيارة 5- 10 حالات يوميًا، حيث يتم تكليفهم بارتداء البدل المخصصة من مكتب الصحة «مقر عملهم» وركوب السيارات المخصصة للمبادرة، وعدم التعامل مع أى شخص سوى الحالة المصابة مع اتباع كافة الإجراءات الاحترازية من تعقيم وتباعد قبل وبعد مقابلة الحالة.

وأشار أن السيارات الثلاثة المخصصة للوحدة يتوافر بها كافة أدوات التعقيم والحماية ويتم الاعتماد عليها حتى لا يتم الاختلاط بأى فرد والتسبب فى انتشار العدوى، ويقوم الممرض أو الطبيب حسب الحالة التى تحتاج للزيارة بتسليمها جهاز الاكسجين والاطمئنان على استقرار الحالة وفى حالة ظهور أى مضاعفات عليها يتم التواصل الفورى مع المكتب لتوفير أماكن بالمستشفى سواء غرف أو عناية مركزة وتم توفير أماكن لأكثر من حالة فى المنصورة.

من جانبه أوضح عبدة عثمان، وكيل الطب الوقائى فى المنصورة، أن هناك «أبلكيشن» خاصا بالطب الوقائى يسمى «كوتريس» يتم التعامل من خلاله مع بيانات كل حالة توفرها لنا مستشفيات ومراكز الصحة، ونبدأ فى عمل مكالمات هاتفية من خلال الأرقام التى يوفرها البرنامج وتكون الأولوية فى اختيار الحالات وفقًا للسن والأمراض المزمنة والحوامل والأطفال وكل تلك المعلومات يوفرها البرنامج لنا، وبعد المكالمة يتم تحديد هل الحالة تحتاج لخطوة أخرى وهى الزيارة المنزلية أم لا.

وأضاف أن الاعتماد الأساسى يكون على أعراض الحالة واحتياجها لقياس الأكسجين فى الدم، ويتم مهاتفة ما يقرب من 100 حالة يوميًا، ولكن هناك ما يعوق أن تكون الزيارات المنزلية فعالة وهو بطىء تسجيل الحالات على البرنامج، ولذلك ناشدنا الوزارة لسرعة تسجيل الحالات على البرنامج بحيث يتم التواصل مع الحالة فى أسرع وقت قبل انتهاء الأعراض أو تدهور الوضع، وسيتم تفعيل ذلك يوميًا فى المرحلة القادمة.